كتب عبدالله علي
أبو طلحة الكويتي أو الدوسري، جهادي من الكويت مفقود منذ مدة. وساد في بعض أوساط الجهاديين أنه معتقل لدى أجهزة الأمن السورية. وقد رويت طرفة (نادرة) عن هذا الجهادي، بغض النظر عن صحتها من عدمها، فإن لها دلالة مفيدة في سياق هذا التقرير.
أبو طلحة الكويتي
يُروى أن الجهادي الكويتي انكبّ على قدمي المحقق الذي يحقق معه، وطلب منه بتوسل أن يقتله الساعة الثامنة مساءً. ووسط ذهول المحقق من هذا الطلب، سارع الكويتي إلى تفسيره بالقول أنه يريد أن يتناول العشاء مع الرسول . وتتمة هذه النادرة أن المحقق قال للكويتي بسخرية بل سأقتلك الساعة العاشرة كي تقوم بتنظيف وجلي الصحون وتبقى دون عشاء.
هناك قناعة راسخة لدى الجهاديين أنهم بمجرد مقتلهم فإن أرواحهم ستحلق عالياً، في حواصل طير خضرٍ، وسوف تكون في استقبالهم مائدة يجتمع عليها الأنبياء والأولياء والصالحين. وهم يبنون على هذه القناعة تصوراً خيالياً لكنه واضح بدقة عن تفاصيل عشاء الأنبياء الذي ينتظرهم بكل قداسته وخشوعه. وهذا التصور الخيالي الواضح يشكل أحد الدوافع التي تحرك الجهاديين في طريق الانتحار وتجعلهم يقدمون على الموت بكل بساطة.
لكن "عشاء الأنبياء" ليس الدافع الوحيد، فهناك أيضاً "نكاح الحور" حيث تسيطر على الجهاديين قناعة تامة بأن موتهم ليس سوى زفّة تشبه، بل هي هي زفة العريس لسبعين أو أكثر من حور العين اللواتي ينتظر قدومه إليهنّ على أحر من الجمر.
ويحرص أغلب الجهاديين ولاسيما الانتحاريين الذين يعرفون موعد تنفيذ عمليتهم وبالتالي موعد موتهم، أن يراسلوا أقرب أصدقائهم ويبشروهم بما هم مقدمون عليه. وكان آخر هؤلاء "أبو الغريب الحجازي" واسمه "عبدالإله النافعي" الذي نفذ عملية انتحارية يوم أمس في دير عطية بريف دمشق. حيث راسل الحجازي صديقه المقرب والمعروف على تويتر باسم "ابن الدولة الإسلامية" وكتب له " غداً زواجي فبشر المؤمنين ولا تنسانا من دعائك" وقد اعتقد صديقه أنه يقصد زواجاً حقيقاً فدعا له بالذرية الصالحة، فوضح له الحجازي بالقول "أخي الزواج من حور العين إن شاء الله .. هل عرفت عن أي زواج أتحدث الآن".
طبعاً أصبح واضحاً أنه يقصد أنه سينفذ عملية انتحارية يوم غد، وهو يعتبر ذلك بمثابة الزواج من حور العين. وقد نشر صديقه صورة عن هذه المراسلة بعد ساعات من تفجير صديقه نفسه بسيارة مفخخة في دير عطية.
ولإدراك مدى تغلغل هذا التصور في نفوس الانتحاريين، وتشكيله هاجساً عميقاً يسيطر على إرادتهم بشكل شبه كامل، فقد روى صديق آخر لأبي الغريب الحجازي تفاصيل عن الليلة الأخيرة التي قضاها معه قبل حفل زواجه من حور العين أو تنفيذ عمليته الانتحارية.
يقول أبو عاصم التبوكي، وهو جهادي سعودي أيضاً، أنه قضى بصحبة صديقه الحجازي الليلة الأخيرة قبل التنفيذ. ويذكر الوقائع التالية لهذه الليلة الأخيرة: "بات معي ليلة البارحه .. لبس ثوباً أبيض اشتراه للعملية (أو ربما العرس) وتطيب .. ومشط شعره". إنها تصرفات عريس يستعد لحفلة زفافه فيرتدي الثوب الأبيض ويرش العطر ويمشط شعره ويتأنق وكأنه فعلاً سيحظى بالزواج من سبعين حورية في اللحظة التي يفجر بها نفسه.
وقد يبلغ هذا الهوس بنكاح الحور حداً مرضياً، حيث تم رصد أكثر من شهادة لجهاديين يقسمون أيماناً مغلظة أنهم عندما فحصوا جثة صديقهم الذي قتل، رأوا آثار مني على ثيابه الداخلية، وهم يفسرون ذلك على الفور بأن صديقهم رأى مفاتن ومحاسن الحور اللواتي ينتظرنه فلم يتمالك نفسه من اللذة. مع إن العلم يخبرنا بشكل بديهي أنه عند الوفاة يقوم الجسم بإخراج جميع السوائل بشكل تلقائي.
وفي هذا السياق، فقد روى أحد الجهاديين على حسابه في تويتر أنه بعد ساعات من توزيع كتاب "وصف الحور العين" على الجهاديين في إحدى المضافات "قام الأخوة واستحموا لأن الكتاب هراهم هري" هكذا حرفياً، فإذا كانوا عاجزين عن ضبط أنفسهم لمجرد الوصف، يغدو متوقعاً وقد تملكتهم كل هذه الشهوة والرغبة أن يقتحموا غمار الانتحار دون تفكير، طالما أن هوس نكاح حور العين قد تمكن من عقولهم وخيالهم لهذه الدرجة.
رمز الوثيقة: 74382
المصدر : وكالة انباء آسيا
7/5/131122
https://telegram.me/buratha