أنطوان الحايك
في وقت تم الاعلان فيه عن اتصال هاتفي مطول بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والملك السعودي عبد الله بن العزيز، أعرب دبلوماسي أممي عن خشيته على مصير مجلس التعاون الخليجي اذا لم يسارع زعماؤه إلى توحيد وجهة نظرهم حيال التحولات التي فرضها الإتفاق الايراني الغربي على المشهد الخليجي برمته، فواشنطن العازمة على تحقيق المزيد من الانفتاح على من وصفته سابقاً بمحور الشر لحماية مصالحها في اسيا الوسطى، وعلى رأسها نفط بحر قزوين الذي يفوق جودة وكمية النفط العربي، لن تتوقف عند اعتراضات السعودية أو تحفظات خليجية لا تقدم ولا تؤخر في مسار التسوية المرشحة للبلورة في غضون الأشهر القليلة المقبلة الفاصلة عن الموعد النهائي لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.
ليس بعيداً عن ذلك، يتوقف الدبلوماسي الأممي عند الحراك الخليجي الذي استهله الأمير الكويتي صباح الأحمد الصباح بمحاولة للتقريب بين الأمير القطري الجديد تمام بن حمد والملك السعودي على خلفيات خليجية وعربية واسلامية، خصوصاً أن هناك من يؤكد أن السعودية تعمل بنشاط على عزل قطر افساحاً في المجال أمام حكمها المتأرجح والواقع تحت تأثيرات الخلافات السياسية المتصاعدة بين الجيلين الثاني والثالث للاستمرار بلعب دور القائد الحصري للعالم الاسلامي والمتكلم الأوحد بلسان السنية السياسية في الشرق الأوسط، في وقت ترى فيه الكويت أن أي خلاف على مستوى القيادة سينعكس على القاعدة بشكل أو بآخر.
في سياق متصل، يكشف الدبلوماسي المعني عن دور كبير لعبته سلطنة عمان وحاكمها قابوس بن سعيد في تقريب وجهات النظر بين ايران والغرب من جهة وبينها والسعودية التي عادت عن اعتراضها حيال الاتفاق النووي وحولته إلى تحفظات تؤسس إلى المزيد من التفاهمات من خلال لقاءات سرية عقدت في السلطنة بين الأميركيين وبعض العرب الموالين والمعارضين على سواء، في ظل قيمة مضافة لسياسة السلطنة الخارجية التي التزمت فعلاً لا قولاً سياسة النأي بالنفس عن الأزمات التي خلفها الربيع العربي في العالمين العربي والاسلامي، ما يؤهلها حكماً للعب دور أبعد من الوسيط يصل إلى حدود صمام الأمان الخليجي.
ويبدو بحسب المصدر عينه أن السلطنة التي تتقاسم مضيق هرمز مع جارتها ايران ستنجح اذا لم تكن قد نجحت بعد في اقناع السعودية لضرورة المشاركة في جنيف 2 من خلال الضغط على “الائتلاف الوطني” السوري ورئيسه المقرب منها أحمد الجربا للمشاركة من دون شروط مسبقة باعتبار أن التحولات الميدانية اليومية التي تشهدها الساحة السورية لا تسمح باملاء الشروط ولا برفع السقوف السياسية خصوصاً أن من يربح الأرض يفرض ورقته الرابحة على طاولة الحوار.
غير أن ذلك لا يعني بحسب الدبلوماسي أن مجلس التعاون الخليجي بخير خصوصاً اذا ما أبقى زمام القيادة في اليد السعودية التي تقوده بخطى ثابتة إلى رمال الأزمة السورية المتحركة من جهة، وإلى مقارعة ايران التي كسبت الجولة الأولى ليس بسبب دعم جيرانها إنما بمفاعيل التسوية الأميركية الروسية من جهة ثانية، بما يعني أن خريطة نفوذ جديدة بدأت تتبلور من المرجح لها أن تعطي بعض المكاسب السياسية والاقتصادية لبعض جيران ايران ما عدا السعودية التي تغرد وحدها خارج السرب الخليجي الذي يحلق بجوانح العم سام
23/5/13112
https://telegram.me/buratha