أكدت مصادر حكومية تركية أن أنقرة بدأت باتخاذ إجراءات جدية لمنع تنامي نفوذ المجموعات المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة، مشددة على أن هذا لا يعني في أي حال من الأحوال «التضييق» على المعارضين السوريين الذين يعملون بتنسيق وثيق مع السلطات التركية.
وأبدت المصادر التركية وفقا لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية قلقها الشديد من استهداف هذه المجموعات الأمن التركي، مشيرة إلى أن تركيا تضع «التهديد الذي تشكله هذه المجموعات على أمنها في مرتبة عالية».
وأوضحت أن السلطات الأمنية والعسكرية في المناطق الحدودية تعمل على منع أي خطر يستهدف المواطنين الأتراك بعد معلومات استخبارية عن محاولات تقوم بها التنظيمات المتشددة لاستهداف تركيا. وأوضحت أن حال الاستنفار القصوى أعلنت في لواء الاسكندرون (هاتاي) وغازي عنتاب تحسبا.
وتأتي هذه المعلومات غداة ضبط السلطات التركية 1200 رأس حربي لصواريخ كانت معدة للتهريب نحو سورية، وأشارت معلومات أمنية تركية إلى أن هذه الصواريخ كانت متوجهة إلى «جبهة النصرة» وأنه جرى توقيف 9 أشخاص، بينهم أتراك وسوريون، متورطين في هذه العملية»، في حين قالت صحيفة «إيدلنك» إن هذه الصواريخ صنعت في منطقة قونيا التركية لصالح جبهة النصرة مباشرة.
ونقلت مصادر تركية أن الاستخبارات التركية أبلغت حاكمي ولايتي (هاتاي) وغازي عنتاب بأن المنطقتين مهددتان، في حين قامت السلطات بحملات دهم استهدفت جماعات متشددة وجماعات أخرى موالية للنظام في هاتاي.
وقد صادرت الشرطة التركية الخميس شحنة كبيرة من الأسلحة في مدينة أضنة الواقعة بالقرب من الحدود السورية، وقال والي أضنة حسين عوني جوش للصحافيين إنه تمت مصادرة 1200 رأس صاروخ في آلية ثقيلة في عملية ضد تهريب المخدرات»، مؤكدا أن ثم تحقيقا جاريا لتحديد المكان الذي كانت تنقل إليه الأسلحة. وتحدث عن توقيف أشخاص من دون أن يوضح عددهم أو جنسيتهم. وقال إن «كل الفرضيات تدرس (…) كانت الشحنة مرسلة على ما يبدو إلى خارج الحدود التركية». وذكرت وكالة الأنباء دوغان أن السلطات صادرت خلال العملية نفسها أسلحة أخرى مثل صواريخ وقنابل.
وكانت تركيا أطلقت عدة إشارات تشير إلى ضيقها من تنامي الحركات المتشددة عند حدودها رغم تقارير عدة كانت تفيد بوجود تعاون وثيق بين هذه الجماعات والاستخبارات التركية، غير أن تحول بندقية هذه الجماعات نحو المعارضة السورية بدلا من النظام أثار حفيظة تركيا التي قصفت الشهر الماضي مواقع لتنظيم «دولة الإسلام في العراق والشام» المعروفة بـ«داعش»، تلاها تصريح لافت لرئيس الجمهورية عبد الله غل حذر فيه من تحول سورية إلى «أفغانستان على البحر الأبيض المتوسط»، فيما كان لافتا تصريح رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان قبل أيام الذي نفى فيه احتضان تركيا «القاعدة» وتأمينها المأوى لعناصرها، مشيرا إلى أنه «لا سبيل لأن تجد جماعات مثل (النصرة) و(القاعدة) مأوى في بلدنا. على العكس، فإن مثل هذه الكيانات ستلقى المواجهة ذاتها التي تلقاها الجماعات الإرهابية الانفصالية. اتخذنا الخطوات الضرورية حيالها، وسنستمر في اتخاذها».
وفي الإطار نفسه، أعلن صالح مسلم زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي، أن تركيا توقفت في الآونة الأخيرة عن مساعدة المجموعات التي لها صلة بتنظيم القاعدة قرب الحدود السورية، وقال مسلم لصحيفة «حريت» التركية: «العصابات لم تعد تهاجمنا من تركيا مثلما اعتادت في الماضي. هذه أخبار جيدة. لطالما قلنا وسنظل نقول: إننا نريد علاقات ودية مع تركيا.. لا نريد استقلالا أو هيكلا اتحاديا».
وأضاف مسلم أن الانتصارات التي حققها حزب الاتحاد الديمقراطي أخيرا على الجماعات المشددة ترجع جزئيا إلى قيام تركيا بالتوقف عن تقديم الدعم، وتابع: «الضغط الدولي كان له تأثير. هذه الجماعات تهدد أمن تركيا أيضا».
إلى ذلك أوقفت السلطات التركية بناء جدار عازل على الحدود بين سورية وتركيا في المناطق التي تصل تركيا بمناطق نفوذ الأكراد، بعد اعتراض أكراد تركيا على بناء هذا الجدار. وشهدت الحدود قبل أيام تجمعا ضم نحو 50 ألف متظاهر معارض لبناء الجدار.
وذكرت تقارير أن قوات الأمن التركية أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق أكراد يحتجون على خطط حكومية لإقامة جدار عند نصيبين على الحدود مع سورية. وكان آلاف المحتجين، بعضهم يلوح بالرايات الكردية، قد تجمعوا في بلدة نصيبين التركية التي يفصلها سياج من الأسلاك الشائكة عن بلدة القامشلي السورية
19/5/131110
https://telegram.me/buratha