غالب قنديل
حذر وزيرا الداخلية الفرنسي مانويل فالس والبلجيكية جويل ميلكيه، في بروكسل أمس، من أن عدداً متزايداً من الشبان الأوروبيين يتوجّهون إلى سوريا للقتال في صفوف مجموعات موالية لتنظيم القاعدة، وأن هؤلاء يشكلون قوة خطيرة على دول الاتحاد الأوروبي وحلفائها في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا .
أولا في المعلومات التي ذكرها الوزيران أن ما بين 1500 إلى 2000 شاب أوروبي توجهوا إلى سوريا. وقدر عددهم في حزيران الماضي بنحو 600 وقالت ميلكيه إن “عدد البلجيكيين ما بين 100 إلى 150 منخرطين في الحركات”، بينما أعترف فالس بأن الحديث يدور عن”أكثر من 400 فرنسي ، منهم 184 حالياً في سوريا” أما الباقون فهم في فرنسا على الأرجح والسلطات منشغلة في مطاردتهم وأكد أن “14 فرنسياً قتلوا في سوريا، وعاد منها 80 بينما يريد نحو مئة التوجه إليها” .
وفي تبرير التسهيلات التي قدمتها الحكومات الأوروبية للإرهابيين الذاهبين إلى سوريا قال الوزير الفرنسي: “عندما اندلع النزاع في سوريا كان من الصعب التحرك، لأن الأمر كان يتعلق بالذهاب لقتال نظام مدان من الجميع ( الصحيح مستهدف من جميع دول الأطلسي وإسرائيل وحكومات الخليج وتركيا العميلة للغرب ) ما جعل الانتقادات صعبة” وكأن صلاحية وزير الداخلية هي انتقاد التسهيلات للمسلحين الذي أرسلوا إلى سوريا وليس اتخاذ التدابير !، وأضاف الوزير أن الوضع اليوم قد تغيّر وأن “معظم الأشخاص أبدوا إرادتهم في القتال في منظمات قريبة من القاعدة”.
طبعا الذي تغير اليوم ولم يفصح عنه الوزير للفرنسيين هو هزيمة العدوان على سوريا وفشل الإرهابيين الذين حشدهم الغرب إليها في النيل من جيشها ودولتها الوطنية وبروز مخاطر العودة الإرهابية إلى أوروبا لتكوين شبكات قاعدية جديدة بعد تحصيل خبرات قتالية واكتساب علاقات منظمة مع الجهات الإرهابية الناشطة على الأرض السورية بدعم من المملكة السعودية حليفة فرنسا وزبونة رئيسها هولاند في صفقات سال لها لعابه مع سائر وزرائه الذين يجب تحميلهم المسؤولية عن كل قطرة دم فرنسية سيسيلها الإرهابيون العائدون إثر هزيمتهم المتمادية في سوريا.
ثانيا بعد تقليل حجم المخاطر في تصريحاته لحجب مقدار الرعب الأوروبي من الإرهاب الجديد الذي دعمه الناتو وسلحه وقدم له التغطية السياسية في العدوان المجرم على سوريا قال الدجال الفرنسي بصفته وزيرا للداخلية : “اليوم لا نلاحظ خطراً مباشراً أو محتملاً على بلدينا أو مصالحنا أو مواطنينا ولكن يجب علينا مع ذلك ألا نستخفّ بالأمر لأن المجموعات الإسلامية المقاتلة تعززت وأصبح مواطنونا خطيرين.”
الأهم مما تقدم هو المعلومات الصحافية عن تولي فرنسا وبلجيكا تنسيق العمليات داخل الاتحاد الأوروبي وقيام صيغة مشتركة لملاحقة الإرهاب العائد من سوريا وعقد الوزيران ثلاثة اجتماعات وزارية مع نظرائهم البريطاني والألماني والهولندي والاسباني والايطالي والسويدي والدنماركي.
لماذا تسلمت فرنسا مهمة التنسيق ؟ سؤال يطرح نفسه بداهة والجواب هو أن مجابهة خطر الإرهاب العائد إلى أوروبا تستدعي تنسيقا وثيقا مع السلطات السورية في مجال المعلومات والخبرات فمتطوعو الغرب لدعم ثوار الناتو باتوا في تشكيلات جديدة ومنظمة لا تعرفها إلا الدولة السورية ولما كانت فرنسا هي الدولة الأشد فجورا في حلف العدوان بات من الملح تسهيل عودتها للاتصال بالدولة الوطنية السورية من باب التنسيق في مكافحة الإرهاب وبتعميد أميركي يشير إليه حضور وزير داخلية الولايات المتحدة للاجتماع الموسع الذي عقد في بروكسل قبل اجتماع مجلس وزراء داخلية الإتحاد الأوروبي وشارك فيه وزير الداخلية الأميركي راند بيرز وممثلون عن كندا واستراليا بصورة توحي بأن خطر الإرهاب يشمل جميع دول الغرب التي ساهمت في العدوان على سوريا العربية.
ثالثا بات معلوما أن العديد من مسؤولي مكافحة الإرهاب في بعض الدول الأوروبية تتقدمها ألمانيا جاؤوا إلى دمشق وبحثوا في سبل التنسيق مع الدولة الوطنية السورية التي وضعت أطرا سياسية محددة للتعامل مع الطلبات الغربية تنطلق من تفكيك حلف العدوان وبصدور مواقف سياسية واضحة وهذه هي العقدة التي يصطدم بها مسعى فرانسوا هولاند الذي حول الحكومة الفرنسية إلى جهاز من المرتزقة عند بندر بن سلطان ولذلك تحاول الولايات المتحدة أن تغطي استدارته بتفويض أطلسي لتنسيق جهود الدول الغربية في مكافحة الإرهاب .
لقد تصدرت فرنسا حملة الأكاذيب عن وجود معتدلين في تجمعات الإرهابيين على الأرض السورية وصرفت أموالا سعودية وشحنت أسلحة بتمويل سعودي وقطري باتت بيد أجنحة القاعدة وهي اليوم تواجه ساعة الحقيقة فعليها أولا تسديد فاتورة الأكاذيب التي سوقتها لتغطية تورطها في الشراكة مع بندر والحمدين وأردوغان في مشروع حصيلته هي إطلاق جيل جديد من شبكة القاعدة لن يبقى خطره محصورا داخل الحدود السورية كما يعترف وزير الداخلية الفرنسية في تصريحاته …
الغرب كله مقبل على مرحلة تسول الرضا عند أعتاب القائد المقاوم بشار الأسد الذي لن يفتح مجانا لأي كان من حكومات العدوان كنوز معلومات الدولة الوطنية في مكافحة الإرهاب فالثمن السياسي مستحق السداد مقدما بالتراجع عن دعم العدوان وبالإعلان الصريح عن مساندة جهود الدولة الوطنية السورية في محاربة الإرهاب فطابخ السم آكله … إنها لعنة سوريا أليس كذلك ؟.
6/5/131207
https://telegram.me/buratha