التقارير

هل سيستمر الجيش السوري في تقدّمه الميداني وكيف سترد المعارضة؟

1384 07:43:00 2013-10-13

 

أنطوان الحايك

في وقت يتحدث فيه زوار العاصمة السورية عن تقدم يومي للجيش السوري على جبهات القتال كافة لاسيما محور الغوطة الشرقية بفضل الاستراتيجية المتغيرة التي تعتمدها قوات النظام، كشف تقرير استخباري تلقت دمشق نسخة عنه عن لقاء في عاصمة خليجية حضره قادة المحاور في بعض جبهات ريف دمشق وحلب وحماه ومعظمهم من الاسلاميين المتشددين للبحث في إمكانية إنشاء لواء اسلامي متشدد يضم السلفيين والاصوليين وبقايا الاخوان المسلمين ولكن من دون انضمام عناصر القاعدة، وذلك للحلول مكان الجيش الحر الذي أثبتت الممارسات أنه يجلس في الحضن الاميركي ويأتمر به بالرغم من حصوله على تمويل مباشر من سواها، وذلك على ذمّة التقرير، الذي لفت إلى أنّ الإجتماع انتهى إلى إعداد خطة تنسيق متكاملة تلحظ تمويلا سخيا لشراء الاسلحة من الفصائل المعارضة غير المنضوية تحت لواء هذه الجبهة الاسلامية الجديدة ومن الجيش الحر، وبالتالي تجنيد اكبر عدد من الاسلاميين المتشددين لتشكيل جيش اسلامي اكثري لمواجهة الجيش النظامي .

غير أنّ الدبلوماسي الشرقي الذي كشف عن مضمون التقرير اعتبر أنّ هذا الحراك يشكل نوعا من التحدي لواشنطن كونه جرى من دون علمها المسبق ولتضمنه بعض البنود التي لا تتماشى مع التسوية التي أبرمتها بخصوص الحل السياسي في سوريا والذي بدأ من بوابة تفكيك الترسانة الكيمائية. وأشار إلى أنّ التفكيك بهذه السرعة ما كان ليتم لولا ضمانات أميركية وروسية مشتركة لا بد من الالتزام بها وهي تنطلق من تمديد عمر النظام للاشراف على تفكيك هذه الترسانة لقاء اثمان ليس اولها تخلي واشنطن عن دعم من ادرجتهم هي بنفسها على لائحة الارهاب واعطاء الضوء الاخضر للجيش السوري للقضاء عليهم بمساعدة الخبراء الروس المتخصصين بحروب الشوارع والعصابات والانفاق.

واعتبر الدبلوماسي أنّ بعض القادة والزعماء العرب الذين اتخذوا على عاتقهم عملية اسقاط النظام السوري لم يبلعوا قصة التسوية الكيميائية  الروسية الاميركية ولم يهضموا بقاء الرئيس السوري بشار الاسد على رأس النظام وبالتالي فإنّهم قد لا  يسلمون  بالامر الواقع ويحاولون الالتفاف على التسوية المشكو منها والتي سحبت البساط من تحت أقدامهم  من خلال تفجير الوضع في سوريا وقلب المشهد برمته وإعادة زمام المبادرة لمصلحة المسلحين والتنظيمات التي تأتمر مباشرة بالدول المعنية وتعمل وفق مصالحها، وهذا ما جعل من المواجهة مع الرئيس الاسد معركة شخصية غير قابلة للحل الوسط إنما على طريقة الغالب والمغلوب.

في هذا الوقت، طرح الدبلوماسي علامة استفهام حول طبيعة الرد السوري على الحراك الهادف إلى إعادة رسم المشهد الميداني من جديد لاسيما في هذا التوقيت بالذات، فالنظام في سباق مع الوقت لعدة اسباب ليس أولها  العوامل الطبيعية والجغرافية والمستجدات الميدانية التي أعادت الروح القتالية العالية للجيش النظامي في مقابل تقهقر واضح في صفوف المعارضة خصوصا الجيش الحر الذي يحاول ترتيب صفقة  بما يريح النظام الذي يعتبر ان عناصر الجيش الحر خبيرة بالارض وبطريقة تدريبات الجيش ولا آخرها الاستفادة من العامل السياسي المستجد بعد التقارب الاميركي الايراني ولو بحده الادنى وهو خفف بشكل لافت من الضغوط السياسية والدبلوماسية على حكومة الاسد ونظامه، مرورا بضرورة الاستفادة من التقدم الميداني الذي سمح بفتح خط امداد مباشر بين العاصمة وحلب، وهو اي التقدم على جبهات القتال  مرشح للاستمرار بفضل تكتيكات لاحظها الدبلوماسي وأبرزها إلغاء حرب الجبهات من الحساب العسكري والاستعاضة عنها بحرب اقتحامات.

18/5/131013

ــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك