المقالات

الأقاليم والمحافظات والحدود المقدسة

1873 2019-01-19

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

 

هل نحن بحاجة الى أن نتذكر كل يوم، بأن العراق وبنص الدستور دولة أتحادية، بمعنى أنه متكون من عدد من الأقاليم، أو المحافظات غير المنخرطة في أقليم، لكنها تتمتع بصلاحيات وحقوق وأمتيازات وواجبات، تقترب من وضع ألأقليم، وأن ذلك جرى تفصيله، بشكل قانوني مؤكد وأكتسب صفة الثبات.

الوصف الدستوري للعراق يفيد، بأنه دولة أتحادية، يمكن لأي ثلاث محافظات أن تتحد فيما بينها وتشكل أقليم، بل وحتى بإمكان محافظة واحدة؛ أن تحظى بمنزلة الألقليم، لكن واقع الحال؛ هو أن العراق دولة، متكونة من كتلتين جغرافيتين، تدير الأولى الحكومة المركزية، والثانية كودردستان العراق، الذي تديره حكومة؛ تحمل أسم حكومة أقليم كوردستان..!

الحكومة المركزية ـ إعتباريا ـ بمنزلة الأقليم، هذا الوضع المخالف للدستور، لم يلتفت اليه الساسة وأصحاب القرار، فضلا عن المتابعين والمحللين السياسيين، وإن أمتلك أي منهم الإلتفاتة، لم يوفق لحسن التوصيف.

في هذا الصدد؛ ثمة قضية مهمة، غابت عن تصور وتفكير أصحاب القرار في وطننا، هذه القضية يشكل تفهمها أو فهمها، مدخلا لحل الكثير من المشكلات، التي تولدت عن شكل الدولة العراقية الراهن.

إن تحول العراق الى دولة أقليمية، قوامها أقليم كوردستان، كأقليم قائم بوضع واقع الحال قبل 2003، وباقي العراق "المركزي" الذي تحول الى أقليم، أمر يحتاج الى  مراجعة شاملة للجغرافيا السياسية، وللحدود بين الأقاليم والمحافظات، عقب هذا الاستحقاق، وما يتبعه من ترسيم وتحديد، لخارطتنا السياسية وتقسيماتها الأدارية، ليس على صعيد المحافظات فحسب، بل حتى على صعيد الوحادت الأدارية الأصغر: الأقضية  نزولا الى النواحي.

عندما كنا صغارا في المدارس المتوسطة، كنا نتعلم أن الصحراء والبوادي العراقية، ليست جزءا من "لواء"بعينه، كما كانت خرائط الجغرافية وأطالسها تشير الى ذلك، بل كانت هنالك ثلاث بواد هي البادية الشمالية والبادية الغربية والبادية الجنوبية، وهي بواد قليلة السكان، لكنها خاضعة لنفوذ الدولة المباشر، لعدم إمكانية تشكيل وحدات أدارية فيها، لأسباب مازالت قائمة لحد الآن ، منها قلة السكان وتدني نسبتهم في الكيلومتر المربع الواحد، ومنها عدم وجود بنى تحتية.

ثمة ضرورة قصوى لإعادة النظر في التشكيلات الأدارية القائمة، وليس عدلا أن تكون في العراق محافظة، مساحتها ثلث مساحة العراق، وعدد سكانها ربع عدد سكان مدينة الصدر؛ بمساحتها التي لا تتجاوز بضعة كيلومترات مربعة، ونشير الى أن بقاء تلك المحافظة بوضعها الراهن، لغم دائم سينفجر في أي هزة مجتمعية، ومن الأجدر إعادة ما أقتطعه النظام السابق، من المحافظات المجاورة وضمه أليها، ومن الأجدر ايضا تقسيمها بعد ذلك الى محافظتين أو أكثر، كي يمكن أدارتها بشكل سليم.

في العراق الآن ايضا، وحدات أدارية بدرجة "قضاء"، عدد سكانها لا يتجاوز، سكان شارع فرعي صغير من شوارع مدينة الصدر، ولكن مساحتها أكبر من مساحة عاصمة العراق بخمسين مرة، مع ما يترتب على ذلك من أستحقاقات!

كلام قبل السلام: حدود المحافظات القائمة الان ليست مقدسة، وهي نتاج التخطيط الصدامي الطائفي..!

 سلام..

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك