وصفت صحيفة "الغارديان" تركيا بأنها تلعب دور الواعظة، إلا أنها لا تستمع لأحد، مشيرة إلى أن لتركيا "وجهاً آخر".
وقالت الصحيفة إنه بالرغم من جميع خيبات الأمل التي أعقبت ثورات "الربيع العربي"، فإن الليبراليين في الشرق الأوسط وخارجه كانوا يرون أن تركيا تشكل مثالاً يحتذى به بأن الإسلام والديمقراطية متوافقان، إلا أن ما جري في الآونة الأخيرة يؤكد أن هذا الاعتقاد لم يكن في محله.
وأوضحت الصحيفة أن "الوجه الآخر للنظام التركي ظهر بداية هذا العام خلال تعامل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مع الاحتجاجات الشعبية في متنزه غيزي في اسطنبول التي كانت تطالب بتجميد مشروع تطويره".
ورأت الصحيفة أن تصريحات أردوغان خلال هذه الفترة أكدت أنه لا يحترم آراء معارضيه كما أنه ترك الأمر حينها لأعضاء أكثر اعتدالا في حزب العدالة والتنمية لاستعادة قدر من الهدوء في البلاد.
وأضافت الغارديان أن ما حدث في متنزه غيزي دفع إلى إعادة النظر بشكل موسع في التغييرات التي طرأت على تركيا منذ بلوغ حزب العدالة والتنمية سدة الحكم في عام 2002.
وعلى سبيل المثال فإن الأقليات الكمالية نسبة إلى كمال أتاتورك التي كانت مهيمنة على البلاد تم تحجيمها، وازدهر اقتصاد البلاد وأضحى جيشها قوياً كما اتخذت هذه الحكومة أولى خطوات التسوية مع الأقلية الكردية المهمشة.
لكن في المقابل يتعرض حلفاء حزب العدالة والتنمية السابق في حزميت، وهي حركة إسلامية معتدلة، على سبيل المثال إلى حملة شعواء ترى الصحيفة أنها تستهدف حصة أصواتها التي يمكن أن ترجح كفة الميزان نحو المعارضة في الانتخابات القادمة.
وأشارت إلى أن أردوغان يواصل في الوقت نفسه إرشاد الأمة إلى كل شيء بدءا من النظام الغذائي واختيار الخبز الأسمر كونه الأفضل للصحة حتى تنظيم الأسرة وأنه ينبغي أن يكون لكل زوجين ثلاثة أطفال.
وختمت الصحيفة بالقول إنه إذا كان أردوغان قادرا على إسداء النصائح، فعليه أن يبدأ اليوم بالإصغاء بصورة أفضل!!.
39/5/131217
https://telegram.me/buratha