بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين
قد يكون السؤال المطروح حالياً بامتياز ماذا عن الجبهة السياسية الجديدة ومن هم اعضاؤها وما هي أهدافها ولماذا الجبهة الان وليس قبل هذه الفترة او بعدها؟.بالتأكيد ان مثل هذه الاسئلة يشكل طرحها اكثر من ضرورة وبالتالي فاننا نعتقد ان من ابسط حقوق المواطن العراقي ان يعرف ماذا يدور داخل اطار العملية السياسية وخارجها لذلك فاننا نحاول هنا اجابة المواطن وفقاً للمعطيات الأخيرة التي وصل اليها هذا التحرك المهم.1ـ ان ما يصطلح عليه بالجبهة السياسية الجديدة يبقى عنواناً استراتيجياً تسعى لتحقيقه القوى السياسية الكبيرة في صناعة وادارة العملية السياسية، لكن ما تحقق منه حتى الان هو ان المباحثات والتوافقات التي كانت موضع نقاش طويل بين المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وحزب الدعوة الاسلامية وهما حسبما معروف للجميع يشكلان حجر الزاوية في مجمل العملية السياسية قد انتقلت من طور النقاش والتباحث الى درجة التوقيع على وثيقة سياسية تنسيقية بين هذين الاطارين الكبيرين، ومن البديهي ان الوثيقة التحالفية التي اتفق عليها الطرفان ستكون بمثابة البوصلة التي تحدد اتجاهات الاداء السياسي لكليهما وبما يخدم المشروع السياسي الجديد.2ـ التوافقات والمباحثات بين الطرفين، تكاد تكون نفسها الان جارية بين المجلس الاعلى وحزب الدعوة من جهة وبين الحزبين الكرديين الاساسيين من جهة اخرى، وحسب المعلومات الدقيقة فإن هذه المناقشات قطعت اشواطاً بعيدة على طريق التفاهم والصراحة والتنسيق وربما لم تحتج الى وقت طويل كي تنتقل هي الاخرى ـ أي المباحثات ـ الى طور التوسيع كما حصل في الحالة الاولى 3ـ من المؤمل وبعد ان يصار الى توقيع الاطراف الاربعة على الوثيقة التي ستكون اساس الجبهة السياسية الجديدة ان تنتقل ايضاً الى مكونات سياسية اساسية في الخارطة السياسية والاجتماعية العراقية وبعبارة أصح فإنها أي الجبهة ستفتح نوافذ واسعة على المكون السني العراقي للدخول في هذه الجبهة وفق ضوابط وآليات تحترم الرأي والرأي الاخر.4ـ لا شك ان التوقيعات والمباحثات التي جرت وتجري بين الاطراف الاربعة انها تستند الى ارث تاريخي طويل يمتد الى اكثر من ربع قرن وصولاً للتجربة العراقية الاولى في مرحلة ما بعد صدام ـ مرحلة ـ مجلس الحكم. 5ـ بالتأكيد ان الجبهة ليست اطاراً موجهاً ضد اي من الاطراف السياسية العراقية وهي ستنفتح في مرحلة لاحقة على كل الاطراف التي تؤمن بالعملية السياسية الجارية وغير المتآمرة عليها والتي تعترف بأن العراق بلد تعددي ديمقراطي فيدرالي موحد لا سلطة فيه لغير القانون كما انها ليست عملية التفافية على أي طرف حسبما يذهب الاخرون. 6ـ من المهم ان يعي الجميع ان قطار الجبهة لا ينتظر احداً فيما اذا اراد هذا الاحد وفق ارادته او وفق ارادات تخضع لأجندات خارجية عدم الالتحاق بركب الجبهة المراد تشكيلها، بل انه سيسير وبسرعة فائقة لبلوغ الاهداف الانسانية والوطنية التي ينتظرها المواطن العراقي من دولته وتجربته السياسية الجديدة. نحن كطرف من اطراف هذا المشروع نتوجه بصدق الى اشقائنا في الحركات والقوى السياسية الاخرى ان يعوا حجم الأزمة التي تعيشها بلادنا والتي تتطلب بالدرجة الأساس تكاتف الجهود لانقاذ البلاد من الانكفاءات الخطيرة التي يعيشها وطننا ومواطننا ومن ثم ندعو الجميع للالتحاق بهذا المشروع الذي نتمنى ان يكون نواة الانطلاق نحو بناء عراق حر مزدهر من خلال دعم حكومة الوحدة الوطنية دعماً حقيقياً قائماً على اسس وطنية وشرعية ودستورية ثابتة وواضحة.اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha