( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )
منذ اطلاق خطة فرض القانون في العاصمة بغداد وحتى اللحظة الراهنة تكاد تكون معظم المناطق التي كانت تسمى بالساخنة كمناطق الفضل والبياع والعامرية والعدل وحيفا والجامعة والقاهرة والاعظمية والدورة والسيدية وعشرات الاحياء والشوارع والمناطق الاخرى باتت تستعيد عافيتها ولو بدرجات متفاوتة.
ففي ظل هذه الخطة تشير لغة الارقام الى ان العمليات التي كانت تنفذ بواسطة الاحزمة الناسفة والسيارات المفخخة وزرع العبوات قد انخفضت بمعدلات تتراوح بين الـ (50% - 75 % ) كما وان حالات الاختطاف والاغتيالات هي الاخرى قد شهدت انحساراً ملحوظاً في شتى المناطق فلم تعد مناطق كالمنصور واليرموك والاربعة شوارع والعامرية كما كانت عليه قبل الخطة بل ان حالات القنص والاختطاف وكما اشرنا تبدو الآن وكانها في طريقها الى زوال، وفي هذا الاتجاه نستطيع القول ان شوارع بغداد تكاد تخلو من نصب السيطرات الوهمية التي عادة ما كانت تنصبها جماعات ارهابية مجرمة خارجة عن القانون في كل منطقة او شارع في عاصمتنا الحبيبة وما يؤكد ذلك هو استعادة المواطن لثقته بالسيطرات الامنية والعسكرية الرسمية بالرغم من كثافتها وكثرة اعدادها المنتشرة في كل زقاق ومحلة حيث تبددت لدى المواطن كل المخاوف التي كانت تقوم على اساس انتمائه المناطقي او المذهبي والذي عادة ما كان سبباً كافياً لايقاع المئات من المواطنين الابرياء في افخاخ تلك الجماعات المجرمة.
ولعل من المشاهد التي شارفت على الضمور هي انحسار ظاهرة الجثث الملقاة في بعض المناطق المعروفة مثلما انحسرت ظاهرة الطوابير امام دوائر الطب العدلي التي كانت تتسلم يومياً عشرات الجثث المجهولة في حين ان عمليات التهجير القسري هي الاخرى شهدت انخفاضاً حاداً بمستوياتها بل ان مناطق عديدة شهدت هجرة معاكسة بعد ان عاد اليها سكانها المطرودين.
هذا التحسن الملحوظ في الاداء الامني والذي اخذ اشكالاً متعددة وانماطاً اخرى لم نتطرق اليها يكتسب اهمية اخرى مع فتح الطرقات التي تربط مدن العراق ببعضها والعراق كدولة بالدول المجاورة له خصوصاً الاردن وسوريا وهناك قيمة اخرى لهذا التحسن تلك هي المتعلقة بالجانب الخدمي فلاول مرة ومنذ عامين تقريباً تشهد محطات تعبئة الوقود حالة من الاستقرار يرافقها بعض التحسن الملحوظ في ايصال الطاقة الكهربائية والماء واعادة فتح الاسواق وبث الروح في مؤسسات الدولة المعطلة.
بشكل عام ان ما حققته خطة فرض القانون فيه الشيء الكثير خصوصاً في مجال استعادة الثقة بين الدولة والمواطن لكن ما نطمح اليه ان لا يتوقف قطار الخطة عند هذه المحطات بالرغم من اهميتها، بل اننا نطمح الى ان نرى الخطة في المرحلة القادمة بلون وشكل آخر وصولاً الى تنظيف العاصمة من كل الاوكار والجماعات الارهابية الحاقدة مع رغبتنا الاكيدة بان نرى عاصمة خالية من المظاهر المسلحة والكتل الكونكريتية التي باتت وكأنها البديل لحضارة وفنون هذه العاصمة العريقة.
https://telegram.me/buratha