المقالات

العولمة .... والثلج !!!


بقلم: ولاء الصفار

في ظل إحداثيات القرن الحادي والعشرين يشهد العالم اليوم طفرات نوعية في مجال التطور العلمي والثورة المعلوماتية في شتى ميادين المعرفة والذي أصبح العالم بفضل ذلك التطور كالقرية الصغيرة. ومن هذا المنطلق فان على الدول المتقدمة وحتى دول العالم الثالث مواكبة ذلك التطور لتحقيق مصالحها وتأمين حياتها.

ومن أهم ما افرزه هذا التطور هو مفهوم (العولمة) هذا المصطلح الذي يصبح العالم معه أشبه بدائرة اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية، تتلاشى من خلالها الحدود الجغرافية بين الدول، وتسهل من حرية انتقال رأس المال، وترفع الحواجز الكمركية، وتزيد من سرعة المبادلات التجارية.

وان هذا المفهوم حتم على الدول النامية أو دول العالم الثالث ان تقوي اقتصادها وتضع خطط تنموية تمكنها من الاعتماد على مواردها، وسد حاجتها لاعتمادها على سياسة الاكتفاء الذاتي، بالإضافة إلى رفع إمكانياتها لمواجهة الدول العظمى لان الدول النامية في ظل ذلك النظام معرضة للانهيار.ولو تأملنا قليلا إلى الدول العربية فإننا نلمس البعض منها قد التجأت إلى إجراء عقود تجارية مع شركات أجنبية لتأمين مصالحها وأخرى قدمت استثمارات كبيرة في مجال السياحة، والبعض الآخر ارتقت في بعض الصناعات الحرفية.

ولكن المتابع لواقع العراق قد يصاب بالإحباط، إذ إن الواقع الاقتصادي للعراق ينحدر نحو الهاوية ولا نجد لحد هذا الوقت لمسة عطف جدية من بعض الساسة المختصين بالجانب الاقتصادي بإجراء فوري يدفع بعجلة البلاد اقتصاديا لينافس ولو حتى الدول الفقيرة.

وبما إن العولمة تدعوا إلى انفتاح السوق العالمية وتمنع الاحتكار فانه سيكون هناك سوق منافسة تامة أي ان المواطن حينما يريد اقتناء بضاعة معينة فانه سيجد عشرات الماركات لنوع واحد من سلعة معينة ومن مناشئ مختلفة، وبذلك فان السلعة الأكثر جودة ستحظى بقبول عام وستكون ذات رواجا واسعا وتدر أرباحا على الشركة التي قامت بتصنيعها، أما الصناعة غير الكفوءة فإنها ستتعرض للكساد، وبذلك ستؤول الشركة المصنعة لها إلى غلق المصنع أو التوقف عن الإنتاج وبالنتيجة فانها ستتعرض للخسارة او الافلاس.

وبينما انا كذلك اتجهت إلى بيت صديقي المتخصص في مجال الاقتصاد وأخبرته بأنني اطلعت على مفهوم العولمة فأصبت بالذعر فاخبرني ما هو مصير العراق في ظل هذا المفهوم، فأجابني قائلا ان واقع الاقتصاد العراقي يثير القلق ولابد من الحكومة العراقية الإسراع لوضع خطط تنموية تعزز من رفع شأن الواقع الاقتصادي، ولابد من رسم سياسة اقتصادية مستقبلية تسعى لانتشال الاقتصاد العراقي من واقعه المزري.

وطالما نحن نتحدث بهذا الموضوع دخل علينا احد زملائنا وهو باحث في مجال الاقتصاد ولكن الذي لفت انتباهي حالته السيئة، إذ كان على وجهه آثار تعب وتضجر وإرهاق فأشار قائلا هل تعلمون إنني ولأكثر من (6) ساعات واقف في طابور الثلج علني احصل على قالب ثلج امسح به ملامح الظمأ الذي رسمت على وجوه أطفالي، وأضاف ان المفاهيم والقواعد الاقتصادية تشير إلى ان سعر أي سلعة معينة تتحدد وفق قاعدة العرض والطلب بالنظر للمستوى المعاشي ومتوسط دخل الفرد وتحت رقابة الدولة، إلا إن الملفت للنظر ان السلع في العراق ومنها الثلج تتحدد وفق قاعدة مزاجية صاحب المعمل ومزاجية البائع المتجول، وهل تعلمون ان سعر القالب الواحد قد تجاوز (15000) دينار عراقي.

فحينها أحسست بألم كبير ولا اعلم هل ابكي ام اضحك على واقعنا المر، وتسائلت نفسي كيف لنا أن نطور بلدنا ونقف في مصاف الدول المتقدمة طالما نحن نعاني من شحه في ابسط مادة وهي (الثلج)، فحينها طلبت من صديقي ان يخاطب المسؤولين في الحكومة العراقية وخصوصا المتضلع منهم بالجانب الاقتصادي إلى إجراء عقود مع بعض الدول المجاورة لاستيراد مادة الثلج طالما إنها المادة الوحيدة التي لم نستوردها لحد الآن من خارج البلد!!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراقي الأصيل
2007-08-07
وماهو الغريب في الموضوع حول الثلج ؟ ألم يصل سعر قالب الثلج ( البوري ) الى 25000 خمسة وعشرين ألف دينار في زمن المقبور ولمعلوماتك كان لا يوجد إرهاب ولا قتل في الشوارع ولا تفليش محطات كهرباء ولا مقاتلة أولاد الخايبة من العمال فالمفروض وبهذه الظروف ودور البعثيين الفاسدين في تخريب البلد أن يصل قالب الثلج ( البوري ) الى 200000مئتين ألف دينار فالمفروض الموضوع يكون أمانة للناس لابد أن نذكر السابق واللاحق ونفرق بين وبين ! !
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك