أدى تردي الأوضاع الأمنية في محافظة نينوى إلى مغادرة العشرات من الشركات الأجنبية والخاصة العاملة في مجال السياحة والخدمات والصناعة على الرغم من العقود المبرمة مع الحكومة المحلية في مدينة الموصل (400 كم شمال بغداد).
وتأتي مغادرة الشركات بعد تصاعد أعمال العنف والاغتيالات التي طالت السياح والعاملين الأجانب في المدينة والمقاولين لمشروعات الخدمات السياحية والصناعية التي وقعت مع مجلس محافظة نينوى بمليارات الدولارات والتي دخلت مرحلة التنفيذ.
المهندس محمود المولى، المسؤول في هيئة سياحة واستثمار نينوى، صرح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بأن «ما يقارب الثماني شركات تركية وصينية وكورية وألمانية غادرت الموصل خلال الشهر الماضي بسبب التصعيد الأمني الذي تشهده المدينة وأطرافها وراح ضحيتها المئات من سكان المحافظة وحتى السياح والمقاولين والعمال العرب». وأضاف المولى أن «عقود نحو 22 مشروعا سياحيا وخدميا وصناعيا كان قد أبرمها مجلس المحافظة السابق ومحافظ نينوى أثيل النجيفي منذ تسلمهم مهام الحكومة المحلية عام 2009 ولم تنجز بسبب الظروف الأمنية الصعبة والتي ارتفعت خلال الشهرين الأخيرين». مبينا أن المشاريع التي ما زالت قيد الإنجاز أغلبها من المشروعات السياحية والخدمية. وأوضح: «أن من بين المشاريع التي غادرت شركاتها، فندق كبير خمس نجوم يقع شمالي الموصل ومطعم تركي يقع على ضفاف نهر دجلة ما زال قيد الإنجاز وترك بعد مغادرة الشراكة التركية له». وأضاف أنه تم «ترك مشروع مستشفى وأبنية خاصة بتجهيز الاتصالات الضوئية تقع داخل مدينة الموصل والتي تم تكليف شركات صينية ويابانية بإنجازها بعد أن قتلت مجموعات مسلحة منذ أكثر من شهر مقاولا عراقيا ورئيس مهندسين من الصين أثناء وجودهم بمشروع خاص باتصالات نينوى وسط الموصل».
وكانت قيادة عمليات نينوى أفادت أخيرا بمقتل خمسة مقاولين ومهندسين وإصابة ثمانية آخرين من تركيا والصين واليابان خلال الأشهر الستة الأخيرة في مدينة الموصل على أيدي مسلحين.
من جانبه قال الفريق الركن باسم الطائي قائد عمليات نينوى، إن «قيادة العمليات تحرص دائما على توفير عمل هذه الشركات العربية والأجنبية قبل البدء بأعمالها داخل محافظة نينوى سواء كانت داخل المدينة أو خارجها في الأقضية والنواحي». وأشار الطائي إلى تكليف فرق أمنية لحماية هذه الشركات على مدار الساعة إلى حين انتهاء العمل من مشاريعها.
بدوره، انتقد محافظ نينوى: «ضعف الأجهزة الأمنية وحمل قيادة عمليات نينوى مسؤولية ترك هذه الشركات الأجنبية عملها ما ضيع أموالا طائلة كانت مخصصة لهذه المشروعات المهمة والحيوية في عموم محافظة نينوى». وقال النجيفي، إن «أحداث وتطورات وتدهور الأوضاع الأمنية في محافظة نينوى قد أثرت سلبا على المجالات السياحية والخدمية والصناعية التي تريد المحافظة توسيعها من هذه الشراكات لكن ضعف دور الأجهزة الأمنية كان سببا رئيسا لهروب هذه الشركات من نينوى».
من جهته، أوضح رئيس مجموعة شركات «سانا» التركية نوزت إيشماران أن «فسخ عقد مجموعة شركاته التي بدأت العمل في نينوى منذ مطلع عام 2010 كان بسبب تردي الأوضاع الأمنية في المحافظة خاصة بعد اغتيال أحد مهندسيها وخطف آخر». وتعد محافظة نينوى التي يتجاوز عدد سكانها ثلاثة ملايين ونصف مليون شخص ثاني أكبر محافظة عراقية بعد العاصمة بغداد ولها حدود مع تركيا وسوريا ويقطنها خليط من العرب والكرد والتركمان والمسيحيين والأيزيديين والشبك.
33/5/13102
https://telegram.me/buratha