التقارير

تركيا و«خط الجهاد» من آدي يمان إلى حلب

1452 08:44:00 2013-10-05

 

محمد نور الدين

اقتربت المعارك بين التنظيمات الموالية لتنظيم «القاعدة» في سوريا والمنظمات الأخرى، ولا سيما «الجيش السوري الحر»، من الحدود التركية. لم تعد «القاعدة» مجرد توقع أو احتمال، بل أصبحت فعليا «الجار» الجديد لتركيا كما اجمع المحللون في تركيا.

لكن ذلك لم يغيّر كثيراً من نظرة المسؤولين الأتراك الى المسألة، فالحكومة التركية لا تزال تنظر الى كل التنظيمات المسلحة المعارضة في سوريا، بما فيها «جبهة النصرة»، على أنها نتاج ممارسات النظام. ولذلك، لم يتجرأ اي مسؤول تركي، حتى الآن، على وصف تنظيم «القاعدة»، بكل متفرعاته في سوريا، بأنه «ارهابي»، بل اقتصر الموقف على إدراجه ضمن إطار «المنظمات الراديكالية».

ويتحكم في هذا الموقف اكثر من عامل:

الأول، هو ان انقرة لا تزال تحبس نفسها في هدف واحد، هو إسقاط النظام في سوريا مهما كلّف الأمر، وبمعزل عن الطريقة.

أما الثاني فهو ان تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» («داعش») نصّب نفسه عدواً للشعب الكردي في سوريا، ويحارب المسلحين التابعين لـ«حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي. ولتركيا مصلحة في ذلك لمنع نشوء أي كيان كردي في شمال سوريا.

وبرغم التباين الكبير في العلاقات بين أنقرة والرياض حول الملف المصري، وعزل جماعة «الإخوان المسلمين»، فإن انقرة كانت مستعدة لتجاوز الأمر، عندما لاحت فرصة لإسقاط النظام في سوريا، وذلك بعد تهديد أوباما بتوجيه ضربة الى سوريا، فسارع داود اوغلو الى زيارة الرياض لتمتين الجبهة المؤيدة لتوجيه ضربة الى سوريا.

وبرغم الخطر الذي تشكله التنظيمات الأصولية على الاستقرار التركي – بالنظر إلى أن لتلك التنظيمات مشروعاً يتجاوز الأنظمة القائمة ومن بينها النظام التركي – فإن نظام «حزب العدالة والتنمية» لا يزال الراعي الأكبر لمد «الجهاديين» بالسلاح وكل انواع الدعم، وهو يمتنع عن اتخاذ اي إجراء يمنع تمدد الخطر التكفيري و«الجهادي» الى الداخل التركي.

ونشرت صحيفة «راديكال» مؤخراً تحقيقاً مهمّاً عن «خط الجهاد» الممتد في الداخل التركي من آدي يمان الى الحدود السورية، والذي يعكس مدى الحرية التي يتمتع بها «الجهاديون» داخل تركيا، من أجل تجنيد الشبان الأتراك للجهاد في سوريا. وهو بخلاف «خطوط الجهاد» الخارجية الأكبر الممتدة من الشيشان وتونس وأفغانستان عبر تركيا الى سوريا.

وتقول الصحيفة ان «هذا الخط يبدأ في محافظة آدي يمان ويسير الى الحدود السورية مرورا بمحافظات بينغول وباتمان وأورفة وديار بكر». وتضيف ان «جبهة النصرة والقاعدة اتخذت مركزا لها في مدينة آدي يمان نفسها لتجند الشبان بين 18 و30 عاما، عبر مجموعات من 15 شابا يرسلون الى سوريا عبر كيليس وهاتاي (لواء الاسكندرون) المحاذيتين لسوريا».

وتضيف أن أهالي الشبان المختفين يذهبون بأنفسهم الى معسكرات «القاعدة» في سوريا باحثين عن أبنائهم. لكن امراء الحرب حوّلوا الموضوع الى ابتزاز، اذ كانوا يوافقون أحيانا على إعادة الأبناء الى أهلهم مقابل فديات مالية».

ويروي والد أحد هؤلاء الشبان قائلا ان «ابنه كان يستعد لامتحان الجامعة عندما بدأ سلوكه يتغير. يمنع شقيقاته البنات من الخروج ويناقش الوضع في سوريا قائلا: انتم لا تفهمون الاسلام. يجب ان نحارب ونجاهد في سوريا من أجل الإسلام».

ويقول الوالد: «لقد تبين لي لاحقا، بعد المتابعة، ان ابني يشارك في خلية من 5 الى 6 أشخاص يشاهدون خلالها أفلام فيديو تحض على العنف. وقد هددني أحد الأشخاص الذين يتولون إعداد هذه الخلية بعدم تتبع ابنه مرة ثانية. ومن ثم انقطعت أخبار ابني وعلمت لاحقا انه في حلب يحارب الى جانب الجهاديين».

اللافت في كلام الوالد انه أبلغ السلطات الأمنية بالأمر، فأجابوه بأن ابنه راشد، ويحق له ان يفعل ما يشاء. وما كان من الوالد إلا ان ذهب بنفسه الى سوريا وجال في اربعة معسكرات وجد فيها شبانا أتراكا من مختلف المدن التركية، وعندما كان يقول انه جاء من اجل استرداد ابنه، كان أمراء المسلحين يقولون له: «وهل أنت كافر كي تمنع ابنك من الجهاد؟ اغرب عن وجوهنا. إن رأيناك هنا مرة ثانية فسندفنك في الأرض. ابنك وغيره سيبقون هنا 45 يوما لتلقي دورة تدريبية ومن بعدها يمكن لك أن تراه».

ويروي والد آخر انه ذهب الى سوريا ليبحث عن ابنه مع دليل، وقد وجد ان زعماء الجماعة التي كان فيها قد غيّروا اسمه وأصبح «أبو موسى»، ولا يزال في سوريا. وتقول الصحيفة ان محافظ آدي يمان ومدير الأمن فيها قد رفضا إجراء اي مقابلة مع الصحيفة لاستيضاح الأمر.

9/5/13105

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك