التقارير

أمريكا وسياسة شد الحبل مع السعودية!

1742 2016-09-19

علي فضل الله الزبيدي

الشرق الأوسط بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، عبارة عن إسرائيل، نفط ، ومفترق طرق العالم، وإذا ما نظرنا للوضع الحالي، في منطقتنا الأوسطية، لوجدنا  لبوة أمريكا( إسرائيل)، قد كبرت وأكتملت مخالبها وأنيابها، فلا يخاف عليها، من جيرنها العرب، فقد غدوا، دويلات تتقاتل فيما بينها، ولا شأن لهم بغاصبة أرض فلسطين، وأما النفط! فلم يعد مثل قبل، يستغل ليكون سلاح، يضغط به على أمريكا، فتنامي إنتاج النفط فيها، قلل من أهمية النفط في الشرق الأوسط، ووجود القواعد العسكرية، المنتشرة في هذه المنطقة، جعل من أمريكا حاضرة، حتى وإن غادرت.
لذلك قررت أمريكا إنسحابا" تكتيكيا"، من الشرق الأوسط، لتخلخل قوى التوازن، لصالح حليفتها إسرائيل، بعد أن شهدت المنطقة، فوضى عارمة، لتدخلها في دورة جهنمية للتقسيم والتفتيت، بثورات الربيع العربي، وهنا نجحت سياسة أمريكا لحد ما، في دمج إسرائيل، بدول الشرق الأوسط، وهذا المشروع الذي بدأت بتنفيذه، منذ بداية الألفية الثالثة، نجد ذلك جليا"، في هرولة دول الخليج العربي، إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وخصوصا" السعودية، من خلال رجل المخابرات المتقاعد، أنور عشقي، وبصورة علنية ودون إستحياء، وكذلك فعلت تركيا.
إلا أن السعودية هددت، الولايات المتحدة الأمريكية، جراء إنسحابها التكتيكي، من الشرق الأوسط، بسحب أصول أموالها المستثمرة، في الشركات والمصارف الأمريكية، والتي تصل إلى أرقام خرافية، تتجاوز الألف مليار، لكي تضغط على الولايات المتحدة، للعدول عن قرار إنسحابها، فالإنسحاب في حسابات السعودية، سيبقي المنطقة خاضعة ،لسطوة الجمهورية الإسلامية، خصوصا" وإن إيران، قد حققت إنتصار كبير، من خلال عقد الإتفاق النووي، مع أمريكا والدول الأوربية، ونجحت في كسر المشروع الداعشي الخليجي في المنطقة.
لكن الشيطان الأكبر، فاجأت رعاع العرب وجهالها، السعودية، وحكامها الغافلين، بمشروع قانون في الكونغرس الأمريكي، يقضي بتمكين عوائل ضحايا 11/9/2001، بطلب التعويض من السعودية، وقد أقر هذا القانون، والذي بمقتضاه سوف يتم الحجز، على الأموال والأصول السعودية، المستثمرة في المؤسسات الأمريكية، إلا أن الرئيس أوباما، لوح بنقض هذا القانون، وهنا نسأل، هل سيقر القانون؟ أم ينقض من قبل أوباما؟ وحتى نستوفي الإجابة، عن هذا الإستفهام، لا بد أن ندرك، تبعات الإقرار أو الرفض.
 إن إقرار القانون يعني، إستقطاع قيمة الأضرار المادية والمعنوية، التي تسببت جراء حادث 11أيلول، من قيمة الأموال والأصول السعودية، التي تعمل داخل أمريكا، ثم إن هذا الإجراء، قد يتسبب بقطع العلاقات، بين البلدين، ويقلل ثقة الشعوب بأمريكا، وخاصة الحليفة منها، كما سوف يتسسب بضعف العلاقات التجارية، بين البلدين، لاسيما في مجال التسليح، الذي يصل حجم التبادل فيه سنويا"، لأكثر من 50 مليار دولار، وهنا يتبين لنا،إن إقرار القانون خسارة كبيرة لأمريكا، فإقراره لن يكون، وللأسباب أعلاه.
إذن إدارة أوباما، ستكون جادة في نقضه، ولكن، هل لسواد عين السعودية؟ قطعا" لا، وإنما بشروط أمريكية، سوف تملى على المملكة الداعشية، فأن إقرار هذا القانون، يجعل السعودية في عزلة سياسية عالمية، لذا فإن الحكومة الأمريكية، سوف تبتزها وتروضها، في دعم مشاريعها التوسعية الإستعمارية،وتجعل من السعودية مطية، تسوقها متى شاءت، لذلك فعدم تمرير القانون، فيه منفعة للأمريكان أكثر وأكبر، فشد الحبل أفضل من قطعه، فصاحب الحبل، يسحب مطيته لأي مكان شاء، وفي أي وقت.   
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك