قال المسؤول السابق في المخابرات العسكرية الأميركية جيفري وايت إن عملية “الولادة الصعبة” لمؤتمر “جنيف2″ الذي يهدف إلى تحديد ملامح المرحلة الإنتقالية في سورية والإتفاق حولها “تعكس بدقة مدى سيولة العناصر التي تتشكل منها الازمة السورية”.
وقال وايت الذي يعمل الآن في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في حوار مع “الأنباء”: إنّ المسألة ليست عقد مؤتمر وانتهى الأمر ولكنها تتجاوز ذلك إلى تحديد من بيده أوراق التأثير على الجانبين، وشرح ذلك بقوله “في حالة النظام فنحن نعرف أنّ هناك قدراً من التجانس في المواقف المتشددة. ولكن في المقابل فإن المشهد على صعيد المعارضة لا يبدو مشجعاً. فالقوى المعتدلة في صفوف المعارضة المسلحة تتآكل بسرعة بسبب خلافاتها الداخلية وعجزها عن مواجهة تأثير المتطرفين المنتمين إلى “النصرة” أو إلى “دولة العراق والشام الاسلامية” أو “أحرار الشام” داخل صفوفها. ان “الجيش الحر” يتعرّض لتآكل سريع في قواعده وقدرته على التأثير”.
وتابع وايت في حديثه للصحيفة: “في المناطق المحيطة بحلب تتداعى قدرة “الجيش الحر” على مواجهة قوّات النظام. وفي محافظة الرقة فإنه خسر أغلب مواقعه لحساب المتطرّفين. وفي الحسكة خرج بعد صعود النزعة الكردية ورغبة الأكراد في التحكم بمصيرهم، وفي مواقع كثيرة أخرى فإن قدرات “الجيش الحر” تنحسر بسرعة. وحين نتحدث عن عملية التفاوض، فإن علينا أن ندرك أولاً الإطار العام لهذه العملية”.
وردّاً على سؤال حول ما يقصده بالإطار العام قال وايت “إن وزن أي طرف يجلس إلى المائدة يتحدّد بالمعطيات الموضوعية التي يتحكّم بها هذا الطرف على الأرض. فضلاً عن ذلك، فإن إطار مؤتمر جنيف يستثني الجماعات المتطرّفة. من هنا فإن من الطبيعي طرح تساؤلات حول ما يمكن أن يقدّمه “الجيش الحر” على مائدة التفاوض أو بالأحرى حول قدرته على التأثير في مجرى الأحداث على نحو يؤهله لأن يصبح طرفاً في لأي اتفاق ومن حيث القدرة على أن يفي بالتعهدات المترتبة على مثل هذا الاتفاق”.
وأشار وايت الذي عمل بالمخابرات العسكرية الأميركية 34 عاماً إلى أن السياق العام لا يخدم “الجيش الحر” عند النظر إليه من زاوية مؤتمر جنيف. وفسّر ذلك بقوله “موازين القوى الآن راجحة نسبياً لحساب النظام. فهناك هجوم مضاد تشنه قوات الجيش السوري في الشمال وتحققّ خلاله بعض الإنجازات. وهناك خلافات داخلية في قيادة المعارضة السورية تصل بين فترة وأخرى إلى مرحلة الإقتتال، كما شاهدنا مراراً، وهناك الدور الروسي النشط في دعم نظام الأسد والإرتباك الواضح الذي ميّز استراتيجية واشنطن تجاه الثورة السورية خلال عامين، إنها جميعا أمور تحسب على المعارضة وليست لها”.
وقال المسؤول الأميركي السابق إن هذا السياق لا يجعل المعارضين المعتدلين متحمسيّن للمشاركة في المؤتمر المقترح، غير أنه اضاف “على الرغم من ذلك فان وزارة الخارجية هنا (واشنطن) تبذل جهداً خارقاً لعقد المؤتمر، وربما تفلح في ذلك، ولكن المشكلة هنا أن وزن المؤتمر نفسه من حيث قدرته على فرض أي اتفاق على الأرض سيكون محدوداً. إن ما سيلي المؤتمر سيشبه ألى حدّ كبير ما سبقه. أعني أن المؤتمر لن يتحول إلى نقطة فارقة في مسار الأزمة السورية إلاّ على الصعيد الديبلوماسي ولكن ليس على الصعيد الفعلي على الأرض”.
الرأي الكويتية
13/5/131111
https://telegram.me/buratha