( بقلم: علي حسين علي )
كان(ابو رياض) كثير الزعل، فما ان يختلف مع اخوته او ابناء عمومته وحتى جيرانه على شئ فأنه ينقطع عن زيارتهم وعن الحديث معهم وقد تعود اخوته على سلوكه هذا واعتادوا عليه، الا ان الجيران كانوا اقل حماساً لإرضائه، ولهذا ترى(ابو رياض) بعد يوم او يومين من مقاطعته لجيرانه او معارفه نراه يروح ويجيء امام بيوتهم، وكثيراً ما يتوقف عند ابوابهم، الا ان الجيران والمعارف كانوا يصدون ابواب بيوتهم بشدة عندما يرون(ابو رياض) واقفاً بالقرب منها!!
وكثيراً ما نصح المعارف والجيران اخوة صاحبنا بأن لا يكترثوا لزعله وكثيراً ما نبهوهم الى ان الاهمال وحده كاف لاقناع(ابو رياض) بلا اهميته وعدم حاجة الاخرين اليه، الا ان قلوب اخوته واقاربه كانت تلين دائماً، فبادروا الى مصالحته مع انه كان في كل المرات على خطأ، وكان زعله حمقاً وربما ابتزازاً لاخوته.ضاق الاخوة وابناء العمومة بـ(ابو رياض) وطفح بهم الكيل وتشاوروا ثم اتفقوا على ان يضعوا حداً لسلوكه(الزعطوطي) وما ان افتعل(ابو رياض) مشكلة وانسحب من مضيف العائلة زعلاناً، حتى التأم شمل الاخوة وابناء العم في مضيف عميدهم، قال الكبير(دعوه يزعل، وانصحكم ان تؤدبونه بالاهمال فمثله لا يستحق ان نسترضيه كل مرة، فلقد طمع الرجل بلين قلوبنا،فلا تزيدوا طمعه فينا).
اخذ اخوة وابناء عمومة(ابو رياض) بنصيحة عميدهم،ٍٍ ومالوا بوجوههم عنه عندما التقوه، فأستغرب(ابو رياض) هذا الحال،وصار يتقرب منهم وكلما دنى تباعدوا وكلما ابتسم بوجوههم اشاحوا عنه. ومع الايام وجد(ابو رياض) نفسه وحيداً وفاقد للاهمية والاهتمام.
وفي يوم من الايام جاء(ابو رياض) الى مضيف العائلة فخرج الحاضرون وتركوه وحيداً فتبعهم، يقبل يد هذا وينزل على رجل ذاك من دون ان يحظى برضا اهله. ولما أعيته الحيل(جمع حيلة) نقل فراشه الى مضيف العائلة طالباً من (القهوجي) ان يتنحى ليقوم بعمله! ومع ذلك ظلوا باتفاقهم بمقاطعته.. وفي صبيحة احد الأيام فاجأهم(ابو رياض) وهو يبكي ويتوسل ويعلن التوبة !!ويحلف بأغلظ الايمان!
https://telegram.me/buratha