التقارير

باكستان ترفع ميزانيتها العسكرية 12 % والهند تتوعد

1736 2015-06-11

أفغانستان ساحة مفتوحة للقوى الإقليمية 
رفعت باكستان ميزانيتها العسكرية بنسبة 12 % حيث كان المبلغ المختص للمؤسسة العسكرية في ميزانية الدولة عام 2014 - 2015  يبلغ  سبعة مليار دولار، وتم رفعه في ميزانية عام 2015 - 2016 ليصل إلى سبعة مليارات وثمانمئة مليون دولار، يأتي هذا الرفع في الميزانية العسكرية، إثر التصعيد الكلامي المتزايد بين باكستان والهند في الفترة الأخيرة، كما جاء على لسان وزير المالية الباكستاني إسحق دار.. فهل ستتطور هذه المشاحنات الكلامية بين إسلام آباد ونيودلهي، لتصبح صراعاً عسكرياً جديدا؟  

الحرب الكلامية بين باكستان والهند ليست بالأمر الجديد، بيد أن هذه الحرب زادت حدتها بعد توقيع باكستان والصين على إقامة مشروع الممر الاقتصادي، الذي سيجعل الصين مطلة على بحر العرب من خلال باكستان، الأمر الذي أدى إلى امتعاض الهند، وما صب الزيت على النار المشتعلة أصلا بين الجارتين النوويتين، هو استهداف حافلة بكراتشي على يد مسلحين، كانت تقل قرابة خمسين شخصاً ينتمون إلى الطائفة الإسماعلية ما أدى إلى مقتل 48 شخصاً من ركابها، لتوجه باكستان اتهامها  للهند وأجهزة استخباراتها بالضلوع وراء العملية الإرهابية، لكن لماذا استُهدف الإسماعيليون بالذات؟ 
يجيب الصحافي صدّيق أنظار عن هذا السؤال بالقول "يتمركز الإسماعيليون في إقليم جلجت بلتستان، الذي يعد البوابة الباكستانية لمشروع الممر الاقتصادي ويراد من استهداف الإسماعيليين، إرسال رسال قوية اللهجة للحكومة الباكستانية من أن الهند لن تسكت على ما تعتبره تهديداً لمصالحها الاقتصادية". 

كلام أنظار ينسجم مع ما قاله وزير الدفاع الهندي منوهر باريكر قبل أيام، إن الهند ستحارب الإرهاب بالإرهاب وأن الشوكة لا يتم إخراجها إلا باستخدام شوكة أخرى، وهو التصريح الذي لقي انتقادات واسعة في الأوساط الباكستانية، وقد تكفل بالرد عليه وزير الداخلية الباكستاني تشودري نثار على خان الذي اتهم الهند برعاية الإرهاب وشنها حرباً بالوكالة ضد باكستان باستخدام الجماعات الإرهابية . 
في المقابل، يرى الخبير في العلاقات الدولية قنديل عباس "أن التوتر الباكستاني – الهندي لن يتخطى حدود المشاحنات الكلامية، فالبلدان يمتلكان السلاح النووي، ما يعد عاملا مهما لردع كل منهما عن الاعتداء على الآخر، كما أن إسلام آباد و نيودلهي تدركان عدم جدوى نقل الحرب إلى الداخل الباكستاني أو الهندي، فضلاً عن أن الساحة الأفغانية تشهد حرباً بالوكالة بين مختلف القوى في الإقليم من بينها باكستان والهند".
ويتابع قنديل: "مضى عام واحد فقط على حكومة مودي في الهند، وهو أضعف من إتخاذ قرار حرب في ظل وجود معارضة هندية قوية كما أن أجندة حكومته الإقتصادية ستتضرر إذا ما دخلت حكومته الحرب".
في المحصلة، فإن السجالات بين باكستان والهند، لا تتعدى كونها حرباً كلامية، اعتاد عليها المراقبون للشأن الباكستاني الهندي، فهذه الحرب الكلامية هي جزء من السياسة الخارجية لحكومات البلدين المتعاقبة. أما الحرب الحقيقية في الإقليم فهي في أفغانستان اليوم التي حوَّلها الاحتلال الأمريكي إلى ميدان تسابق خيول متوحشة تراهن عليها دول أقليمية على حساب الشعب الأفغاني.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك