التقارير

«حزب الله» بين القنبلة الإيرانيّة والقنبلة الباكستانيّة

1450 18:07:00 2013-10-01

 

 يستغرب الديبلوماسي الاوروبي حين نسأله «لماذا تخاف اسرائيل وتحدث كل تلك الضوضاء حيال القنبلة الايرانية التي لا تزال احتمالاً وقد تبقى كذلك، فيما لا تبالي بالقنبلة الباكستانية، وهي دولة اسلامية ايضا، وقد تمكنت اسلام آباد من صناعة صواريخ باليستية، بتقنيات غربية اكثر تطوراً، لحمل هذه القنبلة؟».

بعد الاستغراب، يقول الديبلوماسي إياه ان ثمة جواباً وحيداً على هذا السؤال هو «حزب الله»، اذ ان تل ابيب جاهزة لغض الطرف عن البرنامج النووي الايراني اذا ما اعلنت ايران وقف دعمها للحزب الذي هو فعلا هاجس استراتيجي لاسرائيل التي لم تكن تتصور، في حال من الاحوال، انه يمكن ان تنشأ في لبنان تلك الحالة العسكرية الضاربة، لا بل انها عندما فكرت بانشاء شريط حدودي داخل الاراضي اللبنانية، ومنذ اللحظة الاولى لقيامها، فلكي يكون هناك عازل بينها وبين الفلسطينيين الذين يبدو انهم انتقلوا الى الخطوط الخلفية (جداً) وغرقوا في نزاعاتهم او صراعاتهم الداخلية…

وهو يشير الى ان الاسرائيليين مارسوا، وعبر اللوبي اليهودي الذي لا يشق له غبار، ضغوطاً متلاحقة وهائلة على الادارة الاميركية للحيلولة دون حصول اي تفاهم بينها و بين طهران، مع ان الادارة تملك معلومات دقيقة حول عدم رغبة نظام آيات الله في انتاج القنبلة النووية وان كان يملك كل التقنيات والمواد اللازمة للقيام بهذه الخطوة خلال ساعات، لا خلال اشهر ولا خلال سنوات…

هذا قبل ان يلاحظ الديبلوماسي الاوروبي ان دولا عربية تجاوزت اسرائيل في الضغط على واشنطن من اجل شن حرب على ايران لتدمير البنى العسكرية والسياسية والتكنولوجية فيها واعادتها، كما كان يدعو وليم كريستول، مائة عام الى الوراء. لكن الاميركيين يلعبون لعبتهم عادة ولا يلعبون لعبة الآخرين..

يضيف ضاحكا ان وزير خارجية عربياً هدد، في لقاء عصبي مع نظيره الاميركي، بأن باستطاعة بلاده الحصول على قنبلة جاهزة خلال ساعتين فقط اذا لم تبادر الولايات المتحدة الى فعل اي شيء لتدجين «اولئك المجانين في ايران». وكان المقصود الحصول على القنبلة من باكستان، مع ان المعروف تماما ان الترسانة الباكستانية هي تحت الاشراف العسكري والاستخباراتي الاميركي المباشر..

الديبلوماسي يرى ان حكومة بنيامين نتنياهو تمارس حاليا كل اشكال الغوغائية، وهي تخشى من اي صفقة تعقد بين واشنطن وطهران ولا تلحظ تفكيك البنية العسكرية لـ «حزب الله»، والى حد توجيه اشارات عبثية الى الولايات المتحدة بأنها لن تتردد ابدا في شن الحرب على لبنان، وبالتالي تحويله الى خراب، اذا لاحظت ان باراك اوباما على وشك عقد صفقة ما او حتى تفاهم ما مع حسن روحاني على ان يبقى وضع الحزب خارج هذه الصفقة..

يضحك الديبلوماسي الاوروبي وهو يتحدث عن الخيبة الاسرائيلية، اذ كان نتنياهو ينظر الى المسرح السوري على اساس ان نهاية سوريا تعني انه سيتوج امبراطوراً وليس مجرد ملك على الشرق الاوسط، ودون ان يدري ان التركيبة السورية اكثر تعقيدا بكثير من ان تذهب في الاتجاه الذي كان يصبو اليه، فها ان اجهزة الاستخبارات الاميركية باتت على قناعة تامة بأنه اذا ما استمرت الاوضاع على ما هي عليه، فإن وضعاً سينشأ في سوريا اشد تعقيداً بكثير، واكثر خطورة بكثير، من الوضع في افغانستان.

نسأل ما اذا كانت الخشية الاميركية من تطور الاوضاع في سوريا على ذلك النحو تقاطعت مع الخشية الايرانية من خسارة حليف يتمتع بمزايا جيوبوليتيكية بالغة الحساسية، فيقول انه فوجىء بسفير عربي في بيروت تدعم بلاده بقوة المعارضة في سوريا يتهم ادارة اوباما بأن تذبذبها حيال الملف السوري هو الذي جعل الامور الى ما ذهبت اليه، ليقول (السفير) ان حكومته مستعدة لمد يدها حتى الى الشيطان من اجل اجتثاث النظام الحالي في دمشق…

هنا يبدي الديبلوماسي الاوروبي نوعا آخر من الاستغراب، ليشير الى ان الكثيرين في الغرب بدأوا يعيدون النظر في تعاطيهم مع الازمة السورية، وبعدما كانت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل قد حذرت من المضي في المساندة العشوائية للمعارضة، مستندة الى تقارير اجهزة الاستخبارات في بلادها والتي كانت تتوقع سيطرة تنظيم القاعدة ومشتقاته على سوريا..

في نظره ان غالبية الاطراف اتفقت مبدئيا على اعتماد منطق التسوية لكل الملفات العالقة في المنطقة، ومن اجل معالجة هادئة للوضع السوري، باستثناء الاسرائيليين وبعض العرب الذين يتحدثون عن «الخيانة الاميركية» مع ان المعروف ان الاميركيين يخونون، عادة، الجميع ما عدا اميركا…

يقول الديبلوماسي الاوروبي «لاحظ طبيعة التسوية الخاصة بقرار مجلس الامن الدولي، تدرك اي مسار تأخذه ازمات المنطقة». ماذا عن «الغوغاء» في هذه الحال؟ يعلّق «انهم ينتظرون بفارغ الصبر نهاية ولاية باراك اوباما، ربما نهاية حياته. رهان غريب اليس كذلك»؟!

45/5/13101

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك