منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979 ، تحوّلت إيران من دولة تابعة إلى قوة إقليمية كبرى تقود مشروعاً مستقلاً يرتكز على السيادة الوطنية والدفاع عن قضايا الأمة ، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية .
إيران لم تكتفِ بالشعارات بل بنت قدرات استراتيجية متطورة في مجالات الصناعات الدفاعية ، الصواريخ الدقيقة ، والطائرات المسيّرة .
ورغم العقوبات والحصار واصلت تطوير منظومتها العسكرية حتى أصبحت تمتلك قدرة ردع مؤثرة ، تفرض حسابات جديدة على القوى الكبرى .
في بعدها العقائدي ، أثبتت طهران التزامها العملي بالقضية الفلسطينية من خلال دعمها المباشر للمقاومة في غزة ولبنان والعراق واليمن وسوريا انذاك .
هذا الدعم النوعي قلب معادلات الصراع ، وأضعف الهيمنة الصهيونية ، وفرض واقعاً جديداً يقوم على توازن الردع .
الكيان الصهيوني في المقابل ، يعيش حالة تراجع داخلي وارتباك عميق ، تظهر في الانقسام السياسي ، والتفكك الاجتماعي ، وتآكل الثقة بالجيش ، وارتفاع معدلات الهجرة العكسية .
أما استراتيجيته التقليدية في الردع ، فقد تآكلت أمام تعدد الجبهات وفعالية ضربات المقاومة ما جعله عاجزاً عن الحسم والسيطرة .
حرب تموز 2006 مثال واضح على ذلك ، حيث تمكن حزب الله — رغم كونه مقاومة لا دولة من الصمود والانتصار خلال 34 يوماً من المواجهة .
فإذا كانت تلك نتائج مع فصيل مقاوم محدود الموارد ، فكيف سيكون المشهد الآن مع قوة دولة بحجم إيران تقود محوراً متكاملاً ؟
وفي الوقت الذي تتجه فيه بعض الأنظمة العربية نحو التطبيع ، تبقى الشعوب منسجمة مع نهج المقاومة ، وتدرك أن إيران تمثل عمقاً استراتيجياً حقيقياً لفلسطين ، وأن دعمها ليس شعارات بل تضحية ميدانية مستمرة .
المعادلة أصبحت اليوم أكثر وضوحاً : إيران قوة صاعدة وراسخة ومؤثرة ، بينما الكيان الصهيوني يتآكل من الداخل ، ويزداد اعتماداً على دعم غربي متراجع التأثير .
النصر في هذا السياق لم يعد حلماً ، بل احتمال واقعي قريب . فحين تتكامل الإرادة السياسية ، والعقيدة الراسخة ، والقدرة العسكرية ، يصبح المشروع الصهيوني مشروعاً إلى زوال .
نحن أمام لحظة مفصلية ، تتكامل فيها قوى المقاومة تحت مظلة الجمهورية الإسلامية ، وترتسم فيها نهاية مرحلة الهيمنة الصهيونية ، وتُفتح فيها بوابة النصر للعالم والأمة الإسلامية بإذن الله .
https://telegram.me/buratha
