التقارير

العراق؛ مفتاح ضائع وقفل مكسور,,!

3041 2016-01-25

وليد كريم الناصري..

حرامي يحلف المبيوگ .. والمبيوگ يتعذر من الباگه.

أهزوجة جنوبية، نقاوة وبساطة مفرداتها، بعيداَ عن التكلف، جعلها تجسد مؤتمر البرلمانات الإسلامية، المنعقد في بغداد بوضوح، لا حاجة لروتين الكلام الممل، الذي ملأ مسامع المؤتمرين، وأذهب عنهم غفوتهم، أمام شاشات التلفاز، في الوقت الذي قتل فيه ( الجبوري)، شبح التقشف كونه مؤتمراً، وأنقذ العراق من سطوة البلدان الداعمة للإرهاب كونه وطني ، يبقى السؤال يجوب أزقة السياسة.

هل سيبعث العراق من جديد؟؟ وكيف ستكون صورة البعث القادم؟.

رائداً كان العراق؟! هل سيادته عذراء لم يطمثها محتل؟ وأفلت من امريكا وسياستها؟ هل حدوده مغلقة، لم تعبث بها دول الجوار؟ ولم تتدخل بريطانيا وأمريكا، بترسيم حدود سياسته، هيبته؛ هل أخرست العرب وحقارتهم بترسانة خامس جيش بالعالم؟ أخرجوه من إيران ليقتلوه بالكويت،هل تنعم شعبه بكرامة العيش؟ وضمنت حقوق كل الطوائف، هل مارس كل مذهب طقوسه بما يعتقد؟ شعارات الوحدة والحرية، كانتا حاضرتين بلا تطبيق؟، هل الطائفية جعلت الأب يشي بأبنه، والأخ بأخيه؟ لكي يعدم، لأنه ترك الخدمة العسكرية.

سطوة حاكم متجبر، تفرد في قراره ليتخذه في بيت راحته، في حين ينتظره مستشاريه، للإدلاء بأراءهم المكممة في القصور الفارهه، سلطة أهتمت (بالشُعَب)، ولم تعي دور (الشَعَب)، في الوقت الذي يحفر للأساس الذي تبنى عليه معالم البلد، على نهر دجلة والفرات، تحفر مقابر جماعية للشعب، توضع فيها جثث الأبرياء، لتكون أساس المملكة الدموية، التي بناها البعثيين لأنفسهم، وليأتي اليوم من يأتي، ويصرح بأنه مؤتمراً، وصاحب ضيافة، من أجل إستعادة هيبة العراق، وريادته بين الدول.

خمسين دولة إسلامية، يأتمرون في بغداد نهاية الشهر الاول لعام 2016، للخروج بنتيجة ليس لإيقاف الإرهاب ، بل لإيجاد الحلول في كيفية إيقاف أنفسهم، عن دعم الارهاب بالعراق والمنطقة، من لا يعي دور السعودية وقطر، والإمارات والبحرين، ومصر والأردن، بدعم الجماعات المسلحة الارهابية، في سوريا والعراق، من لا يعرف دور فتوى التضليل القاتلة والمنحرفة، التي يصدرها علماء مكة والمدينة والأزهر.

بغداد؛ لم تعد بحاجة الى تلك المؤتمرات، بقدر ماهي تحتاج وقفة جادة، من سيادة رئاسة المؤتمر في قطع العلاقات المصيرية، التي تربطه وغيره بالدول المنتجة والمصدرة للإرهاب، ما يشهده وضع البلد الأقتصادي، وما يعانيه من تقشف، لا يسمح أن ترصد الحكومة العراقية، لهذا المؤتمر مبلغ يتراوح بين (6 و7)، مليارات دينار أي( 6 ملايين دولار أمريكي)، في حين إن القوات الأمنية، والحشد التطوعي، في أشد الحاجة الى هذه المبالغ، تصرف في توفير الطعام والسلاح لهم .

رئة (أصحاب الضيافة) برئاسة المؤتمر، تطأها أنفاس تعيد للبعث رائحتهم بالبلد، العلم الذي أعترفت به دول العالم، في محافل العراق ، وتمثيله الدبلوماسي، يتلاشى أمام هذا المؤتمر، ليعيد الى الأذهان أن العراق مازال بعثياً، هل هذا ما أنتجه السياسيين في محاربة الإرهاب؟ هل يريدون أن يوصلوا لنا رسالة، أنه لا يمكن القضاء على الإرهاب الا بالبعث، سواء كان البعث يمثل الإرهاب فنصالحه، ونتقاسمه الحكم، أو إنه سوف يتحمل تلك الحرب بالنيابة عنا.

(السارق والمسروق) لم يعدا غائبين كالسابق، الى اليوم يجلس (المسروق) في مكانه، تحت حرارة شمس الأجندة الخارجية، إذ لا يقوى أن يتلفظ بكلمات، يتعرف بها على هوية (السارق) ، وقد تكون الأسباب بإرتباط طائفي أو لحماية مكون، إذا ما غادر قفص المصلحة الشخصية.

وأخيراَ؛ ولكي تتحقق فرصة القضاء على الإرهاب في العراق، لابد من ترجمة هذه المؤتمرات، الى لغة صحيحة، عبر قاموس المصلحة الوطنية المشتركة، والتي تتيح لنا تشخيص وحظر الإرهاب، ومنع الاتصال به كلياً، وقطع كل ما يمت الى حواضنه بصله، وبهذا وصلنا الى نصف الطريق، وإذا ما توحدنا لموقف واحد، يشيع ثقافة الحس الوطني بيننا، تحت قيادة سليمة لايشوبها التحزب والتفرد،ودون التخندق بأقصاء الشريك القوي، حتما سنكمل ما تبقى من ذلك الطريق، نحو التخلص من الأرهاب.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك