المرجعية الدينية العليا تثبت للجميع انها قريبة من الشعب وواعية للاحداث وتفهم مايحيط بنا من الاخطار وانها ليست غافلة ولطالما دقت ناقوس الخطر وحذرت ونوهت واهم ماتضمنته :
أولًا: السياق والظروف المحيطة
الخطبة جاءت في مستهل شهر محرم الحرام، شهر الثورة والنهضة الحسينية، متزامنة مع:
1- تصاعد الصراعات الإقليمية (الحرب بين إسرائيل وإيران، الأزمات في غزة ولبنان).
2- احتدام التدخلات الأجنبية في المنطقة، بما فيها العراق.
3- تزايد التحديات الأمنية والاقتصادية، وتدهور الثقة بين الشعوب وحكوماتها.
4- حالة من الإحباط واليأس لدى الناس نتيجة استمرار الأزمات دون حلول جذرية.
ثانيًا: محاور الخطبة الأساسية
يمكن تلخيص محاور الخطبة في ثلاث ركائز متكاملة:
1. البعد القيمي والروحي
⁃ دعوة لإحياء الشعائر الحسينية في كل مكان، بما يرمز إليه من الإصرار على الحق
⁃ التضحية في سبيل المبادئ.
⁃ مناصرة المظلومين والمستضعفين.
⁃ تأكيد أن ثورة الإمام الحسين ستبقى نبراسًا في هذا الصراع الوجودي.
2. توصيف الصراع
ما يجري ليس مجرد صراع سياسي أو صدام مصالح، بل هو
⁃ معركة بين جبهة الحق والعدالة والخير.
⁃ وجبهة الشر والطغيان بأبشع صورها.
⁃ تشخيص خطير: المنطقة – والعراق جزء منها – لم تخرج بعد من دائرة الصراع المحتدم.
3. الواجبات العملية
⁃ عدم الانخداع بالمظاهر والشعارات الرنانة.
⁃ التسلح بالوعي والبصيرة.
⁃ بناء البلد على أسس صحيحة وإصلاح الأداء.
⁃ حصر السلاح بيد الدولة، كشرط لقيام الدولة العادلة.
⁃ مكافحة الفساد والتدخلات الأجنبية.
⁃ ضرورة اختيار الأكفّاء النزهاء لتصحيح المسار.
ثالثًا: الآثار والرسائل المباشرة
1- الأثر الروحي والمعنوي وبث الأمل لدى الناس رغم طول أمد الأزمة ، والتذكير بأن التضحية والصبر جزء من معركة الحق.
2- الأثر السياسي والمجتمعي هو رسالة واضحة للنخب والجهات المسلحة
اذ لا شرعية للسلاح خارج الدولة ،وتحميل المسؤولية للطبقة السياسية:إن لم تعتمدوا الكفاءة والنزاهة، فالمستقبل لن يكون أفضل.
3-رسالة للأطراف الإقليمية والدولية
وهي رفض التدخل في الشؤون الداخلية للعراق.والتحذير من استغلال الظروف لإضعاف الدولة والمجتمع.
رابعًا: ما ينبغي القيام به في معركة الحق والباطل ،بناء على الخطبة، يمكن تحديد خارطة طريق عملية:
1. إحياء الوعي والمبادئ الحسينية وجعل عاشوراء مدرسة تربية للأجيال على: الصمود ورفض الظلم ونصرة الحق مهما كان الثمن .
2- اليقظة أمام الفتن من خلال دراسة الأجندات الإقليمية والدولية وعدم الانجرار خلف الشعارات المزيفة.
3-بناء الدولة العادلة بفرض حصرية السلاح بيد الدولة ،وتشجيع نزاهة الأجهزة الرقابية والقضائية ، وكذلك حماية القرار الوطني من التدخلات الخارجية .
4. الإصلاح الإداري والسياسي بتمكين أصحاب الكفاءة بدل المحاصصة ومكافحة الفساد بشكل جاد.
5. تقوية اللحمة المجتمعية ونشر ثقافة الحوار بدل العنف كذلك دعم السلم الأهلي والمواطنة المتساوية.
هذه الخطبة ليست عابرة، بل تحمل عدة رسالة استراتيجية اهمها :
1-الصراع الحالي هو صراع وجود وقيم.
2-الإمام الحسين (ع) رمز النهوض في وجه الطغيان.
3-النصر لا يتحقق بالشعارات، بل بالإصلاح الجاد وتقوية الوعي وحصر السلاح وبناء الدولة على أسس الكفاءة والنزاهة.
اما اهم اهداف الخطبة ؛
فهي إحياء الوعي إيماني والروحي المرتبط بالإمام الحسين (عليه السلام) ، وإعادة تعبئة المجتمع نحو الصمود واليقظة وعدم الاستسلام للانكسار ، لذا يبقى الحسين ملهما للاحرار وصوت التاريخ وملحمة الخلود .
https://telegram.me/buratha
