منذ تأسيسه في عام 2014 استجابةً لفتوى المرجعية الدينية العليا لمواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي، أصبح الحشد الشعبي أحد أعمدة الأمن الوطني العراقي ، وركيزة أساسية في حفظ وحدة البلاد واستقرارها .
فقد لعب دوراً محورياً في تحرير مساحات شاسعة من العراق كانت تحت سيطرة الإرهاب ، وقدم آلاف الشهداء والتضحيات في سبيل حماية الشعب ومقدساته .
إلا أن هذه الإنجازات لم تكن محل ترحيب من بعض القوى الدولية ، وعلى رأسها الولايات المتحدة ، التي وجدت في الحشد قوة وطنية مستقلة القرار ، لا تخضع لإملاءات الخارج ولا تساوم على سيادة العراق .
فالحشد يتبنى رؤية عقائدية واضحة تقوم على الدفاع عن الأرض والعرض ، ورفض أي وجود عسكري أجنبي غير مشروع ، وهو ما يتعارض مع بعض المخططات الإقليمية والدولية .
كما أن موقف الحشد الشعبي الصريح في دعم القضية الفلسطينية ورفض الكيان الصهيوني ، يجعله جزءاً من محور المقاومة في المنطقة ، وهو ما يضعه في مواجهة مع الاستراتيجيات الأمريكية التي تسعى لترسيخ النفوذ الإسرائيلي وتطبيع وجوده في المنطقة .
إضافة إلى ذلك ، فإن قدرات الحشد على رصد ومتابعة التحركات المشبوهة للقوات الأجنبية وعملائها داخل العراق ، تجعله عنصر ردع لأي محاولة لزعزعة الأمن أو العبث بالسيادة الوطنية .
إن الحشد الشعبي ليس ميليشيا عابرة أو أداة بيد طرف خارجي ، بل مؤسسة رسمية عراقية أُقرت بقانون ، وتعمل تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة .
قوته الحقيقية تنبع من شرعيته الشعبية ، وتجذره في النسيج الوطني ، والتفاف الشعب حوله باعتباره حامي العراق من الإرهاب والهيمنة .
ولذلك فإن أي استهداف إعلامي أو سياسي للحشد ، ليس سوى محاولة للنيل من إرادة العراقيين الحرة ، وكسر نموذج المقاومة الذي أثبت فعاليته . فبقاء الحشد قوياً وموحداً هو ضمانة لاستمرار سيادة العراق ، وحماية مقدراته من أي أطماع ، وصون مستقبله من مشاريع التقسيم والتبعية .
https://telegram.me/buratha
