المقالات

لماذا نبحث في القطاع العام لا الخاص، وما الحل ؟!


كندي الزهيري ||

 

نعتقد بأن أنسب  مستقبل  لنا يكمن في الوظيفة في القطاع العام، بينما نهمل  القطاع الخاص. بالرغم من أن هناك إمتيازات  في القطاع العام ،إلا أن  لا يكفي لسد الحاجة،  ونحن نعلم أن عدم السيطرة على  المواد  الغذائية الأساسية   في الأسواق  وأسعار الأدوية وغيرها ، جعل من رواتب  الموظفين  عبارة عن سد حاجة يومية!.  يرى البعض بأن القطاع العام  ما  هو إلا فقر مؤجل، ورغم أنه  ثابت المصدر إلا  أن لا يجعل من الإنسان يتطور  على المستوى المادي والمعنوي،  و أخرين  يرون بأن الوظيفة في  القطاع العام  ما هي إلا عبودية  لكنها مجملة بصفة(موظف)، لكونك  مأمور لا أمر  وتسعى  وتعمل في خدمة مشاريع الآخرين لا مشاريعك ولا مستقبلك ، وأن كانت الوظيفة في القطاع العام،   تجعلك  مستقر من الناحية  مادي إلا أنه يكون استقرار   محدود،   إضافة إلى ذلك  لا تجعلك مستقر نفسيا.  العمل الحر (الخاص ) يفتح لك أفاق  كثيرة ، ويجعل منك صاحب القرار  لا منفذ  للقرارات الآخرين،  إضافة إلى المساحة  الكبيرة  للتطور  والازدهار  النفسي  والمالي ،  لكن القطاع الخاص مع الأسف الشديد،  أصبح مرهون بعدة أمور منها :

١ _ الوضع السياسي في البلاد،  أن عدم استقرار الوضع السياسي  ينعكس  بشكل مباشر على الوضع الأمني  مما يؤثر  على تنامي  القطاع الخاص.

٢_ ضعف  القانون سهل بحتكار المهن وسيطرة جهات متنفذة على الأسواق.

٣_الإبتزاز  ؛ سمعنا ورأينا كثيرا من  قصص  أناس  تم ابتزازهم  من خلال أمران:

الأول؛ الإبتزاز حكومي  غير مباشر،  وهو نوع من أنواع الفساد،  ويكون ذلك عبر تنقل السلع  بين المناطق  وخلال مرورها  في سيطرات يتم ابتزازهم  بدفع مبالغ مقابل  العبور  ،وهذا بحد ذاته  يمثل كابوس  لأصحاب  القطاع الخاص، مما يجعله  يترك  فكرة  الذهاب إلى هذا الخيار،  إضافة إلى الروتين الحكومي  في الدوائر الدولة،   والابتزاز في داخلها لاصحاب المشاريع  .

ثانيا؛ الإبتزاز المباشر  ،من بعض  الجماعات  المحمية  من قبل بعض الأحزاب  السياسية  والتيارات،  الذين يقومون بالتهديد المباشر لصاحب القطاع الخاص  ،أما تدفع لنا (اتاوات ) أو نقوم بتدمير  مشروعك  ، وكما هو المعروف  بأن  القوات الأمنية  لأ تستطيع  الوقوف بوجههم  في الكثير من الأحيان ،الأسباب كثيرة،   لكون هذا العصابات  متغلغلة في منطقة صنع القرار،  ولها إمتدادات  في  جسد الحكومة، ولها أذرع  مسلحة وغيرها.  رغم أن سبب  الفساد الإداري  في  الدوائرالحكومية  يعود إلى الجنبة الاقتصادية  وضعف القانون  ،فلن يكون هناك سبيل  ومخرج من ازمة التعينات إلا بالتخلص من الفساد وتقوية أذرع الدولة  والقانون.

بعد ذلك يجب أن تنظر الحكومات  بجدية  إلى مفهوم القطاع الخاص  ، واعطاء  امتيازات  له منها:

١_إنشاء  صندوق تقاعدي  للقطاع الخاص.

٢_ فسح المجال للقطاع الخاص  أمام القطاع العام  من خلال خلق  فرص تنافسية .

٣_ الإهتمام  بمشاركة  القطاع الخاص  في صنع السياسة الاقتصادية  للبلاد.

٤_دعم مصانع القطاع الخاص  والدخول بشراكة  حقيقية،  تدفع للنهوض  بتطلعات  هذا القطاع المهم  في كافة المجالات وغيرها الكثير. تبقى الحكومة هي من عليها أن تتحرر  من فلسفة القطاع العام وثقافته،   بشرطها  وشروطها اذ أردنا استقرار إجتماعي  ،وتطور في البنى  التحتية  للبلد .  الفرصة  سانحة لكن تتطلب  مستشارين  عقلاء  وقيادة  شجاعة  تتخذ   مثل هكذا  قرارات  ، وهي بداية  لرفع يد الهيمنة الأجنبية، وتحرر  للاقتصاد البلد، الشباب  أكثرهم  ينظرون  إلى  القطاع العام  لما يحمله من امتيازات ، فإن تحولت تلك والامتيازات  وتجهة الحكومة إلى ذلك الأمر  ،  سنرى  ثقافة الذهاب إلى العمل الحر  هي القوى  ، وتنتهي  مسألة  الذهاب إلى القطاع العام وازماته  ، فهل يفعلها  أصحاب القرار ؟

 

ــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
جبارعبدالزهرة العبودي : في سورة مريم اكد اللنه سبحانه على اهمية المراة في الحياة من خلال الحمل والاولادة ...
الموضوع :
الى جماعة الجندر: من كنوز القرآن..تكريم المرأة ..!
جبارعبدالزهرة العبودي : الذين سبقوا الامام علي ليسوا بخلفاء لانهم سرقوا الخلافة من الامام علي عليه السلام فهو القائل (زفت ...
الموضوع :
عوامل ثورة الامام الحسين ع ومعطياتها - ١٢ -غياب روح المسؤولية عند الامة 
علي علي : مقال مهم يوضح انجازات لم تكن واضحة للجميع, وفق الله الكاتب من افضل ما قرات ...
الموضوع :
ماذا قدمت حكومة السوداني ؟!
علي عزيز : السلام عليكم عزيزي ورد ذكر بني معروف تقول إن إمارة المنتفق فيهم لكن لايوجد تفاصيل تاريخه حول ...
الموضوع :
عشائر قضاء سوق الشيوخ عبر التاريخ.
ستار العابدي : مثلك أقول إن التاريخ الوارد في اخبار معركة الطف كاذب ومزور وغير قابل للتصديق فعندما تراجع كتب ...
الموضوع :
لعبة العدد في القضية الحسينة..!
جابر شاهر جعفر : احسنتم شيخنا الفاضل الماسونية و الوهابية والسياسة العلمانية السنية واعلامهم المضل اخفت حقائق الإسلام المحمدي القويم وقاموا ...
الموضوع :
من العراق الى المغرب..رسالة إلى بابا عاشوراء
Azad : وهناك خيانة يقترفها مسعود منذ عام ١٩٩٢ والى يومنا هذا حيث قد جعل من الإقليم مستعمرة تركية ...
الموضوع :
مسعود البرزاني : العميل رقم ٤١
عبدالغني مرشد الحميري : سقف الحرية والجهل كحكومة ودولة مسلمة الاسلام دين لها وكتاب الله مرجعا لها وسنة رسول الله عليه ...
الموضوع :
السيد الملحد البخيتي وآليته في الجدال ونقاط ضعفه ة(البهيمية Zoophilia) أنموذجًا
مواطن : لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم عجيب حين تخالف ارادة الانسان معتقده هو يرتجز باليقين انه ...
الموضوع :
لوحة الشمر بن ذي الجوشن ..  
فيسبوك