ولم يكتفي مبارك بذلك فراح يدلي بتصريحاته النارية التي يتهم الشيعة بولائهم لأيران وهذا الأتهام لايخص فقط العراقيين بل ذهب الى أبعد من ذلك ليشمل المنطقة برمتها حيث أن الشيعة ليسوا فقط بالعراق وإنما الكثير من الدول العربية لديها من شيعة أهل البيت عليهم السلام وتخميناته الساذجة بحدوث حرب أهلية في العراق ( بقلم : شوقي العيسى )
مغالطات كثيرة قد يقع في محتواها المجتمع العربي وخاصةً حكام العرب الذين أنتهجوا نفس
المنهاج الدكتاتوري لزعيمهم المخلوع صدام والذي قادهم لسنوات طويلة فلم يجدوا زعماء العرب
الذين طفح كيلهم بعد سقوط صنم بغداد في التاسع من نيسان 2003 إلا أن يقفوا ضد الشعب
العراقي الذي أبتهج لمرحلة التغيير حتى وإن جاءت على أيدي القوات الأمريكية وذلك ليأس
العراقيين من العرب بعدم مشاركتهم في المعاناة التي عانوها في ظل نظام صدام .....
لو تطلّعنا الى مرحلة مابعد سقوط دكتاتور بغداد ورأينا المواقف المخزية لبعض القادة العرب لذهلت
عقولنا من العجب العجاب ولمسنا الحقد الذي يكنه هؤولاء الحكام الى الشعب العراقي المظلوم فقد
أقام الحكام العرب هلالاً عربياً للضغط على الشعب العراقي برفض مرحلة التغيير وذلك خوفاً من
هؤولاء الحكام على المناصب التي يتزعمونها وخوفاً من شعوبهم بالمطالبة بالتغيير كما حصل في
العراق.
أبتدأنا بصاحب الأطروحة الكبرى من الدول العربية والشرق الأوسط ملك الأردن الذي أتهم شيعة
العراق بتكوين هلال شيعي يمتد من العراق وإيران ويشمل سوريا ولبنان ولمسنا آنذاك الجحافل
التي هرعت من الأردن لتفجير أرواحهم الشريرة في العراق وقتل الشيعة في العراق وما حصل في
سوق الحلة عندما فجر البنا نفسه وأقيم أحتفال كبير وعرس لهذا الأنجاز، ناهيك عن الأحتضان
الذي قدمة جلالة الملك لعائلة الصنم وإيوائهم في الأردن وتقديم المساعدة لهم بحجة العروبة
والعربية فالعروبة التي تحمي قتلة الشعب العراقي تعساً لها .
ولو دخلنا الأراضي السورية لوجدناها ملئت معسكرات لتدريب الأنتحاريين الذين يذهبون للعراق
لتفجير أرواحهم النتنة وقتل العراقيين ناهيك عن إيواء البعثيين وأزلام النظام البائد داخل سوريا .
أما القذافي ودوره المثير في هذا كله والذي يعتبر صدام الرئيس الفعلي للعراق فهذا الأرعن ليس
عليه حرج لأنه أضحوكة العرب في المؤتمرات التي تقيمها كالذي يعمل كومبارس في فيلم سينمائي
فقد إستدرك أمره عندما حصل التغيير في العراق وراح يقبل الأيادي الغربية بالصفح الممكن عن
جرائمة المتواليه وتنازل عن كل شيء حتى قدم التعويضات لركاب الطائرة المغدوره لوكربي
وغيرها من التنازلات فيكفيه أن يختلي بنفسه في خيمة في صحراء ليبيا وأولادة وبناته يقيمون في
حانات وبارات لندن.
أما مصر وهي التي يعتبرها العرب راعية القمم العربية والمهازل الشرق أوسطية فما كان لحسني
مبارك أن يتشبث في كل بقاع الدول العربية لشذ هممهم عندما أتضح له أن الشيعة في العراق
سوف يكون لهم النصيب الوافر من الحكم فقد جن جنونه وذهب مهرولاً الى السعودية العربية
ليشحن وزير خارجيتها على العراق ويدلي بأتهاماته لوزارة الدخلية وللعملية السياسية برمتها
والعراق يشهد معركة ضارية مع الإرهاب الذي يتصدر له من الأراضي السعودية وبفتاوى علماء
الدين السعوديين بتحريض الناس على الجهاد في العراق .
ولم يكتفي مبارك بذلك فراح يدلي بتصريحاته النارية التي يتهم الشيعة بولائهم لأيران وهذا الأتهام
لايخص فقط العراقيين بل ذهب الى أبعد من ذلك ليشمل المنطقة برمتها حيث أن الشيعة ليسوا فقط
بالعراق وإنما الكثير من الدول العربية لديها من شيعة أهل البيت عليهم السلام وتخميناته الساذجة
بحدوث حرب أهلية في العراق هذا إن دل على شيء فإنما يدل على خطط مبرمجة من قبل الهلال
العربي الذي أحيط بالعراق ونسج خيوط الحرب الأهلية وشرعنة مقتضياتها للإطاحة بالشيعة داخل
العراق ، إذن فهناك مؤامرة يعدها حكام العرب على العراقيين والشيعة بوجه الخصوص لعدم
تمكينهم من إدارة العراق خوفاً من إستقرار الوضع العراقي وبعدها التوجه الى بلدانهم التي
يتسلطون عليها قد يكون العرب السنة في العراق لم يلمحوا هذه المؤامرة في الوقت الراهن ولكنهم
قد يسعدون بما تؤول اليه الأمور فيما إذا نجحت مخططات حكم العرب وأتاحة المجال الكامل للعرب
السنة في العراق للعودة الى المركز الذي فقدوه عندما بدأت عملية التغيير الواقعي للبلاد .
أنا على يقين تام بأن الشيعة في العراق سوف يبرهنون وطنيتهم بالتصدي الى تلك الحكام العرب
وإحباط مخططات الهلال العربي الذي يقيمه حسني مبارك ومن معه من حكام العهر والخزي والعار.
شوقي العيسى
https://telegram.me/buratha