( بقلم : عمار العامري )
لقد اتفق الجميع أن ما نجزه الشعب العراقي بعد تغيير نيسان 2003 هو مفاخر تاريخية حقيقية لا يمكن لشعب من الشعوب إدراك حجمها ألا بوجود مؤهلات الانجاز وهي القيادة الحكيمة والتخطيط المبرمج والإرادة الصادقة والشعب الواعي على أن تجتمع كل هذه في أرادة واحدة.
فالانتخابات العراقية عكست للعالم حقيقية كان الأغلب يخض النظر عنها وهي أغلبية شيعة العراق وكسرة المعادلة الظالمة التي نصت على أن الشيعة أقلية في الطيف العراقي مقابل أكثرية غير حقيقية ثم أن الدستور العراقي والذي كتب بأيادي عراقية وبوجود شامل للنسيج العراقي افشل كل التكهنات والتنبأت والتي كانت تذيع أن الدستور مكتوب بأيادي غير عراقية وما نقاط الخلاف موجودة حاليا تدل على عكس متبنياتهم.
ففدرالية كردستان وإصرار الكرد على البقاء في مظلة هذا النظام والذي يعتبر أفضل الأنظمة اللامركزية أو الاتحادية ويحكم شعب كالعراق حيث عانى أبناءه من تسلط الفئات القروية على زمام الحكم إذ ما زال إتباع ذلك الحكم البائس يحاولون الرجوع إلى تلك الأيام المقرفة.
ما ينعم فيه الأكراد في ظل الإقليم هو انجاز عظيم يضاف لرصيد أكراد العراق دون غيرهم فما نسبته17% من ميزانية العراق تذهب لمناطقهم ونسبة ما تعادل مشاركتهم في الانتخابات الوطنية هو استحقاقهم في البرلمان والوزارة مع تأمين السلام والأمن في ربوعهم وإقرار ما يناسبهم من قرارات يشجع الاستثمار لديهم من خلال وجود حكومة وبرلمان خاصتان بالإقليم كل هذا يساعد على بناء وأعمار وتقدم محافظاتهم.
رغم وجود هذا الواقع إلا أن الرافضين لفكرة الأقاليم والاتحادية يهيمون في سراب الصيف بحجة أن الأقاليم تقسيم للبلاد ولكن نواياهم هي تكمن في أمنيتهم لعودة الحكم السابق يشجعهم على ذلك صمت بعض القوى السياسية في محافظات جنوب بغداد وقلة الوعي العام حول الثقافة للفدرالية وهذا منافي للعقل وتصب في خانة لا امن ولا سلام تدمير وخراب.
فإقليم جنوب بغداد والذي يجمع تسع محافظات ليس بناء شيعي مذهبي بل وجود تاريخي وجغرافي وواقع عملي أن كل ما في هذه المحافظات التسع لم يفكر بأن جاره سني وهو شيعي أو جاره شيعي وهو مسيحي فهناك نسبة شيعية كبيرة مقابل وجود سني مع وجود كردي ومسيحي متجانس منذ عشرات السنين لا يختلف لمجرد إرهاصات من يريد بناء صومعة لنفسه مقابل شق عصى الإخوة والتعاون والانسجام.
فما نسبته 40%من الاقتصاد العراق حق لإقليم جنوب بغداد وهذه الميزانية من شأنها بناء الإقليم خلال سنتين فقط يضاف إلى ذلك فتح الطريق أمام الاستثمار والتجارة العالمية ناهيك عن ما في هذه المناطق من ثروات معدنية وصناعية وزراعية تستطيع الاعتماد عليها في بناء وأعمار وتقديم كافة الخدمات لابناءه مع بقاءه بارتباط وثيق بالعاصمة بغداد والتي تمثل عاصمة العراق ومحط أنظار العالم مع ضمان الحقوق لكل المناطق التي تريد أن تقوم بإقليم لبناء مناطقهم مستفيدة من النظام الاتحادي ألتعددي الذي نص عليه الدستور العراقي.
ولكن مع كل هذه النظريات ألا أن قيام الفدرالية وإقامة إقليم جنوب بغداد متوقف على الثقافة الجماهيرية بإقامته والتي تحتاج إلى تحرك واسع ليس من فريق سياسي واحد بل من كل مكونات الموجودة في الإقليم ألا أن المصلحة العامة تنافي المصالح الشخصية الضيقة حيث أن إقليم كردستان والذي يعتبر مضرب للمثل في هذه التجربة كان أبناءه عام 1996 يتقاتلون من اجل تلك المصالح ولكن عندما تفهموا مصلحة الكرد والإقليم انتفت الدعوة للمصالح وثقف للمصلحة العامة الموحدة.
ما مرجو هو توحيد الرأي وتقليد المرجعية الدينية في تصويب المصلحة وتضافر الجهود من اجل الضغط على البرلمان لإقرار التنفيذ لتكن الفدرالية للعراق جميعا والأقاليم لمن يريد ذلك وإقليم جنوب بغداد لابناءه المحرومين من اجل أعمار وبناء مناطقهم وبث الروح فيها.
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)