( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )
في الجزء الأول من طريق الاستقامة تناولنا وبإيجاز عدة محاور من اللقاء الهام الذي أجرته وكالة أرنا للأنباء مع سماحة السيد الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الموحد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وذلك في يوم الأحد الماضي ومن مقر إقامته المؤقت في طهران.
وفي ذلك الجزء بيّنا رأي وموقف سماحته من استحقاقات عديدة منها الحكومة والمحاولات التآمرية لإسقاطها، وسعي بعض القوى لاعادة المعادلة الظالمة لحكم البلاد من جديد، والتصدي الجريء لكتلة الائتلاف والتحالف الكردستاني في كشف تلك المحاولات ومنعها من تمرير مخططاتها الرامية لمصادرة إرادة الشعب العراقي، ووجهة نظر سماحته بمشروع المصالحة الوطنية التي حددها بأن مفهوم المصالحة يعني بالدرجة الأساس القبول بالعملية السياسية احتراماً للشرعية وللإرادة الوطنية، ودعوة سماحته المتكررة لايجاد صيغة عمل متفق عليها بين القوات المتعددة الجنسيات والدولة العراقية من خلال تحديد صلاحيات تلك القوات بشكل واضح وأبعادها عن دائرة التداخل السلبي في قراراتها عن قرارات الدولة ومصالحها، بالاضافة الى رؤيته عما يثار حول قانون اجتثاث البعث وربطه لتلك الاثارات بالمحاولات الرامية الى ايقاف عملية التغيير وإجهاضها والدفع بالأمور الى العودة بالواقع السياسي والميداني والأمني والاقتصادي الذي هيمن على العراق طيلة الثمانين سنة الماضية.
في هذا الجزء من طريق الاستقامة سنعرّج على محاور نعتقد بأهميتها كونها باتت تمثل نقطة ارتكاز في عموم الملف العراقي فضلاً عن انها تلامس وبشكل لافت اهتمام المراقب السياسي على الصعيد المحلي والاقليمي والدولي وفي هذا السياق نشير الى ما يلي:اولاً: أكد سماحته ان الحكومة العراقية الحالية منتخبة، وان هناك الملايين من ابناء الشعب العراقي اعطوا اصواتهم لهذه الحكومة وبالتالي فإن أي فريق لا يعتمد الاسلوب الديمقراطي سيجد نفسه بمواجهة هذه الملايين وقد تترتب على هذه المواجهة امور كبيرة وخطيرة، وقد جاءت هذه الاجابة على تساؤل يشير الى وجود استدارات دولية قد تأتي بوجوه علمانية بدلاً عن الشخصيات والكتل التي تدير العملية السياسية القائمة حالياً في العراق وعلى غرار ما حصل على الساحة الفلسطينية.ثانياً: في المجال الأمني وعن رأيه بخطة أمن بغداد حدد سماحته اجابته القاطعة بقوله: (حتى الآن لا يمكن القول ان هذه الخطة قد حققت اهدافها وفي نفس الوقت لم تكن خالية من حصول تقدم ملحوظ، ففي المجال الامني هناك نواقص مشخصة ومحددة ومطروحة يتم العمل لسدها ومعالجتها).ثالثاً: وعن اللقاء الايراني الامريكي الذي جرى قبل مدة في بغداد يذهب سماحته في رأيه الى أن اصل اللقاء شيء مهم حيث تم فيه التأكيد على الثوابت المراد مناقشتها ولا ينبغي ان نتوقع انتهاء كل شيء خلال لقاء واحد بعد كل هذه الاتهامات والشكوك القائمة بين الطرفين، وبتمثيل دبلوماسي بهذا المستوى وبظروف كالظروف التي نحن فيها الآن وانما الموضوع برمته يحتاج الى عمل وتمهيدات طويلة.رابعاً: وعن الدعوات التي تذهب الى ان النظام الفيدرالي هو خطوة على تقسيم البلاد نفى سماحته هكذا تصورات واكد على ان موضوع الفيدرالية انما هو قضية وطنية دستورية، وزاد سماحته في تأكيده: انه عندما بحثنا نوع النظام الذي يناسب ادارة العراق، وجدنا ان هناك توافق بين الكتل السياسية يشير الى ان مشكلات العراق المستعصية لا يمكن معالجتها خارج النظام الفيدرالي، وهذا ما اعطى هذه المسألة بعداً شرعياً باعتبارها كانت واحدة من اهم المسائل الدستورية التي اقرها الشعب العراقي عبر التصويت الحر على الدستور ومن ثم اقراره.خامساً: اما عما وصل اليه هذا الاستحقاق فسماحته اكد بأن موضوعة الفيدرالية صيغت بقانون وتم عرضه على مجلس النواب وجرت مناقشة آليات تشكيل الاستحقاق هذا وانتهت عمليات المناقشة الى اقراره مع تحديد سقف زمني مدته سنة ونصف لغرض طرح المشروع الفيدرالي على ابناء الشعب العراقي للاستفتاء عليه.نعتقد ان ما تحتويه المحاور التي اشرّ عليها سماحته بهذا اللقاء قد تحتاج الى اكثر من قراءة ومن اكثر من زاوية وبما ان هناك رؤى وافكاراً ووقائع اخرى تضمنها اللقاء فإننا سنتابعها لحاقاً بإذنه تعالى.
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)