اياد حمزة الزاملي
ترتبط العقيده المهدوية بكل الاديان والفلسفات التي تدعوا الى التغيير الحتمي على وجه الارض واقامه دوله الحق والعدل الالهي فالتغيير الحتمي يكون من الظلم الى العدل ومن الباطل الى الحق ومن الظلام الى النور ومن الفساد الى الصلاح
ان هذا الانقلاب التاريخي الثوري الشامل للمخطط الالهي هو ليس حكراً على العقيده الشيعيه وانما هو نقطه مركزيه غيبيه تشترك فيها كل الاديان السماويه وان اختفلت في التفاصيل الفرعيه ولكن جوهر العقيده التي اصلها ثابت في السماء هو (اقامة دولة الحق والعدل الالهي)
سنورد بعض ماورد في العهدين (التوراة والانجيل) من نصوص تؤيد ماذهبنا اليه
اولا (الصديقون يرثون الارض الى الابد اما الاشرار فيبادون جميعاً - عقب الاشرار ينقطع) المصدر المزمور السابع والثلاثين /كتاب المزامير
ثانيا (وانما الذي عندكم تمسكوا به الى ان يأتي من يغلب ويحفظ اعمالي الى النهايه فسأعطيه سلطانا على الامم فيرعاها بقضيب من حديد كما تكسر انية من خزف واعطيه كوكب الصبح المصدر انجيل متى -الاصحاح الرابع والعشرون
اذا فعقيده المهدويه ظهرت في الديانه اليهوديه من خلال التبشير (بالمسيح اليهودي) وفي الديانه المسيحيه (بالمسيح عيسى ابن مريم) وحتى الفلاسفه القدامى والمحدثين مثل افلاطون بشر بالمخلص في الجمهوريه الفاضله والفيسلسوف البريطاني توماس مور بشر به في (جزيره طوبا) والفيلسوف فرنسيس بيكون في اتلانتا الجديده والفيلسوف يوهان (المدينه المسيحيه) والفيلسوف توماز كامبلا في (مدينة الشمس) حتى الفيلسوف كارل ماركس الذي غاص عميقا في عالم الغيب والميتا فيزيقيا حيث أعلن ان (الطور الاشتراكي)هو امر مؤقت زائل لتحل محله الشيوعية العالمية التي تتكون من قيادة مخلصة واعية
حاكميّة الشيعة للعالم: رؤية قرآنية وحديثية
تُعَدُّ مسألة الحاكمية من أهم القضايا التي دار حولها الجدل الفكري والسياسي عبر التاريخ الإسلامي. فالقرآن الكريم وضع مبدأً أساسياً وهو أنّ الحاكمية المطلقة لله، قال تعالى:
﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ﴾ (يوسف: 40).
إلّا أنّ تطبيق هذه الحاكمية في حياة الناس يحتاج إلى مظهر بشري معصوم يُجسّد إرادة الله في الأرض، وهو ما تمثل في ولاية النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) ، ثم في ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) والأئمة من ذريته. ومن هنا نشأت نظرية الحاكمية الشيعية التي ترى أنّ القيادة الشرعية للعالم ينبغي أن تكون بيد أولياء الله المعصومين ومنهجهم، وصولاً إلى دولة العدل العالمية بقيادة الإمام المهدي (صلوات الله عليه)
أولًا: الأساس القرآني لحاكمية الشيعة
1. الاصطفاء الإلهي لأهل البيت (عليهم الصلاة و السلام):
قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ (الأحزاب: 33).
هذه الآية تدلّ على الطهارة المطلقة لأهل البيت، بما يجعلهم مؤهلين لقيادة الأمة والعالم.
2. الوراثة العالمية للمستضعفين:
قال تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ (القصص: 5).
وهذه الآية هي الركيزة القرآنية لرؤية الشيعة بأن المستضعفين بقيادة الإمام المهدي (صلوات الله عليه) سيرثون الأرض.
3. وعد الله بالاستخلاف:
﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ...﴾ (النور: 55).
وعدٌ صريح بأن المؤمنين الحقيقيين (الذين فسّرتهم الروايات بأتباع علي وأهل بيته) سيقيمون دولة العدل.
ثانيًا: البعد الحديثي في حاكمية الشيعة
1. قال النبي (صلى الله عليه و آله):
"مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق" (رواه الحاكم والنسائي وغيرهما).
دلالة واضحة على أن النجاة مرتبطة بالولاية.
2. عن الإمام الباقر (صلوات الله عليه):
"إذا قام قائمنا وضع الله يده على رؤوس العباد، فجمع بها عقولهم وأكمل بها أحلامهم" (الكافي).
أي أنّ قيادة الإمام المهدي ستفتح للعالم أفقًا جديدًا من العدالة والعقلانية.
3. عن الإمام الصادق (صلوات الله عليه):
"إذا قام القائم لم يبقَ أرض إلا نودي فيها بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله" (بحار الأنوار).
أي أن المشروع الشيعي ليس محليًا أو إقليميًا، بل عالمي الطابع.
