طالبت العوائل القاطنة في منطقة بحر النجف، بإيجاد "حلول سريعة وجذرية" للسيول المتكررة التي تغرق قراها، داعية إلى إيجاد مكان بديل لها داخل المحافظة،( 160 كم جنوب العاصمة بغداد)، يخلصها من هذه "الكارثة"، وفي حين عزت الحكومة المحلية، الأضرار التي تعرضت لها أكثر من 800 عائلة في سبع قرى، إلى السيول التي جاءت من المملكة العربية السعودية، توقعت مديرية الموارد المائية أن تشهد المنطقة المزيد من السيول خلال اليومين المقبلين.
وطالب المواطن ثامر ورور، من أهالي قرية (الرهيمة) في بادية النجف، في حديث إلى (المدى برس)، الحكومتين الاتحادية والمحلية بضرورة "ايجاد حلول سريعة لانتشال الأهالي من واقعهم المرير وتعويض المتضررين بسبب السيول"، مشيراً إلى أن "بادية النجف هي منطقة منخفضة وتتعرض دائماً للسيول سواء من داخل العراق أم خارجه، خصوصا في مواسم هطول الأمطار الغزيرة".
وأضاف ورور، أن "الحكومة لا بد أن تضع حلولاً استراتيجية تواجه من خلالها الكوارث الطبيعية"، مبيناً أن "الحكومة المحلية استجابت لنداء استغاثت أهالي المنطقة لكن إمكانياتها المتواضعة تحول دون معالجة المشكلة".
من جانبه قال المواطن مشاري ثامر، من أهالي المنطقة نفسها، في حديث إلى (المدى برس)، إن "السيول التي جاءت من صوب الجزيرة العربية، ليست وحدها من أحدثت الأضرار في البادية، إنما الأمطار الغزيرة التي هطلت في النجف والمحافظات المجاورة، وتسببت في جرف منازل الأهالي".
وذكر ثامر، أن هذه "المنطقة غير صالحة للسكن كونها معرضة دائما للسيول"، مطالباً "الحكومة المحلية بإيجاد منطقة أخرى بديلة داخل المحافظة لإيواء القاطنين فيها وتجنيبهم الكوارث التي أطاحت بكل ما يملكون".
من جانبها عزت الحكومة المحلية في النجف، على لسان معاون المحافظ للشؤون الأمنية، راضي الخاقاني، "الأضرار التي تعرضت لها أكثر من 800 عائلة في سبع قرى، إلى السيول التي جاءت من المملكة العربية السعودية".
وقال الخاقاني، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الإدارة المدنية ومجلس المحافظة، يعملون بكل ما لديهم من إمكانيات للتقليل من الخسائر الناجمة عن الأمطار والسيول"، مبيناً أن "الجهد الحكومي حاول الوصول إلى أبعد النقاط لإغاثة المتضررين بالمؤمن والأغطية".
إلى ذلك بينت مديرية الموارد المائية المحافظة، أن "منسوب المياه ارتفع، أمس الأربعاء،(العشرين من تشرين الثاني 2013 الحالي)، إلى متر ونصف في عدة مناطق من البادية بسبب السيول".
وقال مدير الموارد المائية في النجف، نظير البكاء، في حديث إلى (المدى برس)، إن "ملاكات المديرية تعمل منذ الأمس، على فتح عدة قنوات لخفض منسوب المياه عبر توجيهها إلى مناطق غير مؤهلة بالسكان"، لافتاً إلى أن "منسوب المياه هناك انخفض إلى أقل من متر". وتوقع البكاء، أن "تشهد منطقة البادية في بحر النجف المزيد من السيول القادمة من السعودية، خلال اليومين المقبلين"، مؤكداً أن "المديرية تحسبت لذلك من خلال وضع عدد من السدود للحد من جريان السيول إلى القرى".
وكانت النجف قد شهدت، منذ أمس الأول الثلاثاء،(الـ19 من تشرين الثاني الحالي)، أمطاراً غزيرة لم تشهدها منذ سنوات، تضررت بسببها مناطق عديدة من المحافظة، وشكلت على إثرها الحكومة المحلية خلية أزمة لتلافي الأضرار و"الكوارث" التي قد تصيب السكان نتيجة استمرار هطول الأمطار لساعات طويلة.
كما قرر مجلس محافظة النجف، اعتبار يومي أمس واليوم الخميس، عطلة رسمية للدوائر الحكومية والمدارس والجامعات بسبب صعوبة التنقل.
https://telegram.me/buratha