رحلة ابي دانيال، 58 سنة، مع فقدان البصر بدأت منذ عام 1977، بعد ان تعرض لحادث سير يقول انه كان "مدبرا من البعثيين" لاغتياله بسبب كونه شيوعيا، لكن فقدانه البصر لم يمنعه من العمل في مهنة تعد صعبة حتى على المبصرين، بل ان ورشته لتصليح المعدات الميكانيكية ومكائن اللحام ومولدات الكهرباء، تكاد تكون الاكثر شهرة في منطقة البصرة القديمة، في محافظة البصرة، التي ولد ويعيش فيها.
يقول غانم نجم، ابو دانيال، في حديث إلى (المدى برس) "فقدت بصري بعمر 22 سنة، بسبب محاولة اغتيالي، سنة 1977، بحادث سير من قبل سلطة البعثيين لانتمائي للحزب الشيوعي"، مضيفا انه "بدلاً من تعويضي عن سنوات القهر والحرمان قامت عمليات البصرة باعتقالي لمدة 11 شهراً في مقرها سنة 2008 بتهمة أني قناص البصرة برغم كوني كفيفا".
وينتقد نجم، "الإجراءات الروتينية المتبعة في مؤسسة السجناء السياسيين"، ويتساءل "هل يعقل عدم توثيق اسمي في مؤسسة السجناء السياسيين حنى الآن برغم تعرضي لاغتيال على يد النظام السابق والى اعتقال سنة 1999".
لكن ابو دانيال يشير إلى انه يحاول تحقيق اكتفاءه من عمل يده مبينا أن "ممارسة هذه المهنة تهدف الحصول على لقمة العيش لأسرتي، كما قمت بتدريب أبنائي عليها لمعاونتي في الورشة"
ويشتكي من "دخول السلع الحديثة المستوردة وعدم إقبال الناس على تصليح سلعهم"، ويستدرك أن "عقد الثمانينات من القرن الماضي، كان الأفضل عملياً بسبب عدم وجود أيدي عاملة لانشغال الشباب بالخدمة العسكرية والحرب مع إيران".
حكومة البصرة المحلية: العراق يريد ولايعطي
تقول رئيسة لجنة حقوق الإنسان في مجلس محافظة البصرة، اكتفاء سباهي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الحكومة اليوم تطالب المواطن بالواجبات من دون اعطائه الحقوق" وتبين أن "الكثير من ذوي الاحتياجات الخاصة لم يأخذوا استحقاقهم من الدولة".
وترى سباهي، أن هنالك "إهمالاً للشرائح المسحوقة في المجتمع، وأن القوانين الحالية لم تراع تلك الشرائح"، وتواصل أن "متضرري الإرهاب لا يعوضون إلا بمبالغ بسيطة كما أن القانون الخاص بمتضرري النظام السابق لا يلتفت إلى الشرائح المتضررة الأخرى".
وتؤكد رئيسة لجنة حقوق الإنسان في مجلس محافظة البصرة، أن "اللجنة اقترحت تشريع قانون يضمن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة بتخصيص مبالغ لهم من واردات البترودولار"، وتعد أن "الدعوات الإعلامية التي أطلقها مسؤولون في الحكومة بتخصيص مبالغ إلى الأسر الفقيرة من موازنة البلاد لعام 2014 المقبل، تشكل تسويقاً مبكراً للانتخابات".
يذكر أن البصرة،(590 كم جنوب العاصمة بغداد)، تضم ما لا يقل عن 300 بصير، يعانون من ظروف معاشية قاسية، ويطالبون بتخصيص رواتب لهم تؤمن لهم متطلبات العيش، أو تأمين فرص عمل تناسب وضعهم لاسيما أن الكثير منهم حاصل على شهادة مهنية أو جامعية.
https://telegram.me/buratha