المقالات

القائد هو عاقد صفقات الامل وهو صانع الامة وهذا هو دليلنا


( بقلم : قصي محبوبة متخصص بالأدارة الدولية وأنظمة القيادة )

لقد تابعت بأهتمام مقالات الاساتذة : الشبوط والشابندر والعوادي ، في موقع الملف في قسم ملف ساخن . ومع أختلافي الجذري مع الاساتذة : الشبوط والشابندر ، من حيث علاقة الزعيم بالحل أو الحل بالزعيم ، للأني ومن منظور اكاديمي بحت ، أنكر وجود مصطلح الزعيم وفكرة الزعامة ، للانها لاتملك تعريف عالمي أو حظاري . حيث ان الزعامة مفردة شرق أوسطية وجذورها اللغوية والتعريفية محصورة في حدود اللغة العربية ، والمتعارف علية أكاديميآ وعالميآ هو القائد والقيادة ،وهو العلم الذي يدرس والمصطلح الذي يعرف عالميآ ( راجع مقال الكاتب : العراق أزمة قيادة أم أزمة قادة ) .

أما السيد العوادي ، فقد برئ القادة وأتهم الامة بأنها أمة ولود ولكنها لاتحسن التربية ولاتوفر الرعاية ، ثم خص الشخصية الشيعية بأنها خيالية التصور حينما تبحث عن قادة يحملون صفات القديسين وأن العقلية الشيعية مسكونة بالمقارنة مع قادتها التاريخيين وهم اهل البيت عليهم السلام ، وأختتم المقال بأن اعتمد على تاريخ الدولة العراقية الحديث وكيف تعاملة الامة مع قادتها كدليل على رأية وطلب منا ان نثبت العكس .

أن الامم مهما أختلفة مناشئها ومهما تفاوتت فترات تواجدها الزمني لم تكن يوما من الايام مصنعا للقادة ولم يخبرنا التاريخ أو الحاضر أن هناك قائدا كانت أمتة عونا له . بل كان القائد هو من الهمها ووحدها ووجهها وقادها وهي خلفة .

أليس نلسن مانديلا هو الذي حول بقايا الافارقة الى قوة موحدة وقدمهم للعالم رمزآ للتسامح والرقي ؟؟. أم نابيليون الذي ورث ثورة الغوغاء والمقصلة فأعاد لفرنسا هيبتها وفتوحاتها ، أما الامام الخميني الذي أستطاع بحرب الخطابات المسجلة أن يوحد عقلية الامة ويقلص تناقضاتها حتى استقبلته الحشود المليونية حينما عاد ، وهو الذي بدأ الطريق محارب من قبل أركان الحوزة والمرجعيات حتى وصلوا الى درجة تكفيرة للانه ابتدأ تدريس الفلسفة ؟؟؟

أم غاندي الذي جمع بين الموحد بالله وبين البوذي وبين عابد البقر ليخلق منهم أكبرديمقراطية بالعالم ويثبت أركان أمة تتكلم أكثر من 240 لغة ؟؟.

أم اتتاورك الذي استطاع ان ينتزع من عقل الاتراك ثقافة السلطان وعصر الحريم وحول الرجل المريض الى رجل مشافى وأدخلة عصر الحداثة والتطور ؟؟.

أما جيفارا ياسيدي العزيز فلم يصنعه الشيوعيين ، بل هو الذي صنع للشيوعية رمز يحترمه حتى أعدائهم بالفكر حينما كان هو القدوة وكان خالص الايمان بقضيتة فرفض كرسي الوزارة في كوبا كي تدفن عظامة في احدى غابات امريكا الثائرة .

أما جورج واشنطن ، فهو أبن الفلاح البسيط الذي قاد جيش القارة وخاض حرب شرسة حتى تغلب على بريطانيا العظمى ووحد الامريكان على القانون الفديرالي حينها كافئته الامة بأن كان اول رئيس لها . وكان اول من دعم ركائز تشريعات البرلمان الذي يحدد من صلاحياته ويعطي الشعب الكلمة الاولى .

ولولا اصرار تشرشل وعناده الذي لايلين ، للاصبح التاج البريطاني تحت أقدام النازيين . وهو الذي أحترم رأي امتة وشعبه حينما خسر الانتخابات وهو صاحب الفضل الاول بالحفاظ على بريطانيا من اخطر مواجه في تاريخها .

أن تاريخ العراق الحديث يخبرنا ان من حكم العراق لم يكن لدية مشروع ولم يكن لدية فلسفة القادة بل لم يكن لدية ادراك بمكونات هذة الامة وتناقضاتها وموقعها وتاريخها ونشئتها واهم من كل ما تقدم لم يكن يثق بها او حتى يثق بنفسة من انه قادر على قيادتها .فهم كانو ومازالوا ، يأتون بمشروعهم الشخصي أو الحزبي أو الفكري أو المذهبي ، ويحاولون أن يطبقوه على كامل الامة .فمن جائنا بأنقلاب ، حكمنا بلغة معسكرات الجيش وفوهات البنادق ، وأصبح الضباط وزراء ورؤساء تحرير صحف .ومن جائنا من رحم الاحزاب ، عمم مشروعة الحزبي على الجميع وأصبح لايرى الا ما يفهمه هو من حزبة .ومن جائت به الديمقراطية واصوات الناخبين البؤساء وجدناه يضعهم في اخر أهتماماته ويسد اذانه عن صرخاتهم وهم محشورين بأتون جحيم يلتهمهم كل يوم ، حتى أصبح وجودهم محسوس في وقت الانتخابات فقط ؟؟؟؟

ان القادة لاينتظرون ان تصنعهم شعوبهم او تشكلهم اممهم ، انهم هم الصانعون للامة والصانعون للانفسهم ، أن القادة هم من يصنع الامل ويبث الروح بالامة وهم من ينيرون شعلتها وهم من يكونون جسرآ تدوسة الاقدام كي تصل الى الضفة الاخرى .

أن هذة الامة ، هي بحق أمة ولود وراعية للابنائها من الطراز الاول ووفية لهم ، ولكن مشكلتها أن ابنائها مصابين بجنون العظمة ولعنة الكرسي وشهوة السلطة التي لاتشبع وفقدان الذاكرة .

لو كانت الامم تصنع قادتها لما حاربت قريش محمد (ص) ولما نكثوا بيعت علي (ع) يوم السقيفة وقاتلوه في صفين والجمل ولما قتل الحسين (ع ) في كربلاء .والله من وراء القصد .

قصي محبوبة متخصص بالأدارة الدولية وأنظمة القيادة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو علي
2007-07-16
اعتقد ان هناك خلط بين موضوع القائد وحسن قيادته وبراعته وحكمته وبين موضوع نجاح القائد و فشله ..لان مسالة القيادة لاتنحصر بالقائد فقط بل بمن يقودهم ايضا ..والنجاح والفشل محكوم بنجاح الطرفين ..فشل كلاهما او فشل احدهما نتيجته الفشل ..هناك قادة بمعنى الكلمة لكنهم لم يحققوا الاهداف والعلة في شعوبهم ..اضافة ان الظروف المعقدة والمشاكل الصعبة تحتاج الى وقت طويل ومحاولات عديدة ثم بعد ذلك يحكم عليهم ..فمثلا الامام الخميني نجح بعد محاولات كانت قبله ايضا وكانت سببا في تقبل الفكرة..فماذا نقول عمن سبقه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك