المقالات

التعداد السكاني والهروب من الواقع


د. واثق الزبيدي

ان عملية التعداد السكاني العراقي هي رهينة المزاجات الطائفية والعنصرية التي تحاول دائما ان تتغضى عن الحقائق بمسميات يقصد منها النيل من العراقي وبالتحديد العراقي ( الشيعي ) فقد صرحت وزارة التخطيط بقيادتها السنية المتطرفة انها ستقوم بتعداد سكاني وهذا التعداد سيتخطى العامل الطائفي اي ان الاستمارة التي سيتم حذف فقرت ( المذهب ) منها وهي عملية توهم الناظر اليها على انها ايجابية لكنها في الحقيقة صورة من صور التخلف الذي يعيشه المجتمع العراقي لان التعدادات السكانية في كل الدول تاخذ تفاصيل دقيقة لانها تعطي للباحث الاكاديمي تفاصيل المجتمعات حتى ان بعض الدول تضمن تعداداتها السكانية فقرة ( الهواية ) لان بناء التعداد السكاني للبلد يعطي ابعاد اجتماعية وتاريخية وديمغرافية وجغرافية وان عملية استبعاد فقرات مهمة من قبيل الطائفة والمذهب ماهي الا محاولة للقفز على حقائق المجتمع العراقي وواقعه

فمثلا لو اردنا ان نصدر تشريعا خاصا بالاحوال الشخصية فاننا سنشرع ذلك القانون للاكثرية كي يطبق لان المذهب شيء والمذهبية او الطائفية شيء اخر ولو كان التعداد السكني يوضع فقط لتعداد الاشخاص والذوات فلماذا نضع فقرت ( الدين ) ولماذا نضع فقرة ( القومية ) الا يمكننا ان نشكل على وزارة التخطيط بان ادراج القومية هو نزوع نحو العنصرية المقيته وادراج فقرت الدين سيستثير الاقليات الدينية كما يستثير العلمانيين فلماذا اذا كانت الوزارة تعتبر ان ذكر المذهب يثير الطائفية فلم لم تحذف فقرة القومية والدين بالاساس لان التعداد القادم سيثير العنصرية والعنف الديني بين ديانات المجتمع الواحد ثم ان الامر سينجر نحو مخالفة الدستور لان الدستور العراقي يقر مشاركة العراقيين جميعا حسب النسب السكانية وان اغفال فقرة المذهب سيدفع الجميع الى القول انهم اكثرية مما يولد الشحناء والبغضاء واستلاب مكاسب او تهميش مكون على حساب مكون آخر لان التعداد السكاني لايختلف عن خارطة الدولة العراقية

 فلكل دولة خارطة سياسية وخارطة اقتصادية وخرائط عمرانية وخرائط طوبغرافية وخرائط سكانية وخرائط اجتماعية وخرائط زراعية وخرائط اخرى ولكل وزارة اليوم خارطة فوزارة التربية لديها خريطة بمدارسها ودوائرها المنتشرة في عموم الخارطة العراقية الام ولوزارة المالية خارطة بمصارفها وحتى المصارف التي تتعامل معها برأسمال خاص ولوزارة الداخلية خارطة بمراكزها وحتى دورياتها المنتشرة ، فكيف لايكون للدولة العراقية خارطة وتعداد واضح لمذاهبها واثنياتها المختلفة لتساعدها في نشر خدمات الدولة للمستفدين منها حسب مقدار الفائدة المتوخاة من المشروع فمن غير المعقول ان تقوم الدولة بمنح المتجاوزين على اثار بابل اجازات زراعة حقلية واسعة في ارض تعتبر الارث الحضاري لوادي الرافدين ومن غير المعقول ان تبني الدولة جامعا في مدينة لايسكنها الا الصابئة او المسيح الذين لهم معابدهم الخاصة ثم ان التعداد لابد من ان يعطي تعليلات منطقية وواقعية فلو سالنا وزارة التخطيط لماذا يقيم الصابئة المندائيين او اين يقيم الصابئة المندائيين لتبادر السؤال انهم يعيشون قرب الانهار لارتباط عقيدتهم الدينية التي يكفلها الدستور العراقي لهم بالنهر والماء ولماذا يدفن الشيعة موتاهم في وادي السلام ولماذا يحتفل الكرد في النوروز ،

لابد ان تكون لوزارة التخطيط اجابتها الوافية والدقيقة لانها من المفترض ان تخطط لتقديم الخدمات للجميع وكان من المفترض ان تبتعد وزارة التخطيط عن الطائفية كما ابعدت وزارتا الداخلية والدفاع عن المحاصصات الطائفية لان المشاريع تقدم من وزارة التخطيط ويجب ان تقدم وزارة التخطيط معلوماتها الدقيقة لاحتياجات المجتمع كما ان الدوائر الدستورية والقانونية تحتاج الى خارطة حقيقية للمجتمع العراقي من حيث الدين والقومية والمذهب وطرق المعيشة والنسبة السكانية وحجم المظلومية لان تراكمات الماضية كبيرة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
bashar
2009-06-13
ياساده ياكرام انا سني واتمنى ان تضاف فقرة المذهب للتعداد حتى يعرف العالم اجمع حقيقه مكونات الشعب العراقي واتمنى ان لاتنسو الانتخابات الاولى التي فاز بها الجعفري فالشيعه والاكراد وحتى اضيف علاوي اليكم مجامله مني لكم وكلكم لم تصلو الا الى 58% ( اي ثمانية ملايين من اصل اربعه عشر مليون ناخب )كنسبه مشاركين في الانتخابات مع العلم وللتاكيد ان اذكركم ان الشيعه والاكراد لم يتخلف واحد منهم على الانتخابات وحتى العجوز تم سحلها للمركز كي تنتخب واتمنى ان لاتنكرو هذا الشي وهذا ماريناه بام العين والعاقل يفهم
ابو علي
2009-06-13
باسمه تعالى النفاق ممنوع والعتب مرفوع ان معرفة تفاصيل تركيبة البلدبقومياته المتاخيه واديانه المؤتلفه ومذاهبه المعززه ليست بطائفيه الطائفية التي لطم بها مجرموورغاليو البلد وعلى اساسها هجرواوفجرواوذبحواوسلبوا وسكتواعن الجرذالادنس وحفدته هي الجريمة الكبرى التي يود من يود السكوت عنها وطمطمتها لأجندات رغالية خيانية يجب ان يحاسبوا عليها وينبذ الارجاس الذين بالمستمسكات تاجروا بها دون ذرة حياء بل بخيانة جليه للوظن كله بما كلفت البلد من دماء انهارا وتشرد اواراوسلب ونهب ممن عرفهم الاعمى والبصير؟؟
عاشق بغداد
2009-06-11
سلمت يداك وأنا أوافقك الرأي أنه هروب من الواقع وهو أستمرار للنهج الصدامي بعدم ذكر المذهب وكانه جريمة فأذا كان جريمة فلتمنع الدولة المذهبية كل هذا كي لا تظهر احصاءات حقيقية تبين الواقع والذي هو عادة المطلوب من التعداد لماذا لا نفتخر بذكر مذاهبنا اذا كانت سنية أو شيعية لماذا الخوف من المذهب الذي يمثل نهج حياة يسير عليه الانسان الى حين وفاته أدعو الى أزالة هذا الخوف الغير مبرر من الجهر بالمذهب حاله حال الدين والقومية ولا يكفي أن نضع رؤوسنا في الرمال مثل النعام.
ابو حیدر
2009-06-11
بسم الله الرحمن الرحیم شکرا علی المقال الممتاز وانا ازید عليه انه يجب ذكر المذهب للاخوه السنة ايضا لكي تعرف الدولة كم منهم مثلا علي المذهب الحنفي وكم علي الحنبلي والمالكي والشافعي لانهم علي مذاهب مختلفه كما اننا علي المذهب الجعفري . هذه معلومات كما تفضل الكاتب قيمة ولايمكن اهمالها ولكن يمكن عدم الفصح بها في الوقت الحاضر الي ان يستقر الامر.
مرتضى الخفاجي
2009-06-11
يا اخي يا د. واثق من فرط بحقوق الشيعة ؟اليس هم النواب الشيعة؟ صدام اللعين قتل اشراف العراق ...اما اليوم اغلب المتصديين للعملية السياسية هم تجار ؟ لن اسكت بعد اليوم ...اريد حقوقنا نحن من قاتل البعث اللعين ..ونحن اعطينا الدماء...لكن لا نجد من ينصفنا ...انا لا اريد مكرمة من احد او منه بكسر الميم انما تسن القوانيين وتنفذ.اللهم بحق الزهراء وابيها وبعلها وبنيها اخزي كل من تاجر بدمائنا والعنه لعنا شديدا اميين رب العالميين.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك