المقالات

ماذا يعني ان يتحول (الارهابي) الى حاكم دولة؟!


اكثر دولة بالعالم لعنت الارهاب والارهابيين ورصدت المليارات من الدولارات لمواجهته هي الولايات المتحدة بعد احداث ايلول .

واكثر دولة بالعالم رصدت اموالا للقبض على شخصيات ارهابية هي الولايات المتحدة الامريكية .

واكثر دولة وجهت تهما بالارهاب لدول واحزاب وفصائل وشخصيات هي الولايات المتحدة..

ترى ما الذي تغير ان تجعل من شخصية (منقعة) بالارهاب وتاريخ من القتل والذبح والتهجير والتدمير الى (حاكم دولة)كما يتم التعامل الان مع شخصية (ابو محمد الجولاني)..

هذا الرجل من مواليد عام ١٩٨٢ بمعنى ان عمره الان (٤٣)عاما واذا حذفنا منها مراحل الطفولة والصبا اي (١٧) عاما يبقى (٢٦) عاما جميعها انفقها في (الارهاب) حيث لم يرتدِ البدلة (المدنية) الاّ حين تم تعيينه رئيسا على سوريا وقبل ذلك فهو زعيم لفصيل ارهابي مصنف لدى جميع (هيئة تحرير الشام)!

لاشك ان (دول الحضن العربي) اول الواقفين الى جانبه في مشروعه بالقضاء على حكومة بشار ،وتوالت زياراتهم للعاصمة دمشق ثم تبادلوا الزيارات وصولا لاستقباله في

(عاصمة العرب) القاهرة بصفة رئيس سوريا الاوحد في مؤتمر القمة العربي الذي انعقد اول امس..

دول الغرب ايضا اعلنت عن تضامنها مع التحول الجديد بسوريا وبدأت برفع العقوبات

عن سوريا ..

وهنا يبدأ التساؤل :-لماذا لم نقرأ في اعلام دول الغرب ولا الحضن العربي ولا تركيا تاريخ الجولاني ،ليبدو وكانه جاء من عالم اخر وليس من بين مواطن الارهاب ؟

ابو محمد الجولاني فتح عينه على القتل والذبح والارهاب والسبي والتدمير والتفجيرات والتجاوز على المقدسات ومن منصب ارهابي لاخر وسجله في ذلك يزن حمل سفينة وان تاريخ هذا السجل ليس بعيدا حيث مازال ضحاياه بين الامراض النفسية او اليتم والعناء ومازالت اثار التدمير قائمة ولم يتم اعادة الاعمار الا للعدد القليل وخاصة في نينوى التي كان منصبه فيها ايام احتلال داعش لها (قائد عمليات نينوى)..وحين خرج من السحن (بقدرة قادر )عاد ليمارس نفس المهنة بسوريا وهكذا ..

اولا ان شخصا مثل هذا لايعرف معاني (الرحمة) ولا (ادارة منزل) وليس (ادارة دولة) لان حياته عبارة عن (كوابيس) ثم حين تسنم منصب الرئاسة بسوريا جاء بنفس اعضاء (الهيئة )معه ومن دول شتى وبسجلات ارهابية طويلة وعريضة ليمنحهم مناصب عسكرية هي الاعلى بالبلد ..

كل الذي صرح به من بعد تسلمه ادارة سوريا اربع نقاط:

١-لاعداء مع اسرائيل .

.٢-جئنا من اجل القضاء على النفوذ الايراني.

٣-جئنا من اجل القضاء على نفوذ حزب الله لبنان .

٤-ماجئنا من اجل اللطم والعويل ..

اذن فالرجل لم يأت بمشروع دولة انما لمهمة (طائفية) لخدمة الجهة التي البسته البدلة والرباط واجلسته (تحت موس الحلاق) لتقصير لحيته ..

ما عرضته قناة الجزيرة يوم الاربعاء الموافق ٥-٣-٢٠٢٥ في تقرير مطول عن الواقع المعاشي للشعب السوري فهو مؤلم جدا لدرجة ان البعض اجهش بالبكاء معلنا جوعه وجوع اسرته واخر استطال في شرح تفاصيل بؤس اسرته وانهم عادوا من تركيا ومعهم مبلغ من المال انفقوه وماعاد لهم مصدر للمعيشه فيما اوقفت الحكومة الجديدة الرواتب للموظفين وافراد القوات الامنية ..

اسرائيل باتت تتوغل داخل الاراضي السورية حتى باتت على مشارف دمشق وطائراتها تقصف كيفما تختار بعد ان دمرت الالة العسكرية السورية بالتمام ..

ابو محمد الجولاني يقول انني نادم على مافعلته بالعراق والسؤال :-هل يحق للقاضي ان يبرأ المتهم بالاف الجرائم لمجرد انه (ندم)؟

اقول ان العالم بات مشوها وباتت الارادات الدولية تمنح القتلة والمجرمين والارهابيين والسفهاء مناصب عليا لادارة البلدان ، والهدف من ذلك لتسفيههم امام شعوبهم واستصغارهم كما حدث مع زيلنسكي مثلا .. الان لو زار (ابو محمد الجولاني ) الولايات المتحدة والتقى ترامب فما ذا سيفعل به ؟ وكيف سيتعامل مع خافير ميلي الرئيس الأرجنتيني ؟ومع اخرين ايضا مثل (مصطفى الكاظمي )لو مازال حاكما ؟

ان اشد ما يزعج في هذه القضية هو (الاعلام) الذي سرعان ما يدعم هذه الشخصية او تلك دون ادنى احترام لقيم الاعلام .. لو تم التخطيط لتقسيم سوريا فماذا سيفعل (ابو محمد الجولاني) وما هي اوراق صغطه وقد خسر السلاح وخسر الطائفة العلوية وخسر المؤمنين بالقضية الفلسطينية وهم يرون سوريا بتاريخها العريق تكون عونا لاسرائيل بالضد من مشروع المقاومة وخسر التيار الوطني الذي يحترم سيادة سوريا وقد باتت اسرائيل تلتهم اراضيها تباعا.

الشعب السوري ليس من السهل ليّه وتطويعه لثقافة جديدة بعيدة عن متبنياته وعقيدته الوطنية والثقافية والفكرية وتطلعاته، في وقت لا يمتلك قادته الجدد هوية او مشروعا ثقافيا او اقتصاديا فليس سوى فصيل مصنف على الارهاب استدعته

الارادات الدولية للقيام بواجب التغيير (العسكري)ثم وقف (حرناً) لا يقوى على فعل شيء سوى الاستقبال والتوديع واعلان العداء للشيعة والمقاومة وايران ..

اقول للذين سعدوا بالتغيير بسوريا من الدول العربية (بماذا انتم افضل من بشار ؟) فجميع قادة بلداننا العربية (جلادون)محترفون لكل من يعارضهم وصولا للتقطيع بالمناشير وقطع الرؤوس وحتى الاعتداء على الاعراض !

لا اعرف كيف سيكون حال اجيالنا الجديدة وهم يرون في الشاذين والارهابيين والقتلة والرثاثة وهم يحكمون دولا كانت يوما محط تقدير واحترام العالم ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك