لفت ضابط كبير في قوات حلف شمال الاطلسي لصحيفة “الراي” الكويتية، الى ان “الشمس لا تغيب عن نحو 2.5 مليون جندي وضابط وعامل اميركي موجودين خارج المياه الاقليمية الاميركية وهم يمثلون ثلث القوات المسلحة الاميركية ويقيمون داخل 865 قاعدة عسكرية،
اضافة الى 11 حاملة طائرات منتشرة حول العالم”، مشيراً الى ان “هذا الواقع يكلف الخزينة الاميركية اكثر من 250 مليار دولار سنوياً بغض النظر عما تقدّمه الدول المضيفة من مساهمة مالية”، لافتاً الى ان “مهمة هؤلاء ضمان امن موارد النفط الضخمة ومنع انتشار الصراع العسكري الذي يؤثر على مصالح وأمن الولايات المتحدة”.
واوضح ان “كل جندي اميركي موجود اليوم على ارض افغانستان يكلف الخزينة الاميركية 1.2 مليون دولار سنوياً، ولهذا وضعت ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما نصب عينيها التعامل مع تداعيات الازمة الاقتصادية والتي ستتأثر بها قواتنا المسلحة ما يعني دون شك ان خفض موازنة الدفاع اصبح من المسلمات”.
وكشف عن ان “هناك اكثر من عشر قواعد عسكرية متمركزة حول ايران من كل جانب، وهي منتشرة في سلطنة عمان والامارات وقطر والبحرين والكويت وتركيا واذربيجان وتركمانستان وباكستان وافغانستان وكلها تتبع القيادة الاميركية الوسطى، ولذلك فان رفع حالة الاستنفار او التوجه من حالة اللاحرب الى حالة السلم من شأنه خفض عدد العاملين في هذه القواعد دون التخلي عن القواعد نفسها”، موضحا انه “من هنا فان وجود قوة اصغر تستطيع الحفاظ على مصالحنا في العالم وتوفير ما لا يقل عن 100 مليار دولار سنوياً”.
ولفت الى ان “الولايات المتحدة تعيد حساباتها وتراجع سياستها النفطية ايضاً، اذ نحن نتجه الى الاكتفاء الذاتي النفطي في السنوات الاربع المقبلة، وهناك اعادة تموضع في افريقيا التي تضم قواعد مهمة تحت قيادة افريقيا تتجه لإنتاج 15 في المئة من النفط العالمي، ما يجعل القارة السوداء لا تقلّ اهمية من الشرق الاوسط، ومن السهولة التعامل معها بعكس اختها الشرق اوسطية”.
واشار الى ان “الولايات المتحدة تعرف اين هي مصالحها واين يجب التضحية، وهي لا تتعامل بالعواطف بل بالمصالح، وتالياً فإنها لن تضحي من اجل ارضاء احد ولا تطلب من حلفائها تفهّم ذلك لانها تفعل ما يجب ان تفعله، ولذلك نرى ان دول الشرق الاوسط تسرّعت في اتهام الولايات المتحدة بالتخلي عن حلفائها اذا حصلت اعادة حسابات او تموضع، فنحن نأخذ مصالح الحلفاء بالحسبان ولكن الحليف المخطئ هو الذي يعتقد ان مساهمته في النفقات تخوّله ان يطلب من اميركا التضحية بجنودها”.
ولفت الى ان “الادارة الاميركية اتخذت قراراً بانهاء حالة الحرب مع ايران والتعاون معها اذا اثبتت ايران سلمية برنامجها النووي الذي يقلق الحلفاء اكثر مما يقلق اميركا نفسها، ولذلك فان دور السياسة هو استيعاب ردة فعل الحلفاء واعطاؤهم تطمينات يحتاجونها اكثر مما تحتاجها الولايات المتحدة، لان قدرة ايران العسكرية تُعتبر محدودة في عين اميركا مهما تعاظمت”، مشيراً الى ان “على ايران تقديم ما يُطلب منها بكل شفافية لننتهي من القضية في اسرع وقت ونتجه لقضايا أكثر اهمية تهمّ وجودنا نحن في الشرق الاوسط اكثر مما تهمّ شركاءنا
38/5/131126
https://telegram.me/buratha