تعرف منظمة العمل الدولية «ILO « العاطل عن العمل بأنه « كل من هو قادر على العمل، وراغب فيه، ويبحث عنه، ويقبله عند مستوى الأجر السائد، ولكن دون جدوى» , فعجز المواطن عن إيجاد فرص عمل مناسبة للحصول على دخل معيشي لائق، يعدّ من اخطر المشكلات التي تهدد المجتمع خصوصا بعد أن كثرت بصورة مدهشة في العراق وألقت بظلالها وتأثيراتها المدمرة لفئات واسعة من أبناء البلد وعلى الأخص الشباب سواء الخريجون منهم ام غيرهم.
و اعلنت لجنة العمل والشؤون الاجتماعية النيابية، ، ان نسبة البطالة في العراق تجاوزت الـ20 في المئة، فيما عزت تفاقمها الى الفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة والخلافات السياسية القائمة بين الفرقاء , حيث قال رئيس لجنة العمل والشؤون الاجتماعية، يونادم كنا في تصريح سابق له ، إن «العراق يعد من ضمن الدول المتقدمة في التعيينات والوظائف في المؤسسات الحكومية»، مبيناً أن «هذه التعيينات تتم عن طريق الأحزاب المتنفذة، وهي بطالة مقنعة لا تفيد اقتصاد البلاد».
وأوضح أن «علاج البطالة لا يتم الا من خلال القضاء على الفساد الموجود في جميع مفاصل الدولة، إضافة إلى حل أزمة الخلافات السياسية»، مشيراً إلى انه «في حال تم القضاء على ذلك ستكون هناك تنمية وتطور واستثمار في البلاد، وبالتالي ستتوفر فرص عمل كثيرة».
ومن جانبه اعلن مصدر رفض الكشف عن اسمه في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ان هنالك عدم تعاون من الوزارات مع وزارة العمل لإيجاد حل لمشكلة البطالة»، لافتاً الى أن «معظم الوزارات تعتمد مبدأ المحاصصة في التعيينات، ولا يتم التعيين وفقاً للمؤهل العلمي». بينما عزا عضو لجنة العمل والشؤون الاجتماعية النيابية عبد الخضر الطاهر استمرار آفة البطالة الى انغلاق العراق على الدول ، وعدم مقدرة المشاريع الصغيرة الحد من هذه الافة .
وذكر الطاهر في تصريحه انه» لايمكن القضاء على ازمة البطالة من خلال مشاريع صغيرة مثل القروض او ما شابه كون ان المشكلة اكبر من التعامل معها مثل هكذا حلول ، مشيرا الى ان « مسألة القضاء على البطالة تحتاج الى جهد وطني في مقدمته انفتاح العراق على جميع دول العالم من خلال الاستثمار والشراكة الحقيقية والقبول بالاخر «.
و اضاف الطاهر , ان « هناك الكثير من الدول راغبة بالقدوم الى العراق والاستثمار فيه لكن للاسف العراق قطع جميع العلاقات واصبح بلدا يعتاش على النفط و هذا مما ادى الى انتشارالبطالة».
كما وصفت عضو لجنة العمل والشؤون الاجتماعية النيابية برزاد شعبان البطالة في العراق بـ»المتفاقمة».
وقالت شعبان «لدينا فرص عمل بنسب محددة، يتم توزيعها بشكل متساو على المحافظات للتعيينات، لكن البطالة تبقى متفاقمة خاصة بين شريحة الشباب من خريجي الكليات والجامعات».وطالبت عضو لجنة العمل النيابية «بتنشيط القطاع الخاص الذي من خلاله يتم تشغيل مهارات الشباب، شريطة ضمان حقوقهم، وان تحتسب مدة عملهم كخدمة لهم لمنع هدر حقوقهم».
يذكر ان النائب حسن الجبوري استعرض في احدى الجلسات النيابية عددا من الاسباب التي ادت الى اتساع البطالة وعدم وجود استراتيجية واضحة لمعالجة القضية داعيا الى تشكيل هيئة عليا مختصة لوضع حلول لمشكلة البطالة , وقال ان « تفعيل القطاع الخاص وتطوير رؤوس الاموال الوطنية سيؤدي الى توفير فرص العمل وسينعكس ايجابا على الوضع الاقتصادي ، ولفت الى انه من الضروري الاهتمام بالقطاعات لصناعية والزراعية والتجارية في البلاد.
جريدة المراقب العراقي
1/5/131013
https://telegram.me/buratha