مكسيم سوشكوف
تفاقمت النزاعات، والتمرد والإرهاب حيث تعاني المنطقة منها منذ انهيار الاتحاد السوفييتي… الشيشان والشركس قد يكونون على الأرجح الجماعات العرقية الأكثر شهرة خارج المنطقة في شمال القوقاز- بسبب الشتات الكبير في الخارج، فضلاً عن الحربين في الحالة الأولى وقضية الإبادة الجماعية في الحالة الثانية- هناك مجموعة واحدة غير معروف ملفها الإقليمي ولكنها تنهض بازدياد،وقد تكون لها آثار مفاجئة بالنسبة لسياسة روسيا في الشرق الأوسط: وهم الأكراد.
- على الرغم من عدم وجود غرباء في شمال القوقاز تاريخياً، إلا أنهم يمثلون الجزء الأصغر من المزيج العرقي.
- أدى النزاع بين أرمينيا وأذربيجان في أوائل التسعينيات إلى تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين الأكراد إلى روسيا المجاورة، في المقام الأول إلى المناطق الجنوبية والوسطى.
- كشف تعداد عام 2010 بأنه كان هناك حوالي 23.200 من الاكراد وحوالي 40.600 من الطائفة اليزيدية، التي عرّفت نفسها في روسيا بأنها شعباً منفصلاً، على الرغم من الاعتراف بأصولهم الكردية.
- أنشأ الأكراد المراكز الثقافية في اثنتين من أكبر مدن روسيا، موسكو وسانت بطرسبورغ، للحفاظ على هويتهم وثقافتهم.
- اكتسبت القضية الكردية مع الحرب الجارية في سوريا، والتوترات في تركيا والانقسامات الخطيرة في العراق، بعداً دولياً أكبر بالنسبة لروسيا.
- بينما يشعر الأكراد بالقلق على مصير زملائهم في حالة استيلاء المتطرفين على السلطة، إلا أنهمأرسلوا من شمال القوقاز مساعدات إنسانية كبيرة للأكراد في سوريا.
- انضم العشرات من المقاتلين المتطوعين من شمال القوقاز (ومعظمهم من الشيشان وداغستان) للقوات المناهضة للنظام.
- أما الأكراد السوريين، فقد شكّلوا جماعات مسلحة للدفاع عن شعبهم وذكروا بأنهم قتلوا أكثر من 80مسلحاً من جبهة النصرة والدولة الإسلامية للعراق والشام.
- ومثلما ذهب المسلمون الروس للجهاد في سوريا وهددوا بزعزعة استقرار شمال القوقاز الروسي لدى عودتهم، فإن الأكراد في سوريا أيضاً يخضعون للعنف من الراديكاليين الأكراد أيضاً.
- كان لدى الروس خبرتهم الخاصة في محاربة المتطرفين الأكراد، مما أسفر عن مقتل اثنين في الشيشان في عام 2011 وتم التعرف عليهما فيما بعد بأنهما هما اللذين هاجما خطوط الأنابيب فيتركيا. هذه الحادثة تركت للمحللين التفكير ما إذا كانوا يبحثون فقط عن ملاذ آمن في شمال القوقازأو يعتزمون تنفيذ أنشطة مماثلة.
- هل هناك مصلحة أمنية مشتركة كافية لدفع تعاون أكبر بين الأكراد والروس، أو هل الأجندة الكردية معقدة للغاية مع روسيا؟
- في الماضي، تعاطف الروس مع المخاوف الكردية وقاموا بدعم حزب العمال الكردستاني.
- منذ عام 1999، عندما وافقت موسكو ضمنياً على توقيف عبد الله أوجلان من قبل القوات الخاصة التركية، نمت الفجوة بين روسيا والأكراد.
- إن نمو السكان الأكراد في روسيا يمثل فرصة مستجدة: في حال تم التعامل معها بشكل جيد، فقد ينطلق كلاهما لإعادة العلاقات وتعزيز طموحات موسكو للعودة إلى المنطقة كلاعب حيوي.
- هذه الفرصة تعرض روسيا أيضاً لتحدي ذو وجهين- محلي ودولي.
- من خلال الاستقرار في البلدات والقرى الصغيرة، أنشأ الأكراد لأنفسهم بيئة صديقة لتنميتها.
- خلال سنوات قليلة، أصبحوا جماعة مهيمنة على عدد من الأحياء، ساعدهم ذلك على تأسيس الاستقلال الثقافي في عدة مناطق وغذّى التطلعات لشغل المناصب الإدارية العليا.
- أثار هذا احتجاجات مريرة من قبل المواطنين، الذين يخشون في ظل الاتجاهات الحالية من المطالبة بالتعليم باللغة الكردية والإصرار على الحقوق الأخرى.
- وسواءً كان ذلك مؤشراً على عدم الرغبة في الاندماج مع المجتمع الروسي، أو مجرد وسيلة لتنظيم مجتمعهم، فإن الحالة تعكس المزاج الكردي الحالي بشكل كبير.
- قال أحد القادة الشباب للشتات الكردي في شمال القوقاز: “من ناحية، نحن نفخر في الحفاظ على ثقافتنا هنا. نحن نتكلم لغتنا بشكل أفضل من إخوتنا في الشرق الأوسط، حيث تم اجتياح لهجتهم بالاستعارة العربية. ومن ناحية أخرى، أشعر بأنني جزء من السياق الاجتماعي الثقافي الروسي”.
- يجب على موسكو أن تأخذ في الاعتبار قاعدة غير معلنة للسكان المشتتين: أي دفعة قادمة من’العاصمة‘ (في هذه الحالة، كردستان) تصل إلى أبعد الشتات والعكس بالعكس- أي مبادرة محلية إيجابية للأكراد قد تؤثر على صورتهم الإيجابية بين أكراد الشرق الأوسط.
- اتفقت موسكو وأنقرة على عدم الاتفاق على دمشق، ولكنهما قامتا بتهدئة التناقضات من خلال التعاون الواقعي الجاد، بما في ذلك صفقات الطاقة المغرية.
- في حال بدأت روسيا مغازلة الأكراد بشكل جدّي، فمن غير المحتمل لتركيا أن تجلس وتراقب.
- سيكون الكرملين إما مع التوازن والدهاء (والذي نادراً ما يكون جيداً) أو يقرر ما إذا كان طير تركي في اليد يساوي اثنين أكراد على الشجرة.
- تسعى موسكو لبذل تأثير أكبر على العمليات في الشرق الأوسط.
- إن احتضانها رابع أكبر مجموعة عرقية في المنطقة قد يكون سلسلة في وصلة من المبادرات الروسية بشأن سوريا، والبرنامج النووي الإيراني والمحادثات الإسرائيلية الفلسطينية.
- وسواء كان لدى روسيا الإرادة السياسية، فإن القدرة على القيام بذلك هو شيء مرتقب.
مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية
د. بسام أبو عبد الله
44/5/131219
https://telegram.me/buratha