التقارير

قلق متزايد من "جاستا" وتقشف في الاقتصاد السعودي


قلق سعودي كبير من تبعات قانون جاستا القاضي بمحاسبتها على خلفية هجمات الحادي عشر من ايلول-سبتمبر. قلق يعكس رؤية اميركية جديدة انطلقت من مبنى الكونغرس ازاء العلاقة مع الرياض. لتجد المملكة نفسها امام واقع قد تكون فيه عاجزة عن مواجهة تبعات القانون وسط ازمات اقتصادية خانقة تزيد على ازمة العلاقة مع واشنطن وهاجس فقدان الحماية التي كانت تؤمنها هذه العلاقة للرياض.

ما يتكشف من انقشاع غبار هجمات الحادي عشر من ايلول سبتمبر وقانون جاستا الاخير يدل على واقع جديد تواجهه السعودية يقوم على اسس قد تختلف كليا عما سبق القانون.

مجلس الوزراء السعودي اعرب عن قلقه من اعتماد الكونغرس الاميركي قانون جاستا، واعتبر انه يمس بمبدأ المساوات والحصانة السيادية، داعيا الكونغرس لاتخاذ الخطوات اللازمة لتجنب ما وصفها بـ"العواقب الوخيمة والخطيرة" التي قد تترتب على سن القانون.

الموقف السعودي يقول المراقبون يطال قلقا عميقا من العلاقة مع واشنطن بعد التحول الكبير الذي اوجده تمرير قانون جاستا، الذي تشير التقارير الى انه  فتح الباب لتحرر واشنطن من الحاجة لتقديم غطاء قوي للرياض. كما يمنحها ورقة قوية لابتزاز الاخيرة حيث هناك اقتناع اميركي بان سعودية اقل استقرارا امر جيد للولايات المتحدة في ظل غياب بديل عن حاجة الرياض للحماية الاميركية.

وما يمكن للسعودية القيام به لمواجهة تبعات قانون جاستا التي بدأت تظهر مع رفع اولى الدعاوى ضدها، فقد يواجه فشلا كبيرا.

مع اعتبار الودائع السعودية في الولايات المتحدة بحكم المجمدة. كما ن التعويضات التي قد تصل لثلاثة تريليون دولار سيكون وقعها قويا جدا على المملكة والوضع الداخلي فيها. وسط ازمات اقتصادية وفشل سياسات البترودولار في ايجاد موقع قوي للرياض اقليميا.

التقارير كشفت ان اقتصاد المملكة لن يقدر على حمايتها من تبعات المحاسبة الاميركية. فقدرتها على ضخ المزيد من الانتاج النفطي لن تدوم طويل، حيث ستصل الى قمة انتاجها عام الفين وثمانية وعشرين، ويعقب ذلك تراجع لا يرحم. اضافة لفشل ترجمة الانتاج الى صادرات حيث من المتوقع ان تنهار هذه الصادرات خلال عقد، مقابل ارتفاع الاستهلاك المحلي للطاقة بمعدل سبعة فاصل خمسة في السنوات الاخيرة.

وارتباطا بذلك فان الاحتياط النقدي للمملكة سينخفض بمعدل مئتي مليار دولار بحلول عام الفين وثمانية عشر، وبالتالي يطرح المختصون تساؤلا كبيرا حول ما يمكن ان يحصل في السعودية حين يستنفد الاحتياط النقدي ويرتفع الدين مقابل تراجع ايرادات النفط. 

وفيما اتخذت الحكومة السعودية قرارات خفض رواتب موظفين كبار والغاء العلاوات على الرواتب العامة، فان قرارات الوقت الضائع هذه سترتد سلبا حيث ستزيد نقمة الشارع السعودي خاصة وان هذه القرارات لم تطل ايا من المصاريف الملكية الخاصة المقدرة بمليارات الدولارات.

وبينما تجد السعودية نفسها بين مطرقة تغير السياسة الاميركية ازائها وسندان مواجهة تبعات قانون جاستا، فان اسئلة تطرح ما اذا كان الانهيار سيقتصر على العلاقة بين البلدين ام سيطال جوانب اخرى قد تصل الى داخل السعودية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المالكي
2016-10-04
على نفسها جنت براغش هذه أول عاصفة ولن تكون الأخيرة في مواجهة حلف داعش ثم يرتد على الخليج ثم الى نفس أمريكا إن شاء الله قريبا وسيعلم الذين اوغلوا في دماء الأبرياء ان لها عاقبة وسيكون تدميرهم هي عاقبة أمرهم .. وكان عاقبة أمرهم خسرا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك