أكدت مصادر إعلامية عربية أن "ضربة قاضية" وجهت إلى إرهابيي "الجيش الحر" تمثلت بالسيطرة على مستودعات سلاحه الأكبر في باب الهوى، مشيرة إلى هذا التوقيت الحساس الذي يسبق انعقاد مؤتمر "جنيف 2" في 22 كانون الثاني المقبل، ولاسيما أن "الجبهة الإسلامية" التي تولّت تنفيذ هذه الضربة، ترفض انعقاد المؤتمر وتسعى إلى إفشاله بأي طريقة ممكنة، لأنها ترى فيه توافقاً دولياً على بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة.
ونقلت صحيفة "السفير" اللبنانية أن السعودية الدولة الأكثر تشدداً في رفض "جنيف 2"، هي راعية "جيش الإسلام" بقيادة الإرهابي زهران علوش، الذي يعتبر أحد أهم مكونات "الجبهة الإسلامية" مشيرة إلى أن ما حدث عند معبر باب الهوى لا يمكن أن يكون قد جرى من دون ضوء أخضر سعودي، إن لم تكن هي التي خططت ودعمت وحرّضت على ذلك.
وأضافت: للإشارة فإن الحديث عن "جيش موحد"، يضم كبرى الفصائل الإسلامية لم يبدأ جدياً إلا بعد زيارة زهران علوش إلى السعودية في موسم الحج الماضي. وقد تسرّبت معلومات كثيرة عن هذه الزيارة، سواء لجهة لقاء علوش مع ضباط استخبارات سعوديين، واجتماعه مع شيوخ ورجال أعمال داعمين للفصائل المسلحة، أو اجتماعه الملتبس مع الشيخ سليمان العلوان، الذي يعتبر من أكبر مؤيدي تنظيم "القاعدة" في السعودية. وبعد عودة علوش من زيارة الحج بدأ الحديث عن سعي الفصائل للتوحد ضمن "جيش واحد" أو جبهة واحدة أطلق عليها لاحقاً اسم "الجبهة الإسلامية"، وضمت "أحرار الشام" و"جيش الإسلام" و"لواء التوحيد" و"صقور الشام" و"لواء الحق"، وهي مكوّنات غير متناسقة عقائدياً وإيديولوجياً، إذ بينما تنتمي"أحرار الشام" إلى تيار السلفية "الجهادية"، فإن صقور الشام أقرب إلى فكر جماعة "الإخوان المسلمين"، بينما "جيش الإسلام" خليط هجين بين "الإخوان" و"السرورية" و"الجامية" وهما تياران دينيان في السعودية، أما "لواء التوحيد" فما زال يعاني من العشوائية والفوضى ولم يستطع أن يحسم انتماءه بسبب تكوينه الهجين من ألوية وكتائب فرض عليها التوحد في بداية معركة حلب منذ عام ونيف.
وكان من أبرز ثمرات زيارة علوش إلى السعودية، التقارب الذي حصل بينه وبين "جبهة النصرة"، وذلك بعد عامين من الخصومات وتبادل الاتهامات، حتى أن مفتي "جيش الإسلام" الشيخ أبو عبد الرحمن الكعكي طالما وصف "جبهة النصرة" بأنهم خوارج، ولكن على ما يبدو فإن علوش سمع في السعودية كلاماً واضحاً بضرورة التقارب مع "تنظيم القاعدة في بلاد الشام" (جبهة النصرة)، وقد يكون لقاؤه مع الشيخ سليمان العلوان، البوابة التي أتاحت لهذا التقارب أن ينجح، حيث لا يمكن لعلوش أن يلتقي العلوان فوق الأراضي السعودية من دون ضوء أخضر أو مباركة من استخباراتها.
وبينما خرج علوش قبل يوم واحد من إعلان تأسيس "الجبهة الإسلامية"، كي يفسر الخلافات السابقة مع "النصرة" ويعلن أنهما في صف واحد وأنه سبق والتقى بزعيمها أبو محمد الجولاني، كانت "جبهة النصرة" في اليوم التالي ترد التحية بمثلها حيث باركت تأسيس "الجبهة الإسلامية"، ورأت فيها عبر لسان مسؤولها الشرعي أبو ماريا القحطاني جهداً مشكوراً لتوحيد صفوف المسلمين. علاوة على أن العديد من المصادر تحدثت عن أن "جبهة النصرة" كانت في صلب المفاوضات بين الفصائل الإسلامية بخصوص تأسيس "الجبهة الإسلامية"، وأنه كان يجري إطلاعها على المجريات أولاً بأول، ما يشير إلى وجود تنسيق عالي المستوى بين "الجبهة الإسلامية"، المدعومة سعودياً، و"النصرة - فرع القاعدة في الشام".
وتساءلت الصحيفة: هل يعقل أن يتقارب زهران علوش رجل السعودية الأول في سورية مع "القاعدة" وقادته ورجاله من دون موافقة من داعميه ومموّليه وضباط الاستخبارات المشرفين عليه؟!..
وختمت الصحيفة بالقول إن تنظيم "داعش" وحده كان خارج المعادلة السعودية الجديدة، لكنه مع ذلك كان مفيداً لها، لأن الحملة الإعلامية التي شنت على التنظيم بهدف شيطنته وتسليط الأضواء على أخطائه وجرائمه، انعكست إيجاباً على سمعة "جبهة النصرة"، وهو أتاح لبعض التشكيلات أن تتخذ قرار التقارب مع "النصرة"!!.
35/5/131217
https://telegram.me/buratha