نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية في 28 من ايلول / سبتمبر، خريطة، لخمس بلدان في المنطقة، قالت انها ستصبح أربعة عشر في التقسيم الجديد للشرق الاوسط.
وبحسب الخارطة فان السعودية وسوريا وليبيا واليمن والعراق هي الدول التي يشملها التقسيم المفترض، وستنشأ دولة “كردستان” في شمال العراق وشمال سوريا, كما تنشأ دولة ”علوي ستان”، وتدمج المناطق "السنية" في العراق وسوريا بدولة واحدة تدعى "سنة ستان"، وفي جنوب العراق تنشأ دولة "شيعة ستان"، فيما تنشأ دولة جديدة غرب جنوب سوريا تسمى "جبل الدروز" .
أما اليمن، فقالت الصحيفة انه البلد العربي الأكثر فقرا ويمكن فصله مرة أخرى إلى قسمين بعد اجراء الاستفتاء في جنوب اليمن لتعود دولة جنوب اليمن من جديد. فيما ليبيا، يمكن تقسيمها الى الأجزاء التاريخية وهي طرابلس وبرقة وربما تنشأ دولة ثالثة في جنوب غرب البلاد.
وكان اللافت إدراج المملكة السعودية على قائمة الدول التي سيتم تقسيمها الى خمس دول، وفقا لاعتبارات قبلية وطائفية، ونتيجة خلافات الجيل الشاب من الامراء، على حد وصف الصحيفة.
وستقسم الى الدول التالية: شمال السعودية، غرب السعودية، جنوب السعودية، شرق السعودية، وفي الوسط العربية السعودية “وهابي ستان”.
طبعاً هذا التقسيم ليس جديداً بالنسبة الى المخططات الغربية التي كانت معدة للمنطقة، ومنذ عشرات السنين، وقد كشفت مئات الخرائط والدراسات عن التقسيم الموعود لدول الشرق الاوسط التي ستتحول الى كيانات.
من اوائل الذين تحدثوا وعملوا على تقسيم المنطقة، هم قادة الكيان الصهيوني، منذ ديفيد بن غوريون وصولا الى شيمون بيريز، فهؤلاء اعتبروا في خمسينيات القرن الماضي ان "الخلافات الطائفية في لبنان مقدمة لتقسيم بلدان المشرق".
وفي هذا الاطار يرى المحلل السياسي والدكتور في الجامعة اللبنانية "غسان العزي" ان "احد الصحافيين الاسرائيليين كان نشر في عام 1980 خريطة مفصلة للمنطقة العربية وكيف ستقسم الى كيانات بصورة اوسع بكثير مما ذكر في صحيفة نيويورك تايمز".
لا شك ان أهم الاهداف التي عمل عليها المحافظون الجدد في الولايات المتحدة الاميركية، عند غزو العراق عام 2003، بث الفوضى الطائفية داخله بغية انتشارها في الدول المحيطة، لذلك فان الاميركيين عند انسحابهم من العراق، تركوا وراءهم دولة "مقسم فعليا لا قانونيا" كما يقول العزي، الذي يرى ان النموذج العراقي قابل للتحقق في سوريا، التي أُدخلت في اتون حرب اهلية منذ عامين ونيف، كما يلفت العزي الى ان ما يجري في العراق سوريا قد ينسحب على ليبيا واليمن والسعودية.
اذا كان العراق وسورية واليمن وليبيا معرضة للتقسيم، كما "بشر" الصهاينة او كما نشرت صحيفة نيويورك تايمز، كونها تعيش فوضى أمنية او اقتتال داخلي، فإن اللافت زج السعودية ضمن قائمة هذه الدول.
ووفق الصحيفة الاميركية وبغض النظر التوترات في المنطقة الشرقية للسعودية، فان تقسيم الاخيرة سببه ايضا الصراع بين امراء الجيل الجديد او احفاد مؤسس المملكة عبد العزيز ال سعود .
ردا على سؤال حول مغزى قيام الصحيفة الاميركية بنشر خريط لتقسيم البلدان الخمسة في وقت يكثر الحديث عن بوادر حلحلة في الشرق الاوسط .
يرجح الدكتور "غسان العزي"، ان نشر الخريطة في هذا التوقيت قد يكون مرتبطاً برغبة الغرب ممارسة الضغط لفرض تسوية ما على قادة المنطقة، وتحذيرهم من ان البديل عن هذا الامر هو التقسيم، حيث الارضية محضرة وجاهزة لتحقيقه، وبرأي العزي انه بحال تحقق التقسيم فان بلدان المنطقة ستشهد حروبا ستمتد لعشرات السنين.
من اجل التصدي لهكذا مشروع على شعوب المنطقة ونخبها عدم الانتظار والاستسلام لما يحضره الغرب لهم بل يجب التمسك بالوحدة واعادة اللحمة بين أبناء الوطن الواحد، والابتعاد عن التحريض المذهبي والطائفي، لأن الجميع سيخسر في معركة لا رابح سوى الجالسين في تل ابيب وواشنطن.
...............
25/5/13101
https://telegram.me/buratha