نضال حمادة
معلومات جديدة ومهمة عن مضمون زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري الى السعودية والتي جرت مطلع شهر تشرين ثاني/نوفمبر الحالي، فقد طلب الوزير الاميركي إزاحة بندر بن سلطان عن ادارة الملف السوري، وفي اشارة الى جدية واشنطن، قطعت المخابرات الأمريكية(سي.أي.إيه) تبادل المعلومات مع المخابرات السعودية في رسالة واضحة الى الحكام في الرياض بعدم رغبتها في رؤية بندر بن سلطان في رئاسة المخابرات السعوية وفي إدارة الملف السوري داخل العائلة المالكة السعودية.
وتشير معلومات خاصة بموقع “قناة المنار” من العاصمة الفرنسية باريس أن إدارة الرئيس الاميركي باراك اوباما غاضبة جدا من مواقف بند بن سلطان في الملف السوري وهناك قناعة لدى هذه الإدارة الأمريكية أن بندر بن سلطان يدير الملف السوري خلافا لسياسة إدارة اوباما بتواطىء واتفاق مع جماعات المحافظون الجدد في واشنطن الذين يسعون لافشال سياسة اوباما في كل ما يتعلق بسوريا وايران وحتى روسيا في آسيا الوسطى وفي الشرق الاوسط.
وتفيد المعلومات ان كيري خلال زيارته الرياض حرص على الاجتماع بوزير الداخلية السعودي محمد بن نايف بن عبد العزيز خلال زيارته الاخيرة للمملكة العربية السعودية وهو ابلغ المسؤولين السعوديين أن الولايات المتحدة ترغب في ان يستلم محمد بن نايف الملف السوري في المملكة بدلا من بندر بن سلطان.
وتسعى إدارة اوباما عبر هذا القرار الى وقف اعتراض السعودية على تقاربها مع ايران ومع روسيا عبر لعب ورقة الصراعات الداخلية داخل العائلة السعودية الحاكمة التي تشهد تقاسم حصص وإعادة ترتيب اوضاع داخل الحكم بسبب الوضع الصحي للملك عبدالله وعدم وضوح الرؤية لمن سوف يكون منصب ولاية العهد وتوزيع الحصص داخل بيوت العائلة بعد غياب عبد الله، وكانت واشنطن قد استقبلت محمد بن نايف بترحاب كبير خلال زيارة رسمية قام بها منذ عدة اشهر الى الولايات المتحدة الأميركية.
وواشنطن الساعية الى تسوية كبرى مع روسيا وايران حول الملف النووي الايراني وحول سوريا، غاضبة بشكل كبير من بندربن سلطان وهي تريد استخدام نفوذها داخل العائلة الحاكمة لازاحة بندرعن رئاسة المخابرات وعن الملف السوري.
يذكر ان الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود قد اعاد بندرالى منصبه واوكل إليه إدارة الملف السوري داخل العائلة الحاكمة منذ بداية حزيران الماضي وذلك بسب علاقة بندر القديمة والمتينة بجماعة المحافظين الجدد في اميركا الذين يطلقون عليه (بندربوش) وذلك تعبيرا عن رغبة السعودية لاسترضاء هؤلاء وكسب ودهم في سعيها لإقناع الولايات المتحدة في شن حرب على سوريا فضلا عن مساعي الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود الى لعب ورقة بندر وآل سلطان داخل العائلة الحاكمة في مواجهة آل سلمان داخل الجيش وآل نايف في الداخلية وهذا يعود الى سعي الملك السعودي لجعل ابنه متعب وزير الحرس الوطني القوة الوحيدة داخل العائلة السعودية الحاكمة، والتي يمكن للولايات المتحدة ان تختاره لتولي الحكم ضمن احفاد عبد العزيز آل سعود.
ويعمل بندر بن سلطان علنا لإفشال أي مسعى اميركي للتوافق مع روسيا وإيران حول الملف السوري والملف النووي الإيراني، ويتعاون في هذا المجال مع المخابرات الباكستانية والمخابرات الاسرائيلية، كما اشارت صحيفة هارتس الاسبوع الماضي التي قالت ان “هناك تنسيقيا سعوديا اسرائيليا ضد ايران بسب خوف الطرفان من التقارب الذي يسعى اليه اوبامام مع ايران”.
وتخشى باكستان من التقارب الأميركي الروسي الإيراني الذي سوف يضعها مباشرة ودون غطاء في مواجهة روسيا العائدة الى منطقة اسيا الوسطى والتي تنظر بعين الغضب لباكستان ودورها في تفكيك الاتحاد السوفياتي وفي دول اسيا الوسطى بعد انهيار الدولة السوفياتية تحريضا على موسكو، كما ان إسلام آباد غير مرتاحة للعلاقات الجيدة التي تجمع إيران بالهند وتشير معلومات في باريس عن بند يتعلق بالنووي الباكستاني ضمن بنود اتفاق روسي أمريكي واسع في منطقة آسيا الوسطى والشرق الأوسط، وهذا ما زاد من مخاوف باكستان وجعلها تدخل في حلف امني غير معلن مع بندر بن سلطان ضد ايران.
المنار
11/5/131123
https://telegram.me/buratha