التقارير

دمشق وعقدة الدول الداعمة للمجموعات المسلحة


بعد فشل المسلحين بالدخول الى العاصمة من محور جوبر حاولوا فتح ثغرة على محور المعضمية حسين مرتضى رغم استعادة الجيش السوري السيطرة على العديد من المدن في ريف دمشق بغوطتيها، لم تتوقف العمليات العسكريّة على محور المعضمية، والتي تشكل استكمالاً للطوق الثاني الذي يحاول الجيش السوري فرضه حول مناطق واسعة من العاصمة السورية.فشل تطويق دمشق الذي سعت الدول الداعمة للمجموعات المسلحة لفرضه، عبر السيطرة على بلدة المعضمية، التي تعتبر مركز ثقل بالنسبة للمجموعات المسلحة في الريف الجنوبي الغربي، كان بعد اكتشاف الجيش السوري لخليّة عسكرية كانت تضم أجانب وخبراء والتي كانت احدى مهماتها إعداد الخطط العسكرية للمعركة الشاملة "حسب زعمهم"، والتي كانت تُحضّر انطلاقاً من الريف الدمشقي، وإدارتها وتأمين مجموعات كوماندوز خاصة تعبر انطلاقاً من الأردن وقت حاجة المعركة، ولا ننسى تجهيز المجموعات العسكريّة لوجسيتياً ومعلوماتياً.المعضميّة التي تبعد عن دمشق غرباً كيلومترات قليلة، والمتصلة ميدانياً وعسكرياً عبر بساتينها بمدينة داريا التي تبعد عن حي المزّة تحديداً نحو 5 كيلومترات وعن مطاره نحو سبعة كيلومترات، اعتبرتها المجموعات المسلحة أفضل نقطة لاقتحام العاصمة السورية، بعد فشل خطط الاقتحام من جهة العباسيين في جوبر ومثلث القابون برزة حي تشرين، حيث تسعى هذه الجماعات المسلحة بناءً على مخططات الدول الداعمة لها لاقتحام العاصمة انطلاقاً من حي المزّة، كما تسعى لإسقاط مطارها العسكري الأساسي. منطقة المعضمية ..منطقة المعضمية ..

خلال أشهر عدة، عملت المجموعات المسلحة على اختراق المعضميّة، حيث نجحت في تحويلها إلى قاعدة أساسيّة للخبراء العسكريين الذين يقدمون لها كل الدعم في المعلومات والعتاد العسكري، بالاضافة إلى التخطيط. الأهمية العسكرية لمدينة المعضمية، تكمن في موقعها الجغرافي الحيوي القريب من قلب العاصمة السورية، والمنطلق الأساسي للمجموعات المسلحة نحو دمشق، وقاعدة العمليات اللوجستيّة والعسكريّة والتنظيميّة لها في منطقة الريف بشكل عام.وما يزيد في أهميتها كون الجيش السوري يسعى ليؤمن بتطهيرها ظهر العاصمة السورية، ويبعد المخططات الأمريكية لإرسال قوات عسكرية انطلاقاً من درعا إليها، بناءً على التقارير التي تكشفت عن تدريب الامريكيين نحو الـ 3000 مقاتل في الاردن وتجهيزهم لوجستيا لهذا الهدف.أدرك الجيش السوري أهمية المنطقة وضرورة التحرك السريع لحصارها، بالذات بعد بدء الهجوم الأخير في جوبر، وان المعضمية بعد فشلهم في جوبر تعتبر الممر السحري الذي سيدخلهم العاصمة.العملية العسكرية التي يخوضها الجيش السوري في المعضمية هي عمليات قتال شوارع وأزقة، رغم استخدام المسلحين لأسلوب تفخيخ المباني وتشريك العبوات الناسفة في الشوارع، واستخدام الأبنية العالية لعمليات القنص، ما دفع جنود الجيش السوري الى الالتحام الجسدي مع المسلحين في المنازل التي فخخها المسلحون.مصادر عسكرية اكدت لمراسل العهد أن وحدات الجيش أحكمت السيطرة على المنطقة القريبة من معمل آسيا والمزارع المحيطة به متقدمة من الجانب الغربي في مدينة المعضمية، باتجاه الشرق على مسافة كيلومتر واحد بعد أن دمرت مقار المسلحين وأوقعت العديد منهم بين قتيل ومصاب. وافاد المصدر ايضاً عن اكتشاف الجيش السوري لمعدات اتصال حديثة في عدة منازل في المعضميّة، كانت على ما يبدو تُستخدم كغرف عمليات لهم، كما عثر في أحد المنازل ايضاً بعد استهدافه على خرائط للعاصمة دمشق، محدد عليها أهداف ما قريبة من المعضميّة تقريباً.

الحنكة العسكرية التي يستخدمها الجيش السوري في عملياته المركزة في منطقة المعضمية، تفرض إيقاعها على المسلحين، فهو يستكمل إنجاز ما تحقق من تقدم في المعضميّة،تمهيداً لتأمينها بشكل كامل. بعد أن أفشل مشروع العبور إلى دمشق، عبر المعضمية وداريا ومن قبلها جوبر ومثلث القابون برزة حي تشرين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك