بعث المناخ الدولي الذي صعد من أروقة مبنى الأمم المتحدة في نيويورك وأكد على ضرورة الحوار واستقرار لبنان وسياسة النأي بالنفس ومؤسسات الدولة الأملَ بتجنيب لبنان تداعيات الوضع السوري. الا أنّ الموقف السعودي حتى الساعة لم يتلقّ الإيجابية الغربية لجهة لبنان. فإلى اي مدى يمكن ان تستمرّ السعودية في معاكسة المناخ الإقليمي الدولي الذي يدعو الى حماية لبنان من ارتدادات الأزمة السورية.
تحاول السعودية مواجهة التقارب الروسي ـ الأميركي بالتمرّد الذي تمثل بانفصال 13 مجموعة من المجموعات المسلحة عن الائتلاف السوري المعارض. فهل ستمارس في لبنان سياسة الاعتراض على تأليف حكومة يتمثل فيها حزب الله لتنعدم فرص تأليف حكومة هذا العام؟
لقد دخلت السعودية في الوقت العصيب بعد الاتفاق الروسي ـ الأميركي الذي ترجم في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن. وتشير مصادر مطلعة إلى انها قد تلجأ إلى خيارين إما الدخول في استراتيجية تحديد الخسائر والقبول بالحلّ المطروح لأنه على الأقلّ يبقي لها مكانة على صعيد القرار السياسي الإداري عند 14 آذار وأما أن تتصرف على الطريقة العربية وتمنع تأليف حكومة لبنانية جامعة لكلّ المكونات السياسية ما يخسرها الملف اللبناني.
بموازاة ذلك يترقب العالم اللقاء السعودي ـ الإيراني المنتظر الذي لن يكون بالحجم الذي يتوقعه المتابعون وسيقتصر على التواصل وتبريد الأجواء ولن يصل الى اجتراح الحلول.
وفي السياق رأت المصادر أن الرياض قد تلجأ الى تسهيل تأليف الحكومة في لبنان كإشارة ايجابية قبل اللقاء الذي سيجمع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الايراني حسن روحاني.
في مقابل ذلك أشارت مصادر أخرى الى ان الرياض ليست مضطرة للتخلي عن هذه الورقة المتبقية لها في المنطقة قبل التفاوض في اللقاء المنتظر أثناء رحلة روحاني للحج.
ولما كان سياسيّو لبنان يترقبون هذا الموعد فإنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي يحطّ في السعودية الأربعاء المقبل ليوم واحد حاملاً معه صيغة 9-9-6 يبدو انه التقط ما يجري على الصعيد الدولي فسارع الى تسويق هذه الصيغة في محاولة إظهار بادرة حسن نية تجاه فريق 8 آذار لا سيما حزب الله خصوصاً اننا على مقربة من موعد الانتخابات الرئاسية.
الإشارة التي التقطها سليمان كانت وصلت أيضاً الى رئيس كتلة المستقبل النائب فؤاد السنيورة الذي زار رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم أول من أمس في زيارة ليست قراراً شخصياً أو كما قيل أنها تأتي في إطار استكمال التشاور مع الرئيس بري بعد زيارة وفد التحرير والتنمية الى بلس هاوس بل تأتي بايعاز غربي لا عربيّ. وتيار المستقبل الذي يطالب بحكومة حيادية بعد فشله في الترويج الى حكومة وفق صيغة 8-8-8 أصبح اليوم مضطراً بعد موقف النائب وليد جنبلاط الانفتاح على صيغة 9-9-6 والقول إنها قابلة للنقاش وأن الحوار بنّاء ويسير في الاتجاه الصحيح.
وفي السياق رفضت مصادره كلام النائب نبيل دو فريج أنه من سابع المستحيلات القبول بصيغة 9-9-6 وأكدت أنّ هذا الكلام يمثله ولا يمثل الكتلة التي ستواصل مشاوراتها مع الرئيس بري. لقد حاولت المصادر المستقبلية ان تشير إلى إصرار الرئيس المكلف تمام سلام على صيغة 8-8-8 الا انّ مصادر نيابية في 8 آذار ترى أن الرئيس المكلف ليس حراً في أن يتصرّف كما يريد وبالتالي فإنّ ايّ حلّ يقدّم اليه ويحظى برضى الرياض سيقبل به وسيحمله الى رئيس الجمهورية للتوقيع عليه.
12/5/13929
https://telegram.me/buratha