( بقلم : علاء هادي الحطاب )
اضحكني كما اللمني احد اصدقائي الذي يعمل معلماً للاطفال في احدى مدارس العاصمة بغداد ... معلماً لمادة التربية الفنية ... وحينما طلب من تلامذته قائلا... ايهم يعرف ان يرسم شيئاً ما .... تقدم احد الطلاب الى السبورة ورسم عموداً طويلا(كما يروي المعلم) ذا نهاية مدببة وعاد الى مكانه .. وعندما سأله استاذه : بني ماذا رسمت ؟ قال : استاد .. هاون ..ابني شنو هاون ؟استاد .. هاي شبيك هاون .. هاذ الي ينفجر !! طفل في الصف الثاني الابتدائي يرسم هاونا!!!ً .. اذ انه لايفهم من الحياة سوى لغة العنف والانفجارات والقتل .. اذا .. ماذا سيرسم المسلحون او المراهقون لو طلب منهم!؟ليس ببعيد ماشاهدناه في ايام العيد .. كان المسدس والبندقية (بكافة احجامها وانواعها واشكالها اللعبة الاكثر جذباً للاطفال) .. والاكثر مبيعاً للتجار .. والاسوء (مشهدا(ً للناس .
مشكلة ليست بسيطة في ان يفقه الاطفال لغة استخدام الاسلحة ويمارسونها هوايةً ترطب اجواءهم .. واصل المشكلة يعود لما يمّر به الوضع بشكل عام ... اما الخطر الاكبر يكمن في سيؤول اليه المستقبل بالنسبه لهؤلاء ... فقد اعتاد شعبنا على استخدام السلاح ... اما في المعارك للدفاع عن البوابة الشرقية بزعامة صانع النصر السلام .. المقبور .. صدام .. او برعاية ابطال الارهاب... وصّناع الموت... وفرق التهجير... وتجار الازمات .. فما بين هذا وذاك نشأ عندنا هكذا جيل .
السؤال الاكثر اهمية .. مع وجود ذلك الماضي .. وهذا الحاضر .. ماذا سيكون المستقبل لأطفال هوايتهم اللعب بالسلاح والتفنن في صنع مشاهد الموت(لتمثيلية) وحرب الشوارع ... طبعاً مع ألفاظها .. ومصطلحاتها .. اما الاباء .. مع الاسف حتى اللحظة غير ابهين بما يمر به واقعنا اليوم من ازمة تربية حقيقية لأطفالنا .. والمصيبة تكمن .. في (التعلم في الصغر كالنقش على الحجر).................................................................كاتب واعلامي عراقي
https://telegram.me/buratha