ثالثًا: البعد السياسي لحاكمية الشيعة
الحاكمية الشيعية لا تقوم على القهر العسكري فقط، بل على مشروع حضاري أخلاقي يهدف إلى رفع الظلم وتحقيق العدالة الكونية.
تجربة الإمام علي (صلوات الله عليه) في الحكم كانت نموذجًا راقيًا في العدل الاجتماعي والسياسي.
مشروع الإمام الحسين (صلوات الله عليه) كان ثورة تصحيحية ضد انحراف الأمة، وهو حلقة أساسية في التمهيد لدولة العدل المهدوية.
في عصر الغيبة، تتجسد الحاكمية من خلال ولاية الفقيه التي تُعتبر امتدادًا للحاكمية الإلهية بحدود الممكن حتى ظهور الإمام (صلوات الله عليه).
رابعًا: عالمية الحاكمية الشيعية
إن المشروع الشيعي يتجاوز حدود الطائفة والجغرافيا، فهو مشروع إنساني يهدف إلى تحرير المستضعفين في كل مكان.
القرآن الكريم يؤكد هذا البعد بقوله: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾ (الأنبياء: 105).
وفي الحديث عن الإمام الباقر (صلوات الله عليه ): "القائم هو الذي يملك شرق الأرض وغربها" (النعماني، الغيبة).
حاكمية الشيعة للعالم: إيران قلب المشروع الإلهي
الحاكمية في الفكر الشيعي ليست فكرة سياسية عابرة، بل هي امتداد للحاكمية الإلهية التي أسّسها النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وورثها أهل البيت (صلوات الله عليهم). هذه الحاكمية تهدف إلى بناء دولة عالمية عادلة، يقودها الإمام المهدي (ارواحنا له الفدا). ومن هنا، فإنّ أي تحرك شيعي عالمي لا بد أن تكون له قاعدة مركزية تمهّد لهذه الدولة، وقد تجلّى ذلك في عصرنا الحديث من خلال الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي أصبحت قلب التشيّع النابض، وقلب العالم الإسلامي المقاوم.
أولًا: الأساس القرآني لقيادة المستضعفين
1. قال تعالى:
﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ (القصص: 5).
هذه الآية تُلخّص مشروع المستضعفين العالمي الذي حمله الإمام الخميني (عليه السلام) وجعل إيران قاعدةً له.
2. وقال تعالى:
﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ...﴾ (النور: 55).
وعدٌ بالاستخلاف تحقّق في صورة أولية بقيام نظام إسلامي شيعي في إيران، وهو تمهيد للاستخلاف الأكبر في زمن الإمام المهدي (صلوات الله عليه).
ثانيًا: الروايات ودور المركز الشيعي
1. عن الإمام الصادق (صلوات الله عليه):
"إذا قام قائمنا جعل الله له من شيعتنا في المشرق والمغرب رجالًا يجتمعون إليه" (الغيبة للنعماني).
وهذه الرواية تشير إلى أنّ مركز الشيعة في المشرق سيكون قاعدة أساسية لدولة القائم، وهذا ينطبق على إيران بوصفها القلب الجغرافي والسياسي للمشرق الشيعي.
2. عن الإمام الباقر (صلوات الله عليه):
"كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه... فيقاتلون فينصرون... حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي" (الغيبة للنعماني).
العلماء والمفسرون يرون في هذه الرواية إشارة واضحة إلى الثورة الإسلامية في إيران ودورها التمهيدي لدولة الإمام المهدي.
ثالثًا: البعد السياسي – إيران قلب التشيع
إيران هي الدولة الوحيدة التي أسّست نظامها السياسي على مبدأ ولاية الفقيه، وهو الامتداد الطبيعي لولاية المعصوم.
منذ ثورة الإمام الخميني (عليه السلام) عام 1979، تحوّلت إيران إلى مركز إشعاع للمستضعفين في فلسطين ولبنان واليمن والعراق، ما جعلها بالفعل قلب العالم الإسلامي المقاوم.
إيران لم تطرح مشروعها على أساس قومي أو مذهبي ضيّق، بل على أساس إنساني عالمي، انسجامًا مع حديث الإمام الصادق (ع): "إذا قام القائم لا يبقى أرض إلا نودي فيها بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله".
رابعًا: إيران بين المشروع الحسيني والمهدوي
المشروع الحسيني ثورة ضد الظلم والانحراف، والمشروع المهدوي دولة العدل الكاملة.
إيران جمعت بين الاثنين: فهي تحيي النهضة الحسينية عبر مقاومتها للظالمين، وتمهّد لقيام الدولة المهدوية عبر نشر فكر الولاية والتمسك بخط أهل البيت.
لذلك يمكن القول إن إيران هي الجسر الذي يربط كربلاء بالظهور، وهي القلب الذي يضخ الدماء في جسد الأمة الإسلامية.
حاكميّة الشيعة في أفق الغيب: إيران مركز الثِّقْل في عصر التمهيد
1) منهج القراءة: من الغيب إلى السياسة
الغيب في الاصطلاح القرآني ليس نقيضَ السبب بل مستوى أعلى من قانون السببية؛ وعدٌ إلهي يجري عبر عللٍ وأدوات بشرية:
﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ (البقرة: 3)، ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا... لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾ (النور: 55)، ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا...﴾ (القصص: 5)، ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا... أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾ (الأنبياء: 105).
