التقارير

في صحراء كربلاء قطارة الإمام علي (ع)... وراهب الدير


د. رؤوف الانصاري

وهو عبارة عن ينبوع الماء الذي يسمى بـ« قطارة الإمام علي (ع) » ويقع في وسط الصحراء على بعد 28 كلم غرب كربلاء بالقرب من بحيرة الرزازة، وتقع القطارة في شق صخري عميق ينزل إليه بأكثر من سبعين درجة، ولا يزال الماء يتدفق داخل وحول القطارة، ويشرب منه الزائرون ويتبرك به الناس، وهو ماء عذب رغم أن مستوى ماء القطارة أوطأ من مستوى بحيرة الرزازة المعروفة بملوحتها.

ويروي المؤرخون أنه لما توجه أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع) إلى صفين، لحق أصحابه عطش شديد ونفذ ما كان عندهم من الماء، فأخذوا يميناً وشمالاً يلتمسون الماء، فلم يجدوا له أثراً، فعدل بهم أمير المؤمنين عن الجادة وسار قليلاً فلاح لهم دير في وسط البرية، فسار بهم نحوه، حتى إذا صار في فنائه أمر مَن نادى ساكنه بالإطلاع إليهم، فنادوه فاطلع، فقال له أمير المؤمنين (ع): هل قرب قائمك هذا من ماء يتغوث به هؤلاء القوم ؟

فقال: هيهات، بيني وبين الماء أكثر من فرسخين، وما بالقرب مني شيء من الماء ولولا أنني أوتي بماء يكفيني كل شهر على التقتير لتلفت عطشاً، فقال الإمام (ع): أسمعتم ما قال الراهب ؟ قالوا: نعم، أفتأمرنا بالمسير إلى حيث أومأ إليه لعلنا ندرك الماء وبنا قوة ؟

 فقال أمير المؤمنين (ع): لا حاجة لكم إلى ذلك. فلوى عنق بغلته نحو القبلة، وأشار بهم إلى مكان قريب من الدير، فقال لهم: اكشفوا الأرض في هذا المكان، فعدل منهم جماعة إلى الموضع فكشفوه، فظهرت لهم صخرة ضخمة تلمع، فقالوا: يا أمير المؤمنين ها هنا صخرة لا تعمل فيها المساحي (أدوات الحفر)، فقال لهم: إن هذه الصخرة قائمة على الماء، فإن زالت عن موضعها وجدتم الماء.

فاجتهدوا في قلعها، فاجتمع القوم وراموا تحريكها فلم يجدوا إلى ذلك سبيلاً واستصعبت عليهم، فلوى أمير المؤمنين (ع) رجله عن سرجه حتى صار على الأرض، ثم حسر عن ذراعيه ووضع أصابعه تحت جانب الصخرة فحركها ثم قلعها بيده، ودحى بها أذرعاً كثيرة، فلما زالت من مكانها ظهر لهم بياض الماء، فبادروا إليه فشربوا منه، فكان أعذب ماء شربوا منه في سفرهم وأبرده وأصفاه...

 فقال لهم أمير المؤمنين (ع): تزودوا وارتووا، ففعلوا ذلك، ثم جاء إلى الصخرة فتناولها بيده ووضعها حيث كانت، فأمر أن يعفى أثرها بالتراب والراهب ينظر من فوق ديره، فلما استوفى علم ما جرى نادى: أيها الناس أنزلوني، فاحتالوا في إنزاله، فوقف بين يدي أمير المؤمنين (ع)، فقال له: يا هذا أأنت نبيّ مرسل ؟ قال (ع): لا، قال: فملك مقرّب ؟ قال (ع): لا، قال: فمَن أنت ؟ قال (ع): أنا وصيّ رسول الله محمد بن عبد الله خاتم النبيين (ص).

 قال الراهب: ابسط يدك أُسلم لله تبارك وتعالى على يدك، فبسط أمير المؤمنين (ع) يده وقال له: اشهد الشهادتين. فقال الراهب: اشهد أَن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ محمّداً رسول الله، وأشهدُ أنك وصيُّ رسول الله وأحق الناس بالأمر من بعده.

 فأخذ أمير المؤمنين(ع) عليه شرائط الإسلام ثم قال له: « ما الذي دعاك إلى الإسلام بعد طول مقامك في هذا الدير على الخلاف ؟ فقال: إن هذا الدير بني على طلب قالع هذه الصخرة ومخرج الماء من تحتها، وقد مضى عالم قبلي لم يدركوا ذلك، وقد رزقنيه الله عز وجل، وإنّا نجد في كتاب من كتبنا ونأثرُ عن علمائنا، أن في هذا الصقيع عينا عليها صخرة لا يعرف مكانها إلا نبيّ أو وصيّ نبيّ، وأنه لابد من ولي لله يدعو إلى الحق آيته معرفة مكان هذه الصخرة وقدرته على قلعها، وإني لما رأيتك قد فعلت ذلك تحققت ما كنا ننتظره وبلغت الأمنية منه، فأنا اليوم مسلم على يدك ومؤمن بحقك ومولاك.

وكالة نون خاص

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زید
2013-10-05
لقد وصف السيد الحميري رضوان الله عليه هذه المنقبة في قصيدته المذهبة التي تزيد على مائة بيت و هي من روائع الادب العربي حيث تضمنت طائفة من مناقبالامام علي عليه السلام و مطلعها هلا وقفت على المكان المعشب *** بين الطويلع فاللوى من كبكب و قال في هذه المنقبة واصفا امير المؤمنين ع و لقد سرى فيما يسير بليلة *** بعد العشاء بكربلا في موكب حتى اتى متبتلا في قائم *** القى قواعده بقاع سبسب ...... راجع ديوان السيد الحميري
المغترب النجفي \ كندا
2013-10-04
أينما يحل أمير المؤمنين (ع) تحل البركات وتبقى أثاره شاخصه للعيان وشاهده على الزمن كل الزمن وا حسفاه على بعض الناس تعيش بجواره وبظله وبكرامته وكرمه وشرفه وتتنكر اليه ولاتوفيه حق الوفاء ولاسيما المسؤولين الذين عبثو فسادا ولايقيمو له الاحترام بل عملو في مدينته كل الموبقات من شرب للخمور وعمل الفساد المحرم والتنكيل بعلمائها واهلها .... علي (ع) الى الان يأن من هؤلاء المارقين العابثين
محمد التميمي
2013-10-04
هذا ما أورده وأثبته أبن أبي الحديد المعتزلي رحمة الله عليه في تفسير نهج البلاغة لمولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وذكر معه الكثير من معجزات الأمام {ع} فمن أراد المزيد فليطلبه من كتاب نهج البلاغة { تفسير أبي الحديد المعتزلي }
كلمة
2013-10-03
تقرير لطيف احسنتم حيث اننا لم نسمع بذلك من قبل جزيتم خيرا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك