استطلاع / كاظم جابر الموسوي
كيف بدأ وكيف سينتهي؟ ما هو دور المقاول في افساد المشروع وحرمان اهالي منطقة الشاطي من الماء الصافي ومياه السقي ؟ ماذا يقول الاهالي وما هو دور المسئولين وكيف انفقت 8 مليارات و500 مليون دينار على مشروع فاشل هو الاسوء في تاريخ المنطقة] تجولنا في المنطقة وزرنا المشروع واطلعنا عن كثب على جوانب الخلل وسوء التنفيذ . فهل يعقل ان المنطقه كانت تسقى سيحا بنسبة 75 بالمئه قبل الاستصلاح انقلبت هذه النسبة الى 10 بالمئة بعد الاستصلاح وتنفيذ المشروع وعلى مساحة ثمانية الاف دونم ..والى متى يبقى المفسدون واللصوص يضحكون على الشعب ويمتصون دماءه ؟ ماذا يقول المحافظ ورئيس اللجنة الزراعية في مجلس المحافظة وما هو رأي المفتش العام في وزارة الموارد المائية ولماذا وقفوا الى جانب منفذي المشروع ضد اهالي المنطقه مع انهم زاروا المنطقة واطلعوا على اوجه الخلل وجوانب الضعف فيه
في البداية كنا في مضيف احد وجهاء منطقة الشاطئ وتجولنا بين ثنايا المشروع واطلعنا على حجم التخريب والمأساة الحقيقية التي يعيشها المواطنون هنا وصورناها ..الارض بور لا زرع ولا ضرع بسبب انعدام المياه نتيجة تنفيذ المشروع بينما كان اسم الشاطي مشهور على مستوى القضاء والمحافظة في كثرة الزرع والمحاصيل التي تنتجها المنطقة وكان النهر يسقي المنطقة بشكل طبيعي ويروي الى ان جاء وقت تنفيذ المشروع فتم طمر النهر بالكامل حتى مياه الشرب نضبت اضافة الى انعدام الزراعة والاهالي يشترون قناني مياه الشرب من الاسواق اما الذي لا يتمكن من شراء المياه فحالته يرثى لها يشرب من ماء ملوث يجلبه من برك راكدة بعيدة عن منطقة سكناهم وهم عرضة للامراض الفتاكة مع ان المركز الصحي بعيد عنهم ولا تتوفر فيه الادوية اللا زمه ولم نر خلال جولتنا زرع او حيوانات في هذه المنطقه التي كانت الى وقت قريب من اغنى مناطق الناحية ..
بينما وجدنا مشروعا لتصفية الماء يسحب مياهه من بركه ناضبه فيها بقايا من الماء الراكد يحتوي على مختلف الحشرات الضاره والزواحف ولون الماء فيها اخضر داكن يميل الى السواد وهو مشروع اصبح فاشلا بسبب تنفيذ مشروع الاستصلاح الذي طمر بموجبه نهر الشاطئ المشروع ومواصفاته يقول المهندس الزراعي ضرار علي حسين من دائرة زراعة كربلاء ان المشروع من حيث المواصفات الفنية على الورق جيد جدا وقد تم صرف ثمانية مليارات ونصف المليار دينار على انشائه منذ عام 2008 ويشمل انشاء شبكه من القنوات وشبكة اخرى للمبازل الفرعية تغطي ثمانية الاف دونم الا ان الخلل ظهر واضحا من خلال التنفيذ ويعد جزءا من مشروع اوسع يسمى مشروع استصلاح اراضي بني حسن وقد انجز المشروع الا انه لم يستلم بسبب الاخطاء والخلل وسوء التنفيذ ومنها ان المنطقة كانت تسقى سيحا بنسبة 75 بالمئة قبل تنفيذ المشروع وبعد تنفيذه تقلصت النسبة الى 10 بالمئة فهل يعقل هذا اذن لماذا انشئ المشروع ؟ اضافة الى تاكل اكتاف القنوات الاروائيه وتهدم الكثير منها بسبب الغش في العمل كما ان المياه التي تضخ عبر القنوات قليله جدا لاتكاد تسد ادنى مستويات الارواء ..ويضيف المهندس ضرار الى ان العديد من المسؤولين زاروا المنطقة بناءا على شكاوى الاهالي وعلى راسهم محافظ كربلاء وعندما علم المسؤولين بمجيئه تم ضخ اكبر كمية من المياه في القنواة الاروائية وعندما راها المحافظ قال ان المشروع ناجح ولم ينتبه الى الفخ الذي رسم له او انه كان يعلم بذلك وسكت عنه لانه بعد ذهابه ذهبت معه المياه واكيد انه يعلم بذلك والغريب اننا عندما اطلعنا على مراحل التنفيذ وجدنا ان القنوات المبطنه متاكلة في عدة مناطق مع العلم ان المشروع جديد والمشكلة الاخرى ان المخطط المرسوم على الورق شكل والتنفيذ على الارض شكل اخر وان المسؤولين يهتمون بما موجود على الورق فقط عند تقييمهم للمشروع ولا يهمهم ما موجود فعلا على الارض من خلل وضعف اثناء التنفيذ وهذا هو حال جميع المشاريع التي تنفذ في العراق بسبب الفساد المالي والاداري والسياسي المستشري في جميع مفاصل الدولة ولا يوجد من يوقفه بل اننا نلمس ان الفساد وسرقة المال العام يزداد ويزداد ان منطقة الشاطي هي المتضرر الاكبر من هذا المشروع
يقول السادة حسين حلواص جلوب وغيث هاشم حبيب وليث هاشم من اهالي الشاطئ ان الضرر الاكبر الذي اصابنا هو طمر نهر الشاطي الذي كان يروي حقول المنطقه ويسقي الزرع ويغذي مشروع الماء الصافي بالكامل وان المنطقه اليوم بلا زرع ولا حيوانات بسبب انقطاع المياه علما ان سكان المنطقه اكثرمن مسؤول بضمنهم محافظ كربلاء ولم ينصفنا وزرنا السيد ستار العرداوي باعتباره رئيس لجنة الزراعة في مجلس المحافظة وشرحنا له معاناتنا ووعدنا خيرا ولم يفعل شيئا كما طرقنا باب النائب جواد الحسناوي ولم يستطع ان يفعل شيئا كما قمنا بزيارة المفتش العام بوزارة الموارد المائية وطرحنا عليه المشكلة ومعاناة الاهالي فقام بتشكيل لجنة للتحقق والمتابعة الا ان اللجنة وبفعل فاعل قامت بتأييد ما موجود بالمخطط الاصلي للمشروع ولم تنصفنا ومن دون ان تتطلع على اخفاقات المشروع على ارض الواقع ولا معاناة الاهالي من جراء دفن نهر العطيشي .
.ان مأساتنا هي ان اي مسؤول نطرق بابه يرسل على التصاميم ويؤيد ما مكتوب على الورق دون الاطلاع الميداني وزيارة المنطقه ميدانيا ودون الاطلاع على الخلل والنهب في مواد البناء والفشل الذريع في التنفيذ لذا طرقنا باب الصحافة السلطة الرابعة لعلها تنصفنا وتخلصنا من المعاناة التي لا تطاق ونقول اذا كان المشروع جيد من خلال المواصفات والتندرات فان الواقع الفعلي يشير عكس ذلك وعلى جميع المسؤولين ان يزوروا المنطقة للاطلاع على الواقع الفعلي كيف يتم طمر نهر الشاطي وكيف يتم بناء مجمع للماء الصافي وهو الان يسحب الماء من بركة اسنة كلها حشرات الصمت الان يخيم على الجميع ولا مخرج من هذا المأزق الا بتغيير المسؤولين في انتخابات نزيهه وتطهير المحافظة من العناصر الفاسدة.
https://telegram.me/buratha