خلال أشهر عدة، عملت المجموعات المسلحة على اختراق المعضميّة، حيث نجحت في تحويلها إلى قاعدة أساسيّة للخبراء العسكريين الذين يقدمون لها كل الدعم في المعلومات والعتاد العسكري، بالاضافة إلى التخطيط. الأهمية العسكرية لمدينة المعضمية، تكمن في موقعها الجغرافي الحيوي القريب من قلب العاصمة السورية، والمنطلق الأساسي للمجموعات المسلحة نحو دمشق، وقاعدة العمليات اللوجستيّة والعسكريّة والتنظيميّة لها في منطقة الريف بشكل عام.وما يزيد في أهميتها كون الجيش السوري يسعى ليؤمن بتطهيرها ظهر العاصمة السورية، ويبعد المخططات الأمريكية لإرسال قوات عسكرية انطلاقاً من درعا إليها، بناءً على التقارير التي تكشفت عن تدريب الامريكيين نحو الـ 3000 مقاتل في الاردن وتجهيزهم لوجستيا لهذا الهدف.أدرك الجيش السوري أهمية المنطقة وضرورة التحرك السريع لحصارها، بالذات بعد بدء الهجوم الأخير في جوبر، وان المعضمية بعد فشلهم في جوبر تعتبر الممر السحري الذي سيدخلهم العاصمة.العملية العسكرية التي يخوضها الجيش السوري في المعضمية هي عمليات قتال شوارع وأزقة، رغم استخدام المسلحين لأسلوب تفخيخ المباني وتشريك العبوات الناسفة في الشوارع، واستخدام الأبنية العالية لعمليات القنص، ما دفع جنود الجيش السوري الى الالتحام الجسدي مع المسلحين في المنازل التي فخخها المسلحون.مصادر عسكرية اكدت لمراسل العهد أن وحدات الجيش أحكمت السيطرة على المنطقة القريبة من معمل آسيا والمزارع المحيطة به متقدمة من الجانب الغربي في مدينة المعضمية، باتجاه الشرق على مسافة كيلومتر واحد بعد أن دمرت مقار المسلحين وأوقعت العديد منهم بين قتيل ومصاب. وافاد المصدر ايضاً عن اكتشاف الجيش السوري لمعدات اتصال حديثة في عدة منازل في المعضميّة، كانت على ما يبدو تُستخدم كغرف عمليات لهم، كما عثر في أحد المنازل ايضاً بعد استهدافه على خرائط للعاصمة دمشق، محدد عليها أهداف ما قريبة من المعضميّة تقريباً.
الحنكة العسكرية التي يستخدمها الجيش السوري في عملياته المركزة في منطقة المعضمية، تفرض إيقاعها على المسلحين، فهو يستكمل إنجاز ما تحقق من تقدم في المعضميّة،تمهيداً لتأمينها بشكل كامل. بعد أن أفشل مشروع العبور إلى دمشق، عبر المعضمية وداريا ومن قبلها جوبر ومثلث القابون برزة حي تشرين.
https://telegram.me/buratha