المقالات

الإصلاح السياسي: لماذا وكيف ومتى؟!

1508 2019-07-09

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

تتردد في الإعلام وبعض المحافل السياسية، دعوات للإصلاح السياسي؛ من بينها الدعوة الى تحويل نظام الحكم، من برلماني الى رئاسي، الأمر الذي يحاول بعض الساسة تحويله الى مشروع، فما هي آفاقه ودواعيه؟وما هو المدى الذي يمكن أن نصل اليه في هذا الشأن؟

كمحاولة للإجابة؛ وقبل الحديث عن أفضلية هذا النظام أو ذاك، يتعين علينا أن نتحلى بكثير من الجرأة، ونسأل السؤال الأصعب؛ وهو: هل يمكن القيام باصلاح سياسي، في أحضان بيئتنا السياسية القائمة الان؟!

في تحليل البيئة السياسية، نرى أن الحديث عن ضرورة الإصلاح السياسي؛ وبالشكل الدائر اليوم، لا يعطي صورة عن ما يجب أن نفكر به أو نمارسه، فهو يصطدم بصعوبة تحقيقه كمشروع، ليس بسبب الشعارات والاطروحات التي يرفعها، أو تلك التي ينادي بها، فتلك تدغدغ مشاعر التواقين، لأى شكل من أشكال الإصلاح، ولكن بسبب عدم أهلية المتحدثين عن الإصلاح!

 أغلب هؤلاء يفكرون من خلال النموذج القائم، الذي لم يستطع أن يقاوم الفشل، إذ عندما يتخذ سلفاَ كأساس للإنطلاق، وكمعيار للقياس عليه أو الإحتذاء به، رغم عيوبه وقصوره وفشله، فإنه يصبح نموذجا مرجعيا ضاغطا، ويمكنه أن يحتوي الطرح الإصلاحي، ويفقده استقلاليته وموضوعيته، في معاجلة الواقع المأزوم!

يفقد الخطاب الإصلاحي مصداقيته، عندما يقترح الحلول من داخل النموذج القائم وبواسطته، ويطالب بإقتفاء أثره والسيرعلى هداه، معتقداَ بأنه أقترح الطريق الأمثل.

 يتأتى فقدان المصداقية؛ من أن الطرح الإصلاحي لا يراجع البنية القائمة، بل يبقي على مركز القرار السياسي، والحل والربط في الدولة، بعيدا عن أى امكانية للإصلاح اوالتغيير، أو حتى تحديد الصلاحيات ووضع الحدود والضوابط.

في احسن حالات الطرح الإصلاحي، فإنه يقدم حلا لمشكلات النظام القائم، التي بدأ يواجهها أو يصطدم بها، بسبب تراكمات الأخطاء والممارسات على كافة المسارات، ولكن هذا الطرح لا يقدم حلا لمشكلات وقضايا وهموم الشعب، الذي مازال يعانى من هذه التراكمات حتى اليوم، وبما يسمح بإدخال تجديدات هامشية وسطحية، وفقا لمنهج الترقيع السياسي، الذي لا يغير من جوهر البنية السياسية، لكنه يسمح لها بالتمظهر بمظهر الإصلاح!

التفكير من خلال النموذج القائم، يحول  الطرح الإصلاحي الى محاولة تبريرية، تعمل على تأويل ما هو قائم، بالكيفية التي تجعل الإصلاح، شبيها به أو يندك فيه، كنظيراَ مماثل له تقريباَ في كل شيىء.

كلام قبل السلام: أحسب أن المعارك الدائرة منذ خمس سنوات؛ مع تنظيم داعش الإرهابي وما ستسفر عنه ، ستفرز بيئة سياسية جديدة، هي التي ستقوم بعملية الإصلاح!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك