المقالات

عامان على إبادة غزة.. صمود يفضح العجز الدولي .

163 2025-10-11

نبيل محمد سمارة

في السابع من تشرين الأول 2025، تمر الذكرى الثانية لبدء العدوان الصهيوني الواسع على قطاع غزة، الذي وصف حينها بأنه الأشرس في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي. عامان من القصف والتجويع والحصار، عامان من الموت الجماعي والتطهير الممنهج، والعالم ما زال يكتفي ببيانات القلق والشجب، فيما يستمر الاحتلال في ارتكاب جرائمه بحق أكثر من مليوني إنسان محاصَر في رقعة جغرافية صغيرة، لا تملك سوى إرادة البقاء.

على مدى عامين، لم تتغير الصورة كثيراً. فالاحتلال الصهيوني ما زال يعتمد سياسة “الأرض المحروقة” لتفريغ القطاع من سكانه، مستخدمًا كل أدوات الحرب: من القصف الجوي العنيف إلى الحصار الاقتصادي والتجويع المنهجي. ورغم ذلك، فشلت كل محاولاته في تحقيق أهدافه المعلنة وغير المعلنة، فغزة لم تنكسر، والمقاومة لم تهزم، والشعب الفلسطيني ما زال صامداً في وجه واحدة من أكثر الحملات العسكرية تدميراً في التاريخ الحديث.

سياسياً، كشفت حرب غزة عن انقسام الموقف الدولي بصورة فاضحة. الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، واصل دعمه اللامحدود للاحتلال، مانحاً إياه غطاء سياسياً ودبلوماسياً لارتكاب جرائمه، في حين بقيت الأمم المتحدة ومؤسساتها رهينة العجز والازدواجية. أما الموقف العربي، فظل متردداً ومتبايناً بين بيانات الإدانة ومحاولات الوساطة، دون أن يتحول إلى موقف موحد يرقى إلى مستوى الكارثة الإنسانية المستمرة.

ورغم الصمت الدولي والتواطؤ السياسي، نجحت غزة في فرض معادلة جديدة على الوعي العالمي. فقد تحوّل العدوان إلى فضيحة أخلاقية للمنظومة الغربية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، بينما تقف عاجزة أمام مشاهد المجازر في رفح وجباليا وخان يونس. كما أسهمت صور الدمار وصمود الفلسطينيين في إحياء الرأي العام العالمي، حيث خرجت التظاهرات في عواصم أوروبا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا تندد بالإبادة وتطالب بمحاسبة قادة الاحتلال.

اقتصادياً وإنسانياً، يعيش القطاع اليوم أسوأ أزماته منذ عقود. البنية التحتية مدمرة، والمستشفيات تعمل بأقل من طاقتها، والتعليم في حالة انهيار، فيما تستمر عمليات التهجير الداخلي. لكن وسط هذا الركام، تبقى غزة رمزاً لقوة الإرادة الفلسطينية، ومركزاً لرفض الإملاءات التي تسعى لفرض "حلول إنسانية" بدلاً من الحقوق السياسية المشروعة.

إن مرور عامين على إبادة غزة ليس مجرد ذكرى للحرب، بل محطة لكشف زيف النظام الدولي، ومقياساً لمدى قدرة الشعوب على مواجهة الظلم رغم اختلال موازين القوى. وما زالت غزة تقول للعالم بعد عامين من النار:

الحق لا يقصف، والصمود أقوى من الطائرات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك