التطويرات والتحسينات التي قامت بها الجامعة متعددة ومتنوعة بذات الوقت، وقد أينعت لتثمر جهودها بكم من المبتكرات والاختراعات العالمية، فعلماء جامعتنا أبوا إلا ان تكون نتاجاتهم متفوقة ومتميزة على نتاجات نظرائهم ممن في الجامعات الرصينة المناظرة، ليحققوا جملة من المبتكرات والاختراعات العلمية بأبحاثهم المتفوقة، والتي نالت الاستحسان في العديد من المشاركات الدولية والمحلية كالمؤتمرات أو النشر في المجلات العالمية الـ "Impact Factor"ذات معامل التأثير، ولعل من بين المنجزات العلمية التي حققتها الجامعة، ما توصل إليه الباحث الدكتور إياد كبة، والذي تمكن من ان يبتكر طفرة جينية وراثية، في براءة اختراع تعد الأولى من نوعها في مجال تطوير إنتاج القمح باسلوب اخر، حيث تمكن من ان يستنبط صنف لجين خاص بالتركيب الوراثي لصنف الحنطة ايميا 66، قادرة على مضاعفة إنتاج القمح بالعراق والعالم ككل، وذلك بعد ان استغرق ببحثه العلمي، مدة عاميين متتالين في مختبرات جامعة بغداد بمعهد الهندسة الوراثية، ليأتي بطفرة نوعية من الإنتاج والمحصول الزراعي، والذي يعتبر بمثابة منجز عالمي على مستوى البحوث العلمية الرصينة ذات معامل التأثير، وعلى اثر هذا الانجاز وجهت الدعوة للدكتور كبه للاشتراك في مؤتمر ترة النباتات والذي سيعقد في تركيا في الشهر المقبل.
وكانت جامعة بغداد قد أوعزت ومنذ ثلاث أعوام تقريبا بتوفير كافة متطلبات هذا الابتكار، كتوفير حقل زراعي بمواصفات قياسية وتوفير مختبر علمي خاص بالجينات مع معدات ومستلزمات علمية أخرى، ليكون الانجاز العلمي بأفضل وأحسن النتائج، حيث قام الدكتور صدقي رزوقي مدير الشئون الهندسية بالجامعة بتهيئة الأرض وتشذيبها لتكون مقر تجارب للعالم كبة على ارض جامعة بغداد بالجادرية، وكذلك قامت الجامعة باستيراد احدث المعدات والمختبرات العلمية العالمية ومن أفضل المناشيء لتكون تحت خدمة العاملين في هذا المجال، وأيضا كان الأستاذ الدكتور عبدالحسين مويت الفيصل عميد معهد الهندسة الوراثية قد تابع وزار العالم كبة منذ ثلاث سنوات لتنفيذ هذا المشروع الذي تطلب عناية خاصة ورعاية ومتابعة مستمرة، وقد أوعز الأستاذ الدكتور علاء عبدالحسين ومنذ شهور في تذليل كافة العقبات أمام تجارب العالم كبة وزملائه في معهد الهندسة الوراثية لتقديم تجاربهم العلمية، التي وصفها بالمميزة والنادرة، كونها ناتجة من عقول عراقية مميزة يمتد جينها الفكري إلى أكثر من ستة آلاف عام، مستطردا بان الجامعة قادرة على تحقيق المزيد من الاختراعات والابتكارات العلمية المميزة، وأنها بصدد نشر مجموعة من الاختراعات والابتكارات العلمية النادرة في المدة القريبة القادمة، وذلك بعد ان حققنا مزيد من النجاحات على المستوى النظري والذي يعد الأساس للتطبيقات العملية، وكان السفير السويدي وخلال زيارته الاخيرة للجامعة قد اطلع على هذا الاختراع وابدى اعجابه واهتمامه لمثل هذه الاختراعات الهامة.
الدكتور إياد كبة وفي لقاء مع فريق موقعنا الالكتروني، وصف الانجاز بأنه هام في بلدنا الغالي كونه يستورد القمح، وانه هذا الانجاز سيحقق الاكتفاء الذاتي للعراق دون الحاجة إلى استيراد كميات من خارج العراق، حيث انه قادر على مضاعفة الإنتاج وقادر أيضا على تحقيق طفرة نوعية في النوع وليس الكم فحسب، كون ان الاستنباط الذي أقدمت عليه الجامعة إنما جاء ضمن مواصفات غير تقليدية، بل انه جاء على وفق الحاجة للسوق، التي كثيرا ما يؤكدها الأستاذ علي الأديب وزير التعليم العالي والبحث العلمي، في أكثر من مناسبة علمية، من هنا قامت مختبرات جامعة بغداد بدراسة نوعية، بعد ان قمنا بدراسة استقصائية وبعد ان آجرينا الكثير من الزيارات الميدانية للكثير من الحقول الزراعية في المحافظات العراقية الوسطى والجنوبية ولاسيما في حقول الديوانية "القادسية" لندرس الحالة والوضعيات للقمح العراقي، وقد وجدنا ان هناك ضعف في الإنتاج وان البذور تحتاج إلى تحسينات لاسيما وان الكثير من الفطريات والمايكروبات التي تمثل أوبئة قد نالت من بعض المحصول في القمح، لتأتي دراستنا على وفق هذه البيئة وهذه الظروف والحالات الاستقصائية التي قمنا بها في استنباط الصنف الجديد، وذلك من خلال التحكم في الجينات الوراثية للبذور، وقد تمكنا بفضل من الله عز وجل تغيير مواصفات بعض الصفات الوراثية الى الافضل والاحسن، والذي نلنا عليه براءة اختراع واعتماد صنف الحنطة (أوروك) الذي استنبطه عن طريق تقنية ادخال الطفرات الوراثية في الصنف اينيا 66 والذي استكمل خلال السنتين الاخيرتين في معهد الهندسة الوراثية، ومن ثم ممنحنا من قبل الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية براءة الاختراع على التقنية التي استخدمناها للحصول على الصنف، وقد تميز "صنف الحنطة أوروك" بصفات نوعية وكمية عديدة على الأصناف السائدة في المنطقتين الوسطى والجنوبية في العراق"، وقد تمكنا من تحقيق هذا الانجاز عن طريق تقنية استحداث الطفرات الوراثية بواسطة تشعيع البذور المخزونة لعدة سنوات من صنف الحنطة الناعمة (اينيا-66) بجرعات معينة من أشعة كاما مما أدى إلى حدوث نوع من التأثير المشترك بين الإشعاع ومركبات الألدهايد (التي تعتبر من المطفرات الكيمياوية المتراكمة في البذور نتيجة خزنها) وبالتالي فقد أحدث التأثير المطلوب على الجينات المسؤولة عن طول النبات (Rht alleles) مما أدى إلى اختزال طول النبات من معدل 105 سم إلى معدل 78 سم في الصنف الجديد اورك، وقد أجرينا العديد من الدراسات على هذا الصنف الجديد وتم نشرها في مجلات علمية متخصصة عراقية وعالمية وفي وقائع مؤتمرات دولية وتبين منها ان الصنف الجديد مقاوم للاضطجاع الذي يؤدي إلى انخفاض الحاصل قد يصل إلى 40% كما ان هذا الصنف مقاوم جيد لمرض صدأ الساق والأوراق واستجابته جيدة للتسميد النيتروجيني وقابليته للخبز جيدة جدا. وتبين ان إنتاجيته تفوق إنتاجية أصناف الحنطة السائدة في المناطق الإروائية بمقدار الضعف، وقد تم أخيرا اعتماد الصنف الجديد في المنطقة الوسطى والجنوبية للمزايا والصفات الجيدة المذكورة في شهادة الاعتماد. وتجري الآن الأبحاث الخاصة بالتحليل الوراثي للجينات المسببة لصفة القصر وعلى تفاعل إنزيم البوليميريز التسلسلي (PCR) في معهد الهندسة الوراثية والتقنيات الإحيائية للدراسات العليا/ جامعة بغداد وتم نشر البحث في مجلة المعهد "المجلة العراقية للتقانات الاحيائية"، وقد قام رئيس جامعة بغداد وعميد معهد الهندسة الوراثية بزيارة الحقل الذي زرع فيه الصنف اوروك وأبدى سروره لاتجاه الأبحاث في المعهد على هذا المنحى التطبيقي.
الأستاذ الدكتور علاء عبدالحسين رئيس جامعة بغداد استقبل العالم كبة وزاره في مختبراته العلمية في معهد الهندسة الوراثية واطلع على أبحاثه العلمية، التي شارك بها في العديد من المؤتمرات العلمية الدولية والتي نشرت في المجلات البريطانية والكندية واليابانية وكذلك في مجلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكما اطلع رئيس الجامعة وزار الحقل الخاص بهذا المنجز الهام، ليوعز بتكريم الدكتور إياد كبة ومنحه درع جامعة بغداد، كون ان ما قام به الباحث كبة يعد منجز وطني هام لاسيما في هذه المرحلة التي أحوج ما يكون لها وطننا الغالي إلى اختراعات في تطوير الواقع الزراعي، حيث يحقق ابتكار الجين الوراثي للعالم كبة منجز كبير بإكثار بذور الصنف أوروك تمهيداً لتوزيعه على المزارعين لكي يحل محل الأصناف السائدة في المنطقتين الوسطى والجنوبية نظراً لتفوقه وملائمته لكلتا المنطقتين، وقد تم وضع خطة لاكثار بذور الصنف الجديد في الموسم الزراعي القادم.
العالم الدكتور إياد جابر عيسى كبة، هو أستاذ مساعد في معهد الهندسة الوراثية والتقنيات الإحيائية للدراسات العليا بجامعة بغداد، وكان قد عمل في مجال البحث العلمي والتدريس الجامعي وفي المجال التربوي في أربع دول عربية (العراق، الأردن، ليبيا والإمارات العربية المتحدة)، وقد شارك في مؤتمرات علمية عراقية وعربية ودولية، ووصفته موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين، كاحد أعلام العراق، وذلك في الجزءالثاني من الطبعة الأولى، وكان قد عمل في مجلس البحث العلمي بعد حصوله على الدكتوراه في الوراثة من جامعة ويلز في بريطانيا، وبدأ نشر أبحاثه منذ العام 1980 في مجلات علمية متخصصة في بريطانيا وهولندا واليابان وكندا والنمسا، وله اكتشافات في مجال الأصناف المتطورة من القمح، ويعمل حاليا في معهد الهندسة الوراثية والتقنيات الإحيائية للدراسات العليا / جامعة بغداد.
وكان الدكتور كبة قد قدم طلبا إلى اللجنة الوطنية لتسجيل وحماية الأصناف الزراعية لاعتماد صنف الحنطة شبه القصير اوروك، وتم اعتمادة الصنف ومنحه شهادة الاعتماد، وقد قام رئيس جامعة بغداد الأستاذ الدكتور علاء عبد الحسين يرافقه عميد معهد الهندسة الوراثية الأستاذ الدكتور عبد الحسين مويت الفيصل، يصطحبهم الدكتور إياد كبة بزيارة موقع زراعة الصنف الجديد وأبدى تشجيعه لمثل هذه الأبحاث التي تصب مباشرة في زيادة إنتاج الحنطة في العراق وصولا إلى الاكتفاء الذاتي منها، كما قام أعضاء من اللجنة الوطنية لاعتماد الأصناف الجديدة في المحاصيل وكان على رأسهم السيد مدير عام الهيأة العامة لفحص وتصديق البذور محمد زين العابدين، بزيارة الموقع واستطلع بنفسه الصفات المستحدثة في الصنف المذكور، والذي يمثل إضافة علمية مهمة في سجل انجازات العلماء العراقيين، وبين الدكتور كبة بان الصنف الجديد يحتاج الى متابعة واشراف المربي كي يتطور يتحسن نحو الافضل، ودون الرعاية والمتابعة فان الصنف يتدهور ويفقد صفاته الجيدة، فريق الموقع الالكتروني تابع هذا المنجز ووثقه بمجموعة من الصور الفوتوغرافية، وكما التقى الباحث كبة بالجامعة للحصول على تفاصيل أكثر حول هذا الابتكار والمنجزالهام، ليقوم الدكتور إياد كبة بشرح توضيحي حول هذا الاختراع
1/5/131015
https://telegram.me/buratha