الفرحةالتي وحدت العراقيين جميعا وشملت القاصي والداني, الفرحةالتي تحققت باصرار ومثابرة وجهود احد عشر لاعبا كانوا يحملون هما واحد وتجمعهم مشاعر واحدة لذلك كانوا كخلية النحل داخل الملعب , يكمل بعضهم بعضا . مثابرتهم باستحصال الفوز كان لاسباب عظيمة وغاية كبيرة لزرع الفرحة في صدور ابناء الشعب المظلوم الذي كان ينتظر منهم هذا الانجاز الكبير ولسبب اهم واعظم وهو الذي ظهر للعالم اجمع متمثل بوحدة شعب وارض الرافدين هذا الفوز ما كان ليتحقق لولا اجتماع الاسباب في نفوس هذه الثلة من شبابنا الميامين , الفوز الذي رسم بدماء 50 من الشهداء العاشقين للوطن الذين استهدفتهم غربان الظلام بسيارات المفخخة ليقتل الفرحة فيهم اثناء احتفالهم بفوز المنتخب على كوريا . ليحصد بلدنا الذي كان سجله الدولي الرياضي خالي من الانجازات , انجاز كان عصيا علينا هذا الانجاز الذي خرج من رحم المعاناة التي يمر بها الشعب عموما ,, ورغم الظروف الصعبة واوضاع البلد الامنية التي ثؤتر على نفسية كل شخص فينا كان الفوز حليفنا هذه المرة . هكذا عاش شعبنا العراقي من شماله الى جنوبة تلك الفرحة العارمة التي ازاحت هموم واحزان عوائل الشهداء والمظلومين وافرحت قلوب الصغار والكبار على حد سواء بسيادة الشعور الوطني الذي قاوم وتحدى الارهاب وما يجر معه من كوارث هذا التحدي كان الاروع الذي اثبت للعالم اجمع ان ابناء البلد هم يد واحدة وقلب واحد .من اللحظات الاولى لدخول الفريق الملعب بالبس الابيض النقي الساطع الذي اظهرهم كالملائكة داخل الساحة الخضراء رئينا على محياهم الاصرار والعزيمة على تحقيق الفوز رغم ظروفهم الصعبة التي عانوا منها اثناء فترات التدريب ,, وهنا لابد من ذكر امور خارج نطاق اللعبة والتي تمثل رمز وسيادة الوطن عزف السلام الجمهوري ووقف الفريق يردد بصورة مؤثرة معهم النشيد الوطني العراقي موطني الذي كتبه الشاعر الفلسطيني ابراهيم طوقان ولحنة السوري محمد فليفل في خمسينيات القرن الماضي قاصدا به الاستعمار البريطاني والغزو الصهيوني على فلسطين انذاك , الشاعر الذي وافاه الاجل عام 1941 عاد نشيده ليصبح رمزا للعراق بعد اكثر من ست عقود من الزمن حيث بدا يعتمد النشيد من بداية 2003 للحاجة الملحة بتغيير كل ما يتعلق برموز النظام السابق , حيث عين مجلس الحكم لجنة لتغيير العلم والنشيد ولكنها لم تستطع انجاز هذه المهمة رغم وجود عروض ومسابقات لافضل تصميم لعلم او اعتماد نشيد.كما انها لقيت معارضة شديدة اثناء طرح بديل للعلم البعثي المعتمد الى يومنا هذا ,, العلم الذي ارتكبت تحت ظله المجازر في الشمال والجنوب العلم الذي تحت رايته ادخل البلد في حروب ظالمة اهلكت الحرث والنسل بالاعتداء على جيران العراق والتحول بعد ذلك الى محاربة ابنائه من الداخل ,, واليوم يحز في النفس ان نرى نفس هذا العلم يرفعه ابطال العراق اسود الرافدين الذين رسموا طريق توحد الشعب وزرعوا الفرحة في قلوب الجميع فالعلم الذي تحت رايته عم الشر لا يمكن ان يرفعه اثناء الفوز والانتصارات من عاشوا هم وابائهم تحت ظلمه سابقا. والنشيد الذي عملت لجنة مجلس الحكم على استبداله لم توفق كذلك رغم وجود عروض لم يعتمد منها واحد . فرغم ان النشيد مقبول لدى فئة عريضة من العراقيين ولكن لا نريد ان يكون شعارنا ورمزنا الحسام وان يحملونا من جديد السلاح لحماية الامة التي باعت ضميرها للشيطان الامة التي ترسل ابنائها ليقتلوا ابنائنا ويهدموا دورنا ومساجدنا ويفرقوا بين طوائف وقوميات البلد, الامة التي لم تنفك تتأمر على العراق الجديد وتسعى جاهدة لاعادة الامور الى ما قبل 2003 . شعارنا بعد القضاء على الارهاب ورموزه ان يكون البناء, بناء الانسان وبناء الوطن واعماره ونشر الفكر والثقافة في ربوعه وسيطرة المراكز العلمية والتدريبية والمدارس في كل مكان وان يتم الاستفادة من خيرات البلد لرفاه الشعب وتعويضه ما فاته ايام الحرمان ايام ما كانت ثروات البلد تنفق على السلاح وتنمية الجيران ورشاوي للاعلام كي يحاول تلميع صورة النظام امام العالم باخفئه الجرائم والانتهاكات التي كانت تمارس بحق ابناء البلد , ان يكون شعارنا عراق اخضر لا يحتاج استيراد غذائه من الاخرين , بوجود الايدي العاملة والثروة المائية والامكانيات التي تستطيع ان تجعل من العراق بلد يصدر لجيرانه وللعالم ما ينتج وليس العكس . والتسائل هنا هل جفت اقلام العراقيين عن كتابة قصيدة تتغني بحب الوطن او تصور الحالة العراقية الراهنة بما فيها من تنوع واختلاف او حتى ان يجدوا قصيدة عراقية من القصائد القديمة لشاعر من شعرائنا الرواد وما اكثرهم واغنى تراثهم لتعتمد كرمز يتغنى به رغم احترامي لنشيد موطني ولكن كي يكون عراقيا خالصا يناسب ما سيتحقق في المستقبل بعونه تعالى لينتفي بذلك التسائل الكبير الموجود في نشيد موطني ,, (هـــل اراك سالما منعما وغانما مكرما موطني ) . عراقيـــه
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)