السننيّة: الوعد الغيبي يعمل عبر سننٍ: التمحيص، تداول الأيام، نصرة المستضعفين إذا أخذوا بالأسباب، وإبطال الباطل بالحقّ: ﴿قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ﴾ (الإسراء: 81).
إذًا: الغيب يرسم الاتجاه، والتمهيد يوفّر القابليات والأدوات.
2) الغيبة الكبرى كـ«مختبر تاريخي»
في التشيّع، الغيبة الكبرى ليست فراغًا، بل تفويضًا مشروطًا لإقامة العدل بقدر الوسع. يأتي «التوقيع الشريف» في الاحتجاج للطبرسي: «وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا...» دالًّا على مرجعية علمية-ولائية تُدار بها شؤون الأمة في زمن الغيبة.
هذا التفويض أسّس لفكرة ولاية الفقيه كناظمٍ سياسيّ-فقهيّ، بوصفها جسرًا مؤسّسيًا بين الغيب وحاجات الاجتماع السياسي.
3) إيران: لماذا هي «القلب» في منطق الغيب والسنن؟
أ) الشرعية الرمزية
الثورة الإسلامية أعادت تعريف السياسة بوصفها عبادةً اجتماعية، ووصلت الفقه بالسياسة تحت راية الولاية؛ هذا يُنشئ مركز جذب لشبكات الولاء عبر الأمة.
ب) بنية النيابة والتهيؤ
قيام نظام يحمل ولاية الفقيه جعل من إيران نقطة ارتكاز لإدارة التمهيد: تعليم، إفتاء، مؤسّسات، تعبئة معرفية وروحية، اقتصاد مقاوم، وردع دفاعي—وكلها أدوات سننية يُجري الله بها وعده.
ج) مدار «المستضعفين»
انخراط إيران في قضية المستضعفين (فلسطين، لبنان، اليمن، العراق...) يجسّد روح الآيات المؤسسة لوراثة الأرض. هنا الغيب يوجّه والسنن تُنفّذ.
د) المزج الحسيني-المهدوي
الحسيني: رفض الظلم وبناء وعي أمميّ.
المهدوي: مشروع عدلٍ كونيّ.
ان المقاومة المسلحة هي عملية تحرير للشعوب المستعبدة و نيل حريتها و كرامتها و استقلالها و هي في نفس الوقت القضاء على الاستعمار الذي هو عبارة عن شكل من اشكال العنف الممنهج الذي يهدف الى سلب الانسان المستضعف كرامته و انسانيته و حريته
و المقاومة هي عملية مزدوجة تتمثل في العنف المادي و التحرر النفسي للعقل من عبودية الاستعمار حيث تقوم المقاومة على بناء هوية جديدة للشعوب المستضعفة و استعادة كرامتها و هويتها الثقافية و حريتها
ان العنف الثوري هو ليس وسيلة لتحرير الشعوب المستضعفة و المستعمرة فقط انما هو أيضاً وسيلة لتحرير المستعمرين أنفسهم نفسياً و سياسياً و اجتماعياً و عقائدياً و اعادة بناء الهوية الثقافية و الاجتماعية للعالم و احداث تحول شامل في الهياكل الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية
و ان الاستعمار هو عنف متجذر و متأصل في الوجدان يولد شعوراً لدى المستعمر بعقدة (الدونية) و ان المقاومة المسلحة ضرورة تاريخية لفضح هذا العنف و استعادة الشعوب المستضعفة لحريتها و كرامتها
ان الحشد الشعبي المقدس و المقاومة الاسلامية المباركة هي تأسست ببركة و دعاء مولانا و زعيمنا العظيم الإمام المهدي (صلوات الله وسلامه عليه) و لا يمكن لأي قوة في العالم ان تستطيع حل الحشد المقدس و المقاومة الاسلامية المباركة و ان تسليم سلاحها لا يكون الا لصاحب هذا الأمر و هو مولانا صاحب الزمان (صلوات الله عليه) و هو الشخص الوحيد صاحب الكلمة الأولى و الأخيرة في هذه القضية
نحن الآن ليس قريبون من عصر الظهور و انما في قلب عصر الظهور و هذا ما سوف نتناوله في مقال قادم ان شاء الله
المجد للجمهورية الاسلامية دولة صاحب الزمان (صلوات الله عليه)
المجد للحشد الشعبي المقدس و للمقاومة الاسلامية المباركة التي رفعت رأس الاسلام و التشيع العظيم و الانسانية عالياً في سماء المجد و الكبرياء و الشموخ
و ان قصيدة في العشق لابد ان تكتب بالدم وان الفجر لا يكون عظيمًا الا عندما تنسج خيوطه بالدم
و ليخسأ قرود البعث و ابناء الرفيقات
قال تعالى {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} صدق الله العلي العظيم
و العاقبة للمتقين...
https://telegram.me/buratha
