قالت المفوضة الأوروبية المكلفة بالشؤون الداخلية سيسيليا مالمستروم إنها ستقترح على الدول الأعضاء "تنظيم عملية واسعة للأمن والإنقاذ في البحر الأبيض المتوسط من قبرص إلى إسبانيا" بعد الكارثة التي أودت بحياة مئات المهاجرين غير الشرعيين في لامبيدوزا.
ودعي الاوروبيون الى تنظيم عملية "امن وانقاذ" واسعة في البحر المتوسط بعد مأساة لامبيدوزا لكن دون تغيير سياساتهم في مجال اللجوء.
وقالت المفوضة الاوروبية المكلفة الشؤون الداخلية سيسيليا مالمستروم عند وصولها الى اجتماع وزراء الداخلية الاوروبيين "ساقترح على الدول الاعضاء تنظيم عملية واسعة للامن والانقاذ في المتوسط، من قبرص الى اسبانيا".
وسترافق مالمستروم الاربعاء رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو الى لامبيدوزا حيث قضى اكثر من 200 مهاجر في غرق مركبهم الخميس الماضي.
واستأنف الغطاسون الايطاليون صباح الثلاثاء في لامبيدوزا عمليات انتشال جثث الضحايا في حين انقذ مركبان في مياه صقلية اكثر من 400 مهاجر سري معظمهم من السوريين.
وفي موازاة ذلك اصدرت النيابة العامة مذكرة توقيف بحق التونسي خالد بن سلام (35 عاما) المتهم بانه المهرب و"قائد" المركب الذي غرق.
واضافت مالمستروم "ساطلب الدعم والموارد اللازمة لتحقيق ذلك من اجل انقاذ حياة مزيد من الناس"، موضحة ان وكالة مراقبة الحدود الاوروبية فرونتكس ستنفذ هذه العملية.
والدول الاعضاء في فرونتكس مدعوون الى تزويد سفن وطائرات واموال لانجاز مهمة مراقبة الحدود.
وفرونتكس التي سمحت بانقاذ الاف الارواح في العامين الماضيين ليس لديها اي وسيلة خاصة وخفضت موازنتها جراء التقشف الناجم عن الازمة.
واقرت مالمستروم بان احدى اولى طلبات الدول ستكون المساهمة لزيادة موازنة وكالة فرونتكس التي خفضت من 118 مليون يورو في 2011 الى 85 مليونا هذه السنة.
وهي تتوقع اتفاقا سياسيا للوزراء لتطبيق هذه العملية. وستكون المرحلة الثانية تحديد الوسائل اللازمة لاطلاق دعوة للمساهمة.
وقال وزير الداخلية الايطالي انجلينو الفانو "انها اشارة ملموسة ايجابية". واضاف "نطلب من اوروبا مساعدتنا لانقاذ ارواح" موضحا ان لامبيدوزا "هي ايضا احدى الحدود الاوروبية".
وحذرت مصادر اوروبية عدة من ان هذا النوع من العمليات "غير مجد سوى على الاجل الطويل".
وقال دبلوماسي طالبا عدم كشف اسمه "ان هذا الامر في غاية السذاجة". واوضح "سنقوم بمهمة المهربين. فور مشاهدة سفن وكالة فرونتكس ستبحر مراكب المهاجرين" لانقاذهم.
وبحسب الدبلوماسي ان الحل "يمر عبر مراقبة سواحل ليبيا وتونس من قبل سلطات البلدين لمنع ابحار هذه المراكب".
كما سيطلب من ايطاليا تقديم مساهمة. وصرح مصدر اوروبي لفرانس برس ان الاقتطاعات في الموازنة الوطنية خفضت عمليات الخروج الى البحر وعمليات المراقبة الجوية.
وقال مصدر اوروبي ان عملية فرونتكس "ستظهر بشكل ملموس التضامن بين الاوروبيين وهي رد فوري لماساة لامبيدوزا".
وتسمح خصوصا بنسيان رفض دول الشمال تعديل قواعد منح اللجوء على اراضيها لمساعدة ايطاليا بعد مأساة لامبيدوزا.
وايطاليا ومالطا واليونان وقبرص وبلغاريا واسبانيا هي المنافذ لدخول المهاجرين من افريقيا والشرق الاوسط الى الاتحاد الاوروبي وذلك عبر تركيا ومصر وليبيا وتونس. ويقوم العديد منهم بذلك عن طريق البحر ويخاطرون بحياتهم.
وهم لا يشكلون سوى جزء ضئيل من طالبي اللجوء. وكانوا اكثر من 330 الفا حاولوا دخول الاتحاد الاوروبي في 2012 و70% من طلبات اللجوء سجلت في المانيا (77500) وفرنسا (60600) والسويد (44 الفا) وبريطانيا (28 الفا) وبلجيكا (28 الفا) بحسب ارقام يوروستات مكتب الاحصاء الاوروبي.
ويصل طالبو اللجوء الى هذه الدول جوا او برا وغالبا ما يحملون تأشيرة سياحية بحسب مصدر اوروبي.
وتؤكد دول الشمال ان ايطاليا مع 15 الف طلب لجوء في 2012 ليست البلد الذي تلقى اكبر عدد من الطلبات.
وبدون مفاجأة رفض الوزراء الالماني والسويدي والدنماركي مجددا فكرة تعديل اتفاق دبلن الذي يفرض على دول الوصول معالجة طلبات اللجوء وتأمين ايواء مقدميها.
وقالت مالمستروم "لا اعتقد انه الوقت المناسب" لاتخاذ قرار من هذا النوع بشأن اللجوء.
وعارضت 24 دولة من اصل 28 تعديل القواعد في مجال الهجرة عندما طرح ذلك. واقر مصدر اوروبي ان تصاعد الحركات الشعبوية والمناهضة لاوروبا تجعل من الصعب على الحكومات اتخاذ مثل هذا القرار.
وقالت مالمستروم انها ستطلب من الدول الاعضاء "بذل اقصى جهودها" لايواء مزيد من اللاجئين موضحة ان "ست او سبع دول تتحمل كل المسؤولية اليوم".
15/5/131010
https://telegram.me/buratha