هذا التصريح الخطير من قبل مبارك يكشف وبشكل جلي أن مصر ومن ورائها جميع بلدان العربان لاتعترف بعروبة كل من تشيع وأعلن ولائه لأل بيت محمد ((ص)) لان ذلك سوف يؤثر سلبا على ماتحتوية هذه الانظمه من آليات جبروتية تحكم الإنسان بالعصا الغليظة وسياسة العصا والجزرة ( بقلم : رائد محمد )
التصريح الذي فجره مبارك على قناة العربية لم يكن مفاجاءة جديدة ولم يكن اسطوانة مشروخة يعيدها البعض
من الذين كانوا ينهبون وبشكل مسبق مع سبق الإصرار والترصد قوت الشعب العراقي بل هو عبارة عن موقف
كان متخذاً ومختبئاً في الدهاليز المظلمة واليوم أعلن على الملأ نتيجة للتعقيدات والظرف المتشابك في العراق
والذي خلقته الإدارة الأميركية نتيجة التخبط العشوائي في تنظيم البيت العراقي وبدعم ومباركة أميركية
للتخلص من التفوق الشيعي في الانتخابات العراقية الاخيره ,لذا فان أقرار مبارك وعلانيته على مايجول في
خاطره ليست بالسابقة الخطيرة فنفسه الرجل يمارس سياسة زج كل شيعي مصري في سجون لايعلم مكانها ألا
الله والسيد مبارك من اجل التخلص منهم كمواطنين مصريين , والسيد محمد الدريني اقرب مثال لذلك فهو كان
مسجونا وأستمر حبسه رغم حصوله على حكمين من المحاكم المصرية بتبرئته ألا أن وزارة داخلية مبارك
رفضت تنفيذ هذين الحكمين القضائيين ألا بعد مرور أكثر من سنتين على ذلك, لذا فان مسالة إقصاء الأخر
وتكميم الأصوات والأفواه لايمكن تطبيقها ألا في العالم العربي الذي حيرنا وحير العالم في لغز شموليته وتمسك
حكامه في الكرسي وإباحة مسالة توريث الحكم كحل بشري يعوض الحل الإلهي في موت الحاكم المتسلط ليأتي
بدله ابنه ليكمل مسيرة الوالد وهذه السياسات لم تكن وليدة الصدفة ولم تكن تخضع لمقاييس زلات اللسان التي
ستخفف وطاءه هذه التصريحات بل هي فكر كامل ومتجذر في الفكر العربي البغيض وتاريخ كامل مهيأ للظهور
في وقت الحاجة للإيهام بشرعيته وصحته لكنه مخبوء تحت طيات اللسان وخرج اليوم علنا من خلال قناة
السعودية العربية لأنني لااشك في لحظه بان مثل هذه التخاريف ألمباركيه مقبوضة الثمن أميركيا ومدفوعة من
قبل منبع التكفير والفكر الاقصائي ((السعودية)). فالعداء الرسمي المصري كحكومة وجهات رسمية للتشيع
في مصر لم يكن وليد الصدفة أو من قبيل المواقف الآنية بل هو متكون ومتجذر منذ عام 1979 بعد نجاح
الثورة الإسلامية في إيران وانهيار العهد الشاهنشاهي البغيض من على صدر الشعب الإيراني ففي كتاب
الكاتب المصري صالح الو رداني ((الشيعة في مصر )) يذكر في الصفحة ((134)) مايلي....((إن القوى
المتربصة بالإسلام وقد أفجعها ما حدث في إيران ركزت أبصارها على مصر واعتبرتها الدولة التالية المؤهلة
للحاق بإيران على طريق الإسلام فمن ثم سعت إلى تنفيذ مخططها الخبيث الذي يرمي إلى عزل مصر عن إيران
والقضاء على تأثير الثورة الإسلامية على الحركة الإسلامية فيها. وقد اعتمدت في تنفيذ مخططها هذا على
ثلاثة ركائز:
الأولى: استغلال الخط الوهابي الذي تشبعت به الحركة الإسلامية والذي يكن عداءا شديدا للشيعة واستغلال
قلة الوعي السياسي والخبرة لدى التيارات العاملة في محيط الحركة..
الثانية: تفجير الخلافات القديمة بين السنة والشيعة ونشر الشائعات التي تهدم عقائد الشيعة وتشكك المسلمين
فيها وفي الثورة الإسلامية..
الثالثة: تحريض الحكم على إيران ودفعه إلى دعم التيارات المعادية لها في مصر إعلاميا وسياسيا وفتح الباب
إمام المد المسعودي الوهابي ليشكل سدا منيعا يحول بين المسلمين وبين التأثر بالشيعة و إيران)).
أن هذه القوى المحرضة على الإسلام التي ذكرها الكاتب لم تكن غريبة علينا أو من نسج الخيال بل هي
معروفة ومشخصة ولا تحتاج إلى دليل عقلي أو جهد جبار لمعرفتها وهي الحركات المسيسة مثل الصهيونية
العالمية وحليفتها وسندها القوي التي تدور في فلكها الولايات المتحدة الاميركيه لذا فان السياسة المصرية
والسعودية هي وليدة هذه الحركات مستمرة في الإيغال في هذا النهج والمسيرة وتدور في نفس فلك هذه القوى
التي تؤسس لثقافة التهميش والإقصاء وتأصيل مبدءا التبعية للحاكم المستبد الذي لايرعى في الله حرمة لان
هذين الدولتين هم مكملتان احدهم للأخر فالطاقة البشرية والقوة موجودة في مصر والمال والنفوذ الاقتصادي
في مملكة أل سعود,,
هذا التصريح الخطير من قبل مبارك يكشف وبشكل جلي أن مصر ومن ورائها جميع بلدان العربان لاتعترف
بعروبة كل من تشيع وأعلن ولائه لأل بيت محمد ((ص)) لان ذلك سوف يؤثر سلبا على ماتحتوية هذه الانظمه
من آليات جبروتية تحكم الإنسان بالعصا الغليظة وسياسة العصا والجزرة وامتدادا طبيعيا لسياسة أجدادهم من
الأمويين والعباسيين والأتراك الذين استطاعوا أن يجعلوا من الحاكم ألها أخر يحكم على الأرض منذ سقيفة
بني ساعده المشؤومه التي فككت النهج والرسالة المحمدية الأصيلة وجعلتها بكل سموها وأخلاقيتها تدور في
فلك الحاكم ويلعب بها كما يشاء ويمتطيها ويفصلها لرغباته المجنونة مثلما جعلت الإسلام السمح والأصيل
وحولته من دين محبة وتسامح وهدى إلى دين ذبح وقتل ونهب وسلب وهذا النهج يعرف مبارك وغيرة لايمكن
أن يكون نهج الرسول الكريم((ص)) ووصيه الأمام علي((علية السلام)) ومن بعدة ولده الأطهار فآخذو يحاولوا
أن يعيدوا نهج أجدادهم في سياسة الفصل العنصري مثلما حدث في حصار الرسول وال بيته من الهاشميين في
شعاب مكة المكرمة والتاريخ يعيد نفسه اليوم ,
رائد محمد كاتب عراقي مستقل
https://telegram.me/buratha