( بقلم : علي جاسم )
(فرض القانون ،السهم الخارق،شبح الرعد، رأس المارن،المطرقة،السندباد،الخ...)اسماء كبيرة والقاب كثيرة لعمليات امنية نفذتها وتنفذها القوات المشتركة المتكونة من القوات العراقية المسندة من قبل المتعددة الجنسيات في بغداد والمحافظات بين فترة واخرى لطرد العناصر الارهابية من تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة الاخرى وزمر التكفيرين والصداميين وجميع مجاهدي العالم الذين تركوا أراضيهم (والتي غالبا ما تكون فيها قواعد عسكرية اجنبية )وجاءوا الى العراق لينالوا الشهادة وليحصلوا على مأدبة الغداء مع الانبياء والرسل والشهداء والصديقين !!
هذه العمليات الامنية المشتركة تركت أثارا داخل المشهد العراقي لايمكن تجاوزها دون دراسة سلبياتها وايجابياتها ومالها وما عليها بسبب تكرارها والارتباط بين عملية وأخرى في طريقة الأداء وجهة التنفيذ والاطراف والجهة المقصودة ، فمن ايجابياتها انها قد شملت مدن ومحافظات عديدة من العراق بغض النظر عن الدين والمذهب والانتماء السياسي وهذا بحد ذاته يعد ربحا للحكومة لأنها سوف تبعد عنها صفة (الطائفية والعنصرية) المتهمة بها حيث انه في كل مرة تطلق الحكومة عملية امنية في منطقة ما تشهد اعمال عنف و ارهاب يظهر أحد النكرات ليعلن امتعاضه واستنكاره للعملية ثم يطالب بألغاءها كونها تستهدف طائفة معينة دون اخرى !ومن ايجابيات العمليات الامنية المتكررة كذلك انها تكون بإمرة القوات الامنية العراقية وأقتصار دور المتعددة الجنسيات على تقديم الدعم والاسناد وهذا يدل على أمرين الاول هو رغبة الحومة الصادقة في تولي الاجهزة الامنية العراقية مهامها دون الاعتماد على وجود المتعددة زمنا أطول ،والامر الآخر هو مضاعفة الجهد لاستكمال جاهزية القوات العراقية وبناءها بناء قويا متماسكا والاعتماد عليها في أدارة الملف الامني رغم قلة التجهيزات العسكرية وضعف التسليح مقارنة بما يتوفر للعصابات الارهابية من دعم لوجستي وعسكري كما ان اعتماد هذه العمليات على المعلومات الاستخباراتية الدقيقة وأزدياد التعاون الوثيق بين المواطن والاجهزة الامنية وتقديم المساعدة الممكنة من معلومات مهمة ومؤكدة عززت الجانب المعلوماتي لدى القيادات الامنية عند وضع الخطط واعدادها وكل ذلك يحسب لصالح العمليات الامنية إيجابا.
ورغم هذه الايجابيات جميعها فأن ذلك لايمنع ان نؤشر عليها بعض المؤشرات يأتي في مقدمتها استخدام أسماء ضخمة وعناوين براقة ومصطلحات كاسرة توهم البعض لأول وهلة انها ستكون حاسمة وبمثابة الضربة القاضية لجميع فلول الارهاب ولكن ذلك الشعور سرعان ما يتبخر عند معرفة وادراك ان بعض المناطق التي تشهد عمليات امنية لم يتم تطهيرها بالكامل أو لم يتم وضع سيطرات امنية متحركة وثابتة للحفاظ على نظافة المدينة أمنيا وضمان عدم عودة الارهاب اليها وبدلا من ذلك نرى انه بعد فترة تعاد العملية وتتكرر في المنطقة نفسها وهذا قد يعطي شعورا سلبيا ومضادا لدى المواطن عند تكرار العمليات وعدم القضاء على الارهاب فيرى بأن لاجدوى من أي عملية امنية وهذا ما لانحتاج اليه في الوقت الراهن وحتى لايتم الحكم على العملية الامنية بانها ناجحة إعلاميا فقط.
غير ان أهم ما يمكن ان يؤشر على العمليات الامنية هو الاعلان عنها وكشفها وفضح كافة تفاصيلها وآلياتها ومناطقها وقادتها والقوات المشاركة فيها بفترة طويلة من الزمن مما يتيح للارهابيين ليس فرصة الهرب والاختباء فحسب بل وتغيير استراتيجياتهم ووضع خطط مناسبة وملائمة لصد أي هجوم امني وربما الانتقال منن وضع المدافع الى وضع المهاجم وهذا يؤدي الى ارباك في الخطة الامنية الموضوعة وعدم تحقيق نتائجها إذا ما اضفنا لها الابطاء والتلكؤ في تنفيذ أي هجوم أو غارة على المعاقل الارهابية ،فمثلا قبل الاعلان الرسمي عن عمليات ديالى (السهم الخارق) التي ما زالت احداثها جارية حتى الآن تم الافصاح عنها وكشف تفاصيل دقيقة عنها من قبل صحفي اميركي يعمل في صحيفة (الواشنطن بوست) معطيا تأريخ تنفيذها والمنطقة المستهدفة بها وآلياتها وحتى عدد الجنود المشاركين فيها وهم العشرة آلاف .
بالتأكيد ان الاعلان عن عملية كبرى مثل السهم الخارق قبل ما يقارب الشهر قد اعطى المجال لهروب الكثير من زعماء وقادة وأمراء (دولة العراق الاسلامية ) التي يحاول هؤلاء تأسيسها بصورة جدية في ديالى مما أضاع فرصة القضاء عليها واجتثاثها بصورة نهائية .
نتمنى ان تؤخذ هذه النقاط مع نقاط جوهرية آخرى يطرحها بعض المتابعين والمحللين من قبل الخبراء العسكريين في وزارة الدفاع – اصحاب الخبرة والاختصاص- لتكون العملية الامنية المزمع اجراؤها في أي مدينة ناجمة تماما ومحققة أهدافها بالكامل.
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)