المقالات

الإصلاح السياسي: لماذا وكيف ومتى؟!

1444 2019-07-09

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

تتردد في الإعلام وبعض المحافل السياسية، دعوات للإصلاح السياسي؛ من بينها الدعوة الى تحويل نظام الحكم، من برلماني الى رئاسي، الأمر الذي يحاول بعض الساسة تحويله الى مشروع، فما هي آفاقه ودواعيه؟وما هو المدى الذي يمكن أن نصل اليه في هذا الشأن؟

كمحاولة للإجابة؛ وقبل الحديث عن أفضلية هذا النظام أو ذاك، يتعين علينا أن نتحلى بكثير من الجرأة، ونسأل السؤال الأصعب؛ وهو: هل يمكن القيام باصلاح سياسي، في أحضان بيئتنا السياسية القائمة الان؟!

في تحليل البيئة السياسية، نرى أن الحديث عن ضرورة الإصلاح السياسي؛ وبالشكل الدائر اليوم، لا يعطي صورة عن ما يجب أن نفكر به أو نمارسه، فهو يصطدم بصعوبة تحقيقه كمشروع، ليس بسبب الشعارات والاطروحات التي يرفعها، أو تلك التي ينادي بها، فتلك تدغدغ مشاعر التواقين، لأى شكل من أشكال الإصلاح، ولكن بسبب عدم أهلية المتحدثين عن الإصلاح!

 أغلب هؤلاء يفكرون من خلال النموذج القائم، الذي لم يستطع أن يقاوم الفشل، إذ عندما يتخذ سلفاَ كأساس للإنطلاق، وكمعيار للقياس عليه أو الإحتذاء به، رغم عيوبه وقصوره وفشله، فإنه يصبح نموذجا مرجعيا ضاغطا، ويمكنه أن يحتوي الطرح الإصلاحي، ويفقده استقلاليته وموضوعيته، في معاجلة الواقع المأزوم!

يفقد الخطاب الإصلاحي مصداقيته، عندما يقترح الحلول من داخل النموذج القائم وبواسطته، ويطالب بإقتفاء أثره والسيرعلى هداه، معتقداَ بأنه أقترح الطريق الأمثل.

 يتأتى فقدان المصداقية؛ من أن الطرح الإصلاحي لا يراجع البنية القائمة، بل يبقي على مركز القرار السياسي، والحل والربط في الدولة، بعيدا عن أى امكانية للإصلاح اوالتغيير، أو حتى تحديد الصلاحيات ووضع الحدود والضوابط.

في احسن حالات الطرح الإصلاحي، فإنه يقدم حلا لمشكلات النظام القائم، التي بدأ يواجهها أو يصطدم بها، بسبب تراكمات الأخطاء والممارسات على كافة المسارات، ولكن هذا الطرح لا يقدم حلا لمشكلات وقضايا وهموم الشعب، الذي مازال يعانى من هذه التراكمات حتى اليوم، وبما يسمح بإدخال تجديدات هامشية وسطحية، وفقا لمنهج الترقيع السياسي، الذي لا يغير من جوهر البنية السياسية، لكنه يسمح لها بالتمظهر بمظهر الإصلاح!

التفكير من خلال النموذج القائم، يحول  الطرح الإصلاحي الى محاولة تبريرية، تعمل على تأويل ما هو قائم، بالكيفية التي تجعل الإصلاح، شبيها به أو يندك فيه، كنظيراَ مماثل له تقريباَ في كل شيىء.

كلام قبل السلام: أحسب أن المعارك الدائرة منذ خمس سنوات؛ مع تنظيم داعش الإرهابي وما ستسفر عنه ، ستفرز بيئة سياسية جديدة، هي التي ستقوم بعملية الإصلاح!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك