أنطوان الحايك
في وقت يتحدث فيه زوار العاصمة السورية عن تقدم يومي للجيش السوري على جبهات القتال كافة لاسيما محور الغوطة الشرقية بفضل الاستراتيجية المتغيرة التي تعتمدها قوات النظام، كشف تقرير استخباري تلقت دمشق نسخة عنه عن لقاء في عاصمة خليجية حضره قادة المحاور في بعض جبهات ريف دمشق وحلب وحماه ومعظمهم من الاسلاميين المتشددين للبحث في إمكانية إنشاء لواء اسلامي متشدد يضم السلفيين والاصوليين وبقايا الاخوان المسلمين ولكن من دون انضمام عناصر القاعدة، وذلك للحلول مكان الجيش الحر الذي أثبتت الممارسات أنه يجلس في الحضن الاميركي ويأتمر به بالرغم من حصوله على تمويل مباشر من سواها، وذلك على ذمّة التقرير، الذي لفت إلى أنّ الإجتماع انتهى إلى إعداد خطة تنسيق متكاملة تلحظ تمويلا سخيا لشراء الاسلحة من الفصائل المعارضة غير المنضوية تحت لواء هذه الجبهة الاسلامية الجديدة ومن الجيش الحر، وبالتالي تجنيد اكبر عدد من الاسلاميين المتشددين لتشكيل جيش اسلامي اكثري لمواجهة الجيش النظامي .
غير أنّ الدبلوماسي الشرقي الذي كشف عن مضمون التقرير اعتبر أنّ هذا الحراك يشكل نوعا من التحدي لواشنطن كونه جرى من دون علمها المسبق ولتضمنه بعض البنود التي لا تتماشى مع التسوية التي أبرمتها بخصوص الحل السياسي في سوريا والذي بدأ من بوابة تفكيك الترسانة الكيمائية. وأشار إلى أنّ التفكيك بهذه السرعة ما كان ليتم لولا ضمانات أميركية وروسية مشتركة لا بد من الالتزام بها وهي تنطلق من تمديد عمر النظام للاشراف على تفكيك هذه الترسانة لقاء اثمان ليس اولها تخلي واشنطن عن دعم من ادرجتهم هي بنفسها على لائحة الارهاب واعطاء الضوء الاخضر للجيش السوري للقضاء عليهم بمساعدة الخبراء الروس المتخصصين بحروب الشوارع والعصابات والانفاق.
واعتبر الدبلوماسي أنّ بعض القادة والزعماء العرب الذين اتخذوا على عاتقهم عملية اسقاط النظام السوري لم يبلعوا قصة التسوية الكيميائية الروسية الاميركية ولم يهضموا بقاء الرئيس السوري بشار الاسد على رأس النظام وبالتالي فإنّهم قد لا يسلمون بالامر الواقع ويحاولون الالتفاف على التسوية المشكو منها والتي سحبت البساط من تحت أقدامهم من خلال تفجير الوضع في سوريا وقلب المشهد برمته وإعادة زمام المبادرة لمصلحة المسلحين والتنظيمات التي تأتمر مباشرة بالدول المعنية وتعمل وفق مصالحها، وهذا ما جعل من المواجهة مع الرئيس الاسد معركة شخصية غير قابلة للحل الوسط إنما على طريقة الغالب والمغلوب.
في هذا الوقت، طرح الدبلوماسي علامة استفهام حول طبيعة الرد السوري على الحراك الهادف إلى إعادة رسم المشهد الميداني من جديد لاسيما في هذا التوقيت بالذات، فالنظام في سباق مع الوقت لعدة اسباب ليس أولها العوامل الطبيعية والجغرافية والمستجدات الميدانية التي أعادت الروح القتالية العالية للجيش النظامي في مقابل تقهقر واضح في صفوف المعارضة خصوصا الجيش الحر الذي يحاول ترتيب صفقة بما يريح النظام الذي يعتبر ان عناصر الجيش الحر خبيرة بالارض وبطريقة تدريبات الجيش ولا آخرها الاستفادة من العامل السياسي المستجد بعد التقارب الاميركي الايراني ولو بحده الادنى وهو خفف بشكل لافت من الضغوط السياسية والدبلوماسية على حكومة الاسد ونظامه، مرورا بضرورة الاستفادة من التقدم الميداني الذي سمح بفتح خط امداد مباشر بين العاصمة وحلب، وهو اي التقدم على جبهات القتال مرشح للاستمرار بفضل تكتيكات لاحظها الدبلوماسي وأبرزها إلغاء حرب الجبهات من الحساب العسكري والاستعاضة عنها بحرب اقتحامات.
18/5/131013
